على نسق “,”الضرورات تبيح المحظورات“,”، عنونت مقالي هذا الأسبوع ب“,”الدولارات تبيح المحرمات“,”، حيث رأيت أن المال وحده بمختلف عملاته، سواء كانت ريالات أو دينارات أو دولارات، هو الدافع وراء قيام بعض المرتزقة بقتل وإصابة آلاف المصريين خلال الفترة الماضية. فلا يمكن أن يقتل أي مصري أصيل شرب من نيل مصر وعاش تحت سمائها ونشأ في أرضها الواعدة، أن يقتل أخاه لمجرد اختلافه معه في أيديولوجيته السياسية أو انتمائه الديني. أما المرتزقة وليس بالضرورة ان يكونوا جنودًا محترفين يجيدون فن القتال، فإنهم لا يتورعون أن يقتلوا أي شخص في سبيل حصولهم على المال الذي يعتبرونه “,”إكسير الحياة“,” لهم وسببًا وجيهًا لإنهاء حياة الآخرين. وهذا ما نراه جليًا في الشارع المصري هذه الأيام، حيث انتشرت أعمال البلطجة والعنف في كل مكان، وبات خبر إصابة المئات وقتل العشرات خبرًا عاديًا في نظر الكثيرين، بعد أن كان مجرد خبر وقوع مصادمات بين عائلتين في أقاصي صعيد مصر، يهز الشعب المصري كله. أعتقد أن مصر الآن بحاجة الى غربلة وفحص ما حدث في شوارعها وما أريق بها من دماء نفيسة غالية، والبحث عن السبب، يبطل على الفور العجب الذي قد يعجز العقل البشري عن التفكير بوضوح وروية. فيا أيها المسئول عن حكم مصر، يا من تقبع هناك تحت حماية أسوار الاتحادية، عليك أن تقوم بما ابتلاك الله به وتعطي كل صاحب حق حقه، وتبحث في بواطن الأمور وظاهرها حتى تجد الدافع وراء تلك الأحداث الدامية التي تعصف بمصير أمة قَدَرُها أن تكون “,”كنانة الله في أرضه“,”. أيها الرئيس، لا تكتفي ببث رسائلك “,”المتوّتة“,” ليلاً الى شعبك المسكين وتحذر وتتوعد المعارضين دون أن تسوق قبلا الأدلة الدامغة على إدانتهم وليس مجرد ادعاءات جوفاء لا تحمل أي قرائن، فهذا يا سعادة الدكتور ما يزيد من الشقاق والفراق وينقص من مصداقيتكم المقوضة في الأساس. ابحثوا يا سادة عن مصادر الأموال التي تدخل مصر من كل حدب وصوب وبكافة العملات، وهذا ليس ببعيد عن أناس دانت لهم الأرض بعد ظلم وجور، وعرفوا و برعوا في أصول التجارة والشطارة، ونشطوا في جمع الأموال من الخارج والداخل لإنفاقها فيما يخدم شرع الله ودين الله. وإن لم تفعلوا فإنكم إذن لم الخاسرين، ومصر ستقوم من كبوتها بكم أو بدونكم وتلفظ أرذالها المتطفلين، وإنها ل“,”محروسة“,” بإذن ربها.