على غرار البرامج الطبية الأمريكية الشهيرة The Doctors وDr.Oz، حاولت الفضائيات المصرية تقليد التجربة والتمسح بها وأطلقت أشكالًا مختلفة من نوعية هذه البرامج، مثلا يأتي المذيع أو المذيعة ليوجه الأسئلة إلى الطبيب أو يكون الطبيب نفسه هو مذيع الحلقات مع وجود موسيقى هادئة في الخلفية يسمعها المشاهد طوال الحلقة ويتناول الطبيب أو المذيع الأسئلة الشائعة في تخصص الطبيب أو في المجال الذي يعمل به سواء كان السمنة والأمراض الجلدية والعظام والأسنان إلخ، ليكون في ظاهر الأمر برامج تستهدف الفائدة العامة للمشاهدين وتزويدهم بمعلومات طبية ولكن باطن الأمر مختلف تمامًا، أغلب هذه البرامج مجرد بيزنس يتم بين القنوات والأطباء، الطبيب الذي يطل على الشاشة يدفع أموالًا لأنه بمجرد ظهوره على الشاشات يصبح مشهورًا، وبالتالي ستزداد قيمة الكشف التي يتقاضاها من المرضى، وكذلك القنوات تستفيد من جانبين، الأول أنها تضمن مشاهدة جيدة لهذه البرامج وتستطيع أن تعرض خلالها كما كبيرا من الإعلانات، وكذلك الكم الكبير من الاتصالات يضيف لها من الأرباح إضافة إلى المبالغ التي يدفعها الأطباء، وأصبح الأمر كأنه بورصة وتحولت البرمج الطبية لبرامج إعلانية تعرض أرقام هواتف وعناوين عيادات الأطباء والحديث عن الأجهزة التي يمتلكها كل طبيب في عيادته وتفخيم صور الأطباء عند المشاهدين حتى ولو لم يكن هذا الطبيب على قدر من الكفاءة ولمجرد أنه يمتلك أموالًا يستطيع أن يصبح مشهورًا ومع غياب الرقابة من قبل نقابة الأطباء أصبح متاحا لأي شخص أن يتحدث عن أي شئ حتي ولو لم يكن تخصصه الذي يعمل به. فيما أصبحت القناة تحدد سعر خاص بها وهذا السعر هو الذي يحدد الطبيب الذي يظهر على شاشتها، تتراوح أسعار الساعة في القنوات الكبرى من 35 ألف إلى 40 ألف جنيه تقريبًا ويختلف التفاوض بين القنوات والأطباء حول ظهور أرقام الهواتف فقط أو عناوين العيادات الخاصة وعدد اللقطات التي تظهر باسم الطبيب على الشاشات فعلى سبيل المثال تستضيف قناة المحور الأطباء في برنامج " الطبيب " ب 13 ألف جنية مقابل 25 دقيقة يتم خلالهم الإعلان عن أرقام هواتف الأطباء وعناوين عياداتهم الخاصة سواء في خلفية الديكور أو بعلامات تنوية أسفل الشاشة وأن الساعة بالقناة تصل أحيانًا إلى 36 ألف جنيه وكذلك برنامج "العيادة" على شاشة قناة الحياة يقوم الطبيب بالظهور فيه مقابل 15 ألف جنية في ال 15 دقيقة وبرنامج " الدكتور" الذي يقدمه الدكتور أيمن رشوان على قناة "القاهرة والناس" بأسعار قريبة منهم وأيضا برنامج " إزي الصحة" الذي يتم إذاعته على قناة النهار يدفع الطبيب مقابل الإعلان عنه وعن عياداته الخاصة والتركيز على كفاءته خلال الحلقة ويحدد هذا الأمر فروق طفيفة في الأسعار بين القنوات للمنافسة ليس أكثر والغريب أن القنوات مثل دريم وmbc بدأت التفكير في تطبيق هذه الفكرة أيضًا ف "دريم" كانت تضم برنامجا طبيا للدكتور خالد منتصر ولكنه كان يرفض استغلال البرنامج بهذه الطريقة وبعد أن ترك القناة بدأت إدارتها البحث منتج منفذ يتعاقد على ساعة يدفع للقناة ثمنها وحددت 40 ألف جنية ليكون من حق المنتج استغلال هذه الساعة كما يرغب وكذلك قناة mbc مصر تنفذ هي الأخرى برنامجا طبيا ضخما سيتم إطلاقه قريبًا. أما القنوت الأقل جودة مثل قناة "الصحة والجمال" فيصل سعر ال10 حلقات في أحد البرامج الطبية إلى 10 آلاف جنيه ويترواح سعر الساعة في القنوات الأقل جودة أمثال " توك توك " و" كايرو سينما " و" LCD" ما بين ال 4 آلاف جنيه إلى 6 و7 آلاف جنيه ليتحول الأمر في مصر لمجرد تجارة وبيزنس خاص تقوم به معظم القنوات.