أزمة ربما هى الأكبر فى تاريخ القناة الذي قارب العشرة أعوام، فمنذ إنشاء قناة الحياة عام 2008 احتلت الصدارة واستحقت بجدارة الشعار الذى أطلقته على نفسها "رقم 1 فى مصر"، إلا أن الحال تبدل خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة لتحتل القناة الصدارة أيضًا ولكن في الأزمات والمشاكل حتى وصل بها الأمر منذ أسبوعين إلى تسويد شاشتها وإغلاق استديوهاتها بعد تفاقم مديونياتها لمدينة الإنتاج الإعلامى إلى 21 ونصف مليون جنيه، ورغم أن القناة لجأت بعد يومين من وقف بثها على النايل سات للبث من خلال القمر الصناعى نور سات كحل مؤقت وكمحاولة لوقف نزيف خسائرها الإعلانية إلا أنها واجهت أزمة أخرى وهو تعطل ووقف كل برامج البث المباشرلعدم تمكنها من استخدام استديوهاتها، فضلا عن أن نسبة كبيرة من المشاهدين لم يستقبلوا التردد الجديد أو لم يعلموا من الأساس أن القناة حصلت عليه. ثمة أزمة جديدة دخلت بها القناة اليوم ولكن هذه المرة مع شركة النايل سات، فبعد دفع قنوات الحياة كامل مديونياتها لمدينة الإنتاج الإعلامي ظهر أمس الأحد، وعليه عاودت مدينة الإنتاج الإعلامي امداد قنوات الحياة بكامل الخدمات التي قطعت عنها قبل أسبوعين كما أكدت لنا مصادرنا، إلا أن بث القناة مازل منقطعا وتأكدنا أن السبب هو وجود مديونية مستحقة الدفع من القناة للنايل سات وأن شارة البث لن يعود للقناة إلا بعد دفعها المديونية. قرار وقف إرسال القناة والذي كان قبل أسبوعين جاء كالصدمة لمالكها والقائمين عليها، بالرغم من إرسال مدينة الإنتاج الإعلامى عدة إنذارت كان أولها منذ ستة أشهر، إلا أنه يبدو أن الدكتور سيد البدوي مالك القناة ومحمد سمير مديرها لم يتوقعا أن تتخذ المدينة مثل هذا الإجراء وتقوم ب"شد الفيشة" وإعلان قطع خدماتها عن القناة، ربما اعتبرا أن الأمر سيمر مرور الكرام، مثلما يحدث مع العاملين الذين يعانون من أزمة مالية بسبب عدم دفع القناة لمستحقاتهم بانتظام، وهى الأزمة التى بدأت وقائعها منذ 3 سنوات تقريبا وراح ضحيتها الكثيرون سواء ممن يعملون أمام الكاميرات أو خلفها، وسلك بعضهم طريق القضاء لاسترداد حقه وهناك من استعوض ربه، ومن هؤلاء الإعلاميين على سبيل المثال لا الحصر معتز الدمرداش ودعاء فاروق وشريف بركات ودينا فاروق وإيمان عز الدين وكذلك الدكتورة عبلة الكحلاوي وسعاد صالح وكان آخرهم الدكتورة نادية عمارة التى وكلت محاميها بتحرير محضر ضد القناة صباح اليوم بقسم شرطة هرم سيتى لامتناع القناة عن سداد متاخرات مالية لها وصلت ل18 شهرا، أو ربما أيضا اعتبرا البدوي وسمير الأمر نزاعا بين القناة وبين إحدى شركة إنتاج سوف يأخذ وقته وينتهى، إلا أن الحقيقة الواضحة أن قنوات الحياة باتت تعيش هذا السيناريو البائس والمتكرر بعد رحيل الإعلاميى محمد عبدالمتعال عنها والذي ارتبط نجم القناة به منذ تأسيسه لها وخفت برحيله عنها بعد تعرضه لضغوط من مالك القناة ليستولى محمد سمير زوج ابنه البدوي على القناة ويديرها ويحقق لشركة إانتاجه "فيردي" مكاسب طائلة من وراءها، لتهوى الحياة وتسقط وتصيبها اللعنة في حين تتصدر قنوات ام بى سى مصر التي يقودها عبدالمتعال المشهد وتحتل الصدارة. الحياة أو القائمون عليها كان لديهم فرصة ذهبية لم يستغلوها، فخلال الشهور الأخيرة تلقت القناة العديد من العروض للشراكة، وكانت إدارة القناة قد وعدت عدد من الإعلاميين بها بانتهاء الأزمات المالية والفنية مع أوائل شهر يوليو الجاري حيث كان من المفترض أن يحسم البدوي اختياره ويستقر على واحد من عروض الشراكة المقدمة له، وأرى أيضًا أن شهر رمضان الماضي كان الفرصة الأخيرة والتي ضيعتها القناة حيث كان الوقت مناسبا لاتخاذ البدوي هذه الخطوة وفقًا لشروطه وبأعلى سعر ممكن ، بعد أن احتلت القناة خلال شهر رمضان مراكز متقدمة فى تقارير ايبسوس الخاص بقياس نسب المشاهدة، رغم عدم استحواذ ها على أى مسلسل حصرى لكبار النجوم إلا أن ربما كان سبب وراء حصول القناة على هذا المركز-مع افتراض صحة نتائج ايبسوس- هو "تعود" الجمهور على متابعتها. لم تكن الحياة القناة الوحيدة التى تحاصرها الأزمات المالية، فهناك مثلها الكثير من النماذج إلا أنها أعلى طريق واحد في التعامل مع أزماتها وهو "التعالي" أو "الطناش"، وهو ما أودى في النهاية بحياتها .. ووفاتها المنية.