كلا منا قد مر عليه مواقف لا ينساها سواء كانت مواقف فرح أو مواقف حزن مواقف كلما يتذكرها يضحك ساخرا وأخري يمتعض وجهه اعتراضا عليها، وعلى كل إنسان أن يسجل أفضل موقف تعرض له وسببه، وكيف تصرف معه، وأسوا موقف حدث معه، وكيف احتواه وأثر كليهما عليه، فيما بعد سلبا أم إيجابا، ونصيحتك لمن قد يحدث معه هذه المواقف بعد ذلك. لن أقول كما قال ديكارت " أنا أشك إذا أنا موجود " لأن ديكارت لم يكن يعرف أن سيأتي يوم ويشك الناس في أنفسهم، ولكن أقول "أنا أفكر، أبدع ، أكتب إذا أنا موجود " و لن أقول كما قال أرسطو " تكلم حتى أراك " لأن أرسطو لم يكن يعرف أنه سيأتي يوم يكثر فيه الكلام دون أفعال ولكن أقول " فكر ، إبدع ، أكتب حتى أراك " من منا لم يداهمه الخوف في يوم من الأيام؟ كثيرون يخافون.. أحياناً بلا سبب وأحياناً لسبب مضحك والبعض يخاف إلى حد الرعب. ومهما كان سبب الخوف، فإنه يبقي شعوراً فطرياً وهبه الله للإنسان ليقيه من الوقوع في المخاطر، ولكنه إذا زاد عن حده يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس ويجعل الإنسان حائراً، يحسد الآخرين على الطمأنينة التي يشعرون بها. مما تخافين؟ سؤال حملناه إلى فتيات تحت العشرين لنتعرف من خلاله إلى خبايا النفس البشرية، وأكثر شيء يخافن منه، وكيف يتغلبن على إحساسهن بالخوف من أي شيء، لكي يستقبلن حياتهم الجديدة بشكل أفضل. وحصلنا على إجابات بعضها مضحك وبعضها مبكي، تابعيها معنا... حشرات أخاف جداً من الحشرات، هكذا بدأت سارة – 15 سنة – حديثها قائلة: منظرها بشع جداً وبخاصة الزاحفة منها وقد حدث معي في إحدى المرات التي كنت أرافق فيها أمي إلى السوق أن وقف زهيوي فوق ملابسي، ومنذ ذلك اليوم أشعر بالقشعريرة إذا رأيت حشرة على الأرض كما أصاب بحالة حكاك في كل جسمي .
حالة نفسية لطيفة ن – 17 سنة – بدأت حديثها قائلة: القطط السوداء أكثر ما يخيفني، فأنا لا أحب القطط بشكل عام، ولكن القطط السوداء ترعبني وبخاصة عندما تنظر إلي وعيناها تلمعان .. وقد حدث لي مع القطط موقف تسبب في إصابتي بأزمة صحية.. ففي إحدى المرات كنت أمد يدي إلى صندوق البيبسي وإذا برأس قطة سوداء يظهر فجأة أمامي، فصرخت وخفت جداً، وفي الليلة ذاتها ارتفعت حرارتي واستمرت مرتفعة لمدة ثلاثة أيام وبعدها مباشرة أصبت بالصدفية في سائر جسدي، وقد أكد لي الأطباء أن معاناتي ناتجة عن حالة نفسية.
إلكترونية أما مريم – 17 سنة – فإن ما يرعبها يعتبر تسلية عند الآخرين، فهي تخاف ركوب الألعاب الإلكترونية، وتعتبر أن الأشخاص الذين يحبونها يجازفون بحياتهم، وتقول: لماذا أعرض نفسي لشيء قد يؤذيني ويرعبني؟ فأنا لا أجد أي تسلية في ركوب هذه الألعاب وهل يعقل أن أربط حياتي بآلة قد يحدث بها ماس كهربائي أو عطل يسبب لي أزمة؟! أما بدرية – 18 سنة – فقد تسبب لها أحد الأقرباء في عقدة نفسية صاحبتها منذ كانت في الرابعة من عمرها، حيث أراد ابن عمها الذي يكبرها بسبعة أعوام أن يلاعبها فوضعها تحت أحد السيارات المتوقفة ثم هرب، وظن بأنها ستلحقه سريعاً، ولكن بسبب خوفها الشديد لم تستطع أن تتحرك من مكانها ولسوء الحظ حضر صاحب السيارة وقام بتشغيلها وتحريكها، بينما كانت بدرية ما زالت أسفلها، ولولا لطف الله بها لانقلب هذا الموقف إلى مأساة حقيقية، ومنذ ذلك اليوم أصبحت بدرية تخاف جداً من كل شيء وأكثر ما يخيفها البقاء بمفردها في المنزل أو إطفاء أنوار غرفة نومها، أو إغلاق الباب، فهي تريد مرافقاً لها دائماً حتى لا تصيبها نوبات الخوف والهستيريا التي تلازمها منذ الطفولة، وتشكل عبثاً على أسرتها وأصدقائها.