اهتمت الصحف الخليجية الصادرة صباح اليوم الخميس بنتائج قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأكدت صحيفة "البيان" الإماراتية تحت عنوان (دروس خليجية إيجابية) أن القمة الخليجية التي احتضنتها دولة الكويت أعطت درسا جديدا في قدرة هذه المنظومة على تجاوز الرياح الطارئة وعلى إحساس قادتها بهموم واحتياجات وتطلعات المواطنين .. مشيرة إلى أن القرارات جاءت في مجملها تكاملية تنموية مع عدم إغفال الأبعاد الاستراتيجية التي قد تؤثر سلبا على المنظومة التي تقع في قلب أكثر مناطق هذا الكون حساسية. وأضافت الصحيفة أن قرار القادة إنشاء القيادة العسكرية الموحدة كان من القرارات القوية التي تصب في خانة تعزيز مسيرة التعاون المشترك والدفع بها إلى آفاق أرحب في سبيل تنمية شاملة في مختلف المجالات في إطار تعزيز المشاركة الشعبية. وأشارت إلى أنه في هذا الإطار يأتي تأسيس برنامج دائم لشباب دول مجلس التعاون بهدف تنمية قدراتهم وتفعيل مساهمتهم في العمل الإنمائي والإنساني وتعزيز روح القيادة والانتماء لديهم عبر التعريف بالهوية الخليجية وترسيخها والحرص على تفعيل العلاقة بين الحاكم والمحكوم. وأوضحت أنه على اعتبار أن بوابة التنمية هي الاقتصاد ومفتاحها هو الأمن كانت التوصيات النابعة من قادة دول مجلس التعاون الخليجي في هذا السبيل فكان التأكيد والتركيز على ضرورة الاستمرار في خطوات التكامل في كل المجالات الاقتصادية ودفع العمل في الاتحاد النقدي وتنفيذ متطلبات السوق الخليجية المشتركة. وذكرت أنه كما في كل قمة أعطت القمة الخليجية ال/ 34 / درسا جديدا في التعامل الإيجابي الحليم والصادق حيال إيران.. فكان الترحيب بالاتفاق التمهيدي الذي وقعته مجموعة 5 + 1 مع إيران في جنيف خلال شهر نوفمبر الماضي.. فالهدف هو دائما السلم والأمن والاستقرار في المنطقة. وأشارت "البيان" في الختام إلى أنه من هذا المنطلق كانت الدعوة لإيران للتجاوب الإيجابي مع الدعوات المخلصة لحل قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة.. ومن هذا المنطلق أيضا تمنوا السلام لفلسطين وسوريا ومصر. أما صحيفة "الخليج" الإماراتية فقالت إنه من خلال التحولات الكبرى التي جرت في العصر الحديث وخاصة تلك الثورات التي غيرت وجه العالم كان للنخبة من مفكرين ومثقفين وسياسيين واقتصاديين وشعراء دورا في التمهيد لها والمشاركة فيها وتحديد وجهتها . وتحت عنوان (النخبة الغائبة ودورها) أوضحت الصحيفة أن النخبة كانت تلعب دور المحرك لقدرتها على فهم الواقع ومعايشته ومن ثم القدرة على استشفاف المستقبل وإمكانية التغيير لبلوغه واستخدمت في ذلك كل ما لديها من فكر وإبداع في شتى ميادين عملها واختصاصها لوضع ركائز وأسس استبدال ما هو قائم وسلبي من استبداد وظلم وقهر وجهل وتخلف والتمهيد للانتقال إلى مراحل أخرى بديلة من الديمقراطية والحرية والتنمية والارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة. وأضافت أن هناك دولا كانت أقل وزنا وشأنا وإمكانات مادية وبشرية من الدول العربية تمكنت خلال سنوات قليلة من عبور مرحلة التخلف إلى مرحلة متطورة من التقدم علميا وصناعيا واقتصاديا بل صارت لاعبا مهما ومقررا في الشأن الدولي على مختلف المستويات..