توجد عقيدة تعرف ب"الشامانية" في كوريا، تستخدم التقويم القمري في ممارسة الطقوس الخاصة بالمواطنين هناك، و"الشامانية" لها سيطرة على حياة المواطن الكوري فيما يعرف ب"الكوت" أي "الزار المصري" بلا فرق أو تعديل فيه، ويعرف أن الزار من أصول كورية. ولعل كلمة "الكورية" في الزار المصري هي من صميم "الكوت"، وقائدة الزار في كوريا تعرف باسم "المورانج" وهي ترتدي زي راهب أبيض، وتضع علي رأسها قبعة عالية، وأكمامها واسعة كأمام القفطان الصعيدي. أما عن ربة البيت التي يقام الزار في بيتها، تقوم بتوزيع جرار وأكواب من المياه على مائدة عليها شموع، فضلا عن توزيع جرار من الزيت والأرز في أركان البيت، ظنا منها أن هناك أرواح طيبة تأتي لزيارة البيت وتباركه. وتبدأ "المورانج" أي قائدة الزار بالرقص والغناء المسترخي، ثم تبدأ بالرتم الأسرع حتى الصخب بالغناء والموسيقى، حتي يبدو إيقاع رقصها غير متناغما مع غنائها، وتطوح بقدميها في اتجاه السقف وتتصبب عرقا، ولا تنتظم لها عبارة ولا تستقيم لها حركة، وهنا يعرف أهل البيت أن الأرواح تقمصت "المورانج" ومن هنا تبدأ مطالب الأرواح. ومن تلك اللحظة تطلب الأرواح الأرز والنبيذ، وفي حالة عدم وجودها فإن ربة البيت سهل أن تبيع مصاغها وحليها لتوفير مطالب الأرواح كما تفعل المصريات المعتقدين بالزار ونتائجه، كل هذا لجلب السعادة من خلال الأرواح الطيبة وإرضائهم، وطرد الأرواح الشريرة التي تجلب المرض والتعاسة، ويصدقون كلام المورانج حول اختراق النكد والغم لجدران المنزل في حال عدم تفادي الأرواح الشريرة. ومن خلال الزار تتجول"المورانج الشامانية" مع ربة البيت في كل الغرف مع مواصلة الرقص والغناء لطرد الأرواح الشريرة، كما أنهم اعتادوا قرع الطبول مع نثر الأرز والملح في كل أركان البيت، وحول البيت لطرد الأرواح الشريرة بعيدا ليهنئوا في سلام، معتقدين أن الأرواح الطيبة تسكن جنة اللوتس. وتعد "المورانج" لها دور كبير لا ينتهي بحفلة الزار، بل هي مستشارة كل النساء في سائر شئون حياتهم اليومية، ويصدقون كل ماتمليه عليهم من نصائح وإرشادات، كما أنها موضع الاحترام في بلاط الملوك، ولم تفلح تعاليم كونفشيوس في تخليص الكوريين من العقيدة الشامانية.