مشيرة إلى أن هناك خللا بنيويا في ما يتعلق بتغيير الواقع العربي وإبقائه في حالة من الاستنقاع . وقالت إذا كانت بعض الأنظمة مصابة بالضمور وعدم القدرة على استيعاب تطورات العصر ولا يعنيها ما يجري حولها في العالم ولا تريد التغيير لأنه لا يعنيها إلا أن النخب العربية بدورها تبدو في حالة عسر ذهني وفكري إما لأنها باتت جزءا من هذه الأنظمة وإما لأنها غير قادرة على القيام بالدور المفترض. وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يبدو واضحا من الدور الباهت للنخب العربية إزاء ما يجري الآن على الأرض العربية من صراع هويات وطوائف ومذاهب ومصالح إقليمية ودولية رغم ما تشكله من مخاطر على مستقبل الدول العربية مجتمعة. وأعربت "الخليج" في الختام عن أملها في أن يتسع مدى "مبادرة العصف الذهني والفكري" التي أطلقتها الإمارات ودعوة الجميع للمشاركة فيها وعلى المستويات كافة وفي كل المجالات لوضع الخطط والاستراتيجيات المستقبلية .. لتشمل كل الدول العربية وتشكل الخطوات الأولى لمشروع نهضوي عربي يخرج النخبة من القمقم الذي تعيش فيه إلى ميادين الفكر والإبداع والتطوير. وتحت عنوان (استضافة الإمارات للأكاديمية الخليجية للدراسات) قالت صحيفة "الوطن" الإماراتية إن البيان الختامي لقمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية حفل بكثير من القرارات والتوصيات والتوجهات التي ترسم سياسة المنطقة للمرحلة المقبلة خاصة فى تناوله للمسائل الأمنية التي كانت واحدة من البنود الرئيسية التي ناقشتها القمة خلال يومين في الكويت على خلفية الصراعات الجارية والاضطرابات التي تحيط بالمنطقة خاصة في سوريا بجانب التطورات التي شهدتها إيران ما بعد انتخاب الرئيس حسن روحاني وما نتج عن ذلك من تبدلات في المواقف عقب الصفقة التي تمت في اجتماع جنيف . وأضافت الصحيفة أن الموقف الخليجي تجاه التطورات الأمنية في تعزيز العمل العسكري المشترك تجلى بوضع الأسس وتفعيل الاتفاقيات ومراجعة الوسائل..إلا أن أهم قرار اتخذه المجلس هو إنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون وذلك استكمالا للخطوات والجهود الهادفة لتعزيز أمن واستقرار دول المجلس وبناء منظومة دفاعية مشتركة لتحقيق الأمن الجماعي .. وكلف مجلس الدفاع المشترك باتخاذ ما يلزم من إجراءات للبدء في تفعيلها وفق الدراسات الخاصة بذلك . وبينت أنه بجانب ذلك اهتمت القمة بأن تكون الرؤية الاستراتيجية والأمنية قائمة على أسس علمية ومعرفية وهو ما يمثل ركيزة العمل المنظم والمتطور المعتمد على أدوات العصر وثقافته في مختلف المجالات..ولذا فقد وافق المجلس الأعلى على إنشاء أكاديمية خليجية للدراسات الإستراتيجية والأمنية لدول المجلس ، معبرا عن شكره وترحيبه باستضافة الإمارات لهذه الأكاديمية كما وافق المجلس الأعلى على البدء في تنفيذ المسار المكمل لمشروع الاتصالات المؤمنة . وخلصت "الوطن" في الختام إلى أن ربط الدراسات الاستراتيجية والأمنية بتعزيز القدرات العسكرية وتنظيمها وتأهيلها للقيام بدور كبير في حفظ أمن المنطقة ودولها يعبر عن جدية واضحة في النظر إلى المخاطر التي تهدد المنطقة من عدة مصادر ومواقع .. موضحة أن هناك ثلاث بؤر أساسية تشكل تلك التحديات في المرحلة الراهنة وأولها الإرهاب الذي يأتي تحت مسميات كثيرة ثم الاختراقات الأجنبية التي ترغب في إحداث خلخلة في المنطقة لتمرير مشروعاتها الخبيثة ثم تأتي الحروب المثارة الآن والاضطرابات التي تندلع تحت مسمى "الربيع العربي" أو ما يسمى " الفوضى الخلاقة " و كلها بواعث للحيطة والحذر والاستعداد أمنيا وسياسيا واقتصاديا. وفى سلطنة عمان ، تحدثت صحيفة "الرؤية" حول البيان الختامي لمؤتمر القمة ال34 لقادة دول مجلس التعاون، الذي اختتم أعماله أمس بالكويت. وقالت الصحيفة تحت عنوان (قمة الكويت.. الاقتصاد كان حاضرا) إن الجانب الاقتصادي كان له النصيب الأوفر في هذا البيان ، حيث جاء اعتماد المجلس الأعلى لعدد من القواعد الموحّدة في مجال تكامل الأسواق الماليّة بالدول الأعضاء، إضافة إلى الاطلاع على تقارير متابعة الربط والأمن المائي، والخطوات المتخذة لتنفيذ السوق الخليجيّة المشتركة، علاوة على الإحاطة ببدء دول المجلس في إنشاء مشروع سكة حديد مجلس التعاون، وهو مشروع سيشكل نقلةً نوعيةً في التكامل الاقتصادي، وتعزيز الترابط الاجتماعي بين دول المجلس. ورأت أنّ تكليف المجلس الأعلى للأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بدراسة إنشاء صندوق لدعم ريادة الأعمال لمشروعات الشباب الصغيرة والمتوسطة، يعد دعما مهما لهذه الشريحة المهمة، ولتعظيم إسهامها في مسيرة النمو والازدهار لدول المجلس. فيما قالت صحيفة "عمان" تحت عنوان (نحو تعزيز مسيرة التكامل الخليجي) إن البيان الختامي لقمة الكويت الذي صدر أمس يعبر في الواقع عن تطلعات وآمال وطموحات المواطن الخليجي، وعن رغبة وحرص جميع دول المجلس قادة وحكومات وشعوب، على تقوية وتعميق سبل ومجالات التعاون والتكامل فيما بينها، تحقيقا للمصالح المشتركة والمتبادلة، وبما يحافظ على امنها واستقرارها وقدرتها على التعامل الفعال والمؤثر في محيطها الإقليمي والدولي في الحاضر والمستقبل. وأكدت الصحيفة على أن مسيرة المجلس الخيرة ستواصل تقدمها نحو كل ما يعززها ويجعل منها مسيرة خير وعطاء واستقرار وازدهار لدول وشعوب المجلس وللمنطقة من حولها أيضا، ليس فقط لأن هذه هي الطبيعة الخيرة لدول وشعوب المجلس، ولكن أيضا لأهمية وضرورة ذلك بالنسبة لكل الأطراف، خليجية وإقليمية ودولية أيضا، وهذا ما أكدته خبرة اكثر من ثلاثين عاما من العمل في إطار مجلس التعاون قدرة دول المجلس على تجاوز أية عقبات واحتواء أية مشكلات لأن الأهداف النهائية واضحة ويلتقي عليها الجميع، بغض النظر عن تعدد السبل للوصول إليها، ولعل هذا التعدد يثري المسيرة ويحصنها أيضا. وفى قطر ، أكدت صحيفة "الشرق" أن القمة الخليجية قد خرجت بحزمة من القرارات المهمة التي تعزز الترابط والتماسك بين دول مجلس التعاون حكومة وشعباً، من بينها الإعلان عن إنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما سيكون له أثر بالغ على تطوير القدرات العسكرية الخليجية، وتوحيد صف الدفاع الخليجي. وقالت إن قرار إنشاء أكاديمية خليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية لدول المجلس، وإنشاء جهاز للشرطة الخليجية لدول مجلس التعاون، يأتيان لتعزيز البعد الإستراتيجي، أكاديمياً وفكرياً وأمنياً، كما سيعزز الدور المهم الذي تقوم به أجهزة الشرطة في بلدان الخليج العربي وقطاعات الأمن المختلفة في حفظ الأمن الداخلي، الذي سيكون له مردود إيجابي على مؤشرات التنمية والتقدم والإستثمار، من خلال تحقيق الاستقرار للمواطن والمقيم والمستثمر أيضاً.