كشفت تصريحات كل من "باراك أوباما" الرئيس الأمريكي، و"بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي، ووزيري خارجية البلدين، "جون كيري" و"أفيغدور ليبرمان"، خلال منتدى سابان بالولاياتالمتحدة قبل أن تنتهي فعالياته أول من أمس، عن خطوط اللعبة الأمريكية في المنطقة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وتسعى الولاياتالمتحدة إلى اتفاق مع إيران بالتوازي مع اتفاق سلام فلسطيني– إسرائيلي، بينما تسعى إسرائيل إلى اعتبار إيران النووية عقبة في سبيل تحقيق ذلك السلام المنشود، وأشار الكاتب "بوعز بسموت" في صحيفة "يسرائيل هايوم" إلى أن نتنياهو ربط في تصريحاته بين النووي الإيراني والمفاوضات السياسية ربطا مباشراً، حيث قال إنه "إذا كانت إيران نووية، فلن يكون هنا سلام مع الفلسطينيين" الخط الذي يمر بين رام الله وطهران الأكثر وضوحا. وأوضح نتنياهو الذي أثنى على جهود "كيري" في المسيرة السلمية، أنه في سبيل تحقيق إيران خالية من السلاح النووي، وغير قادرة على تصنيع قنبلة نووية فإن إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة، مضيفا أن "لقد اتخذت قرارات هامة، وأنا مستعد لقرارات أكثر أهمية". ودلل نتنياهو على تصريحاته قائلا إن الرفض لم يكن يوما من الجانب الإسرائيلي، بل من الجانب الفلسطيني، وأوضح أنه "على مدى ستة رؤساء وزارة، بمن فيهم الحالي، كانت العروض تنهال على الفلسطينيين الذين رفضوها كاملة، فهم لم يقبلوا المطالب الإسرائيلية بإنهاء الأزمة، وتساءل نتنياهو "لماذا يصر الفلسطينيون على الرفض؟".!!! وخلال سعي نتنياهو المستميت والمتكرر لإثبات كون الاحتلال الصهيوني لا يتعلق بمشاكل الشرق الأوسط، قال "يظل هناك أمر واحد شديد الوضوح في ظل التطورات الإقليمية الحادثة على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، وهو أن النزاع الاسرائيلي– الفلسطيني، ليس هو مصدر المشاكل في الشرق الاوسط"، فالحرب في سوريا، والإرهاب في العراق، والنووي في إيران– كل هذا غير مرتبط على الإطلاق بالنزاع، ولكن، على الرغم من ذلك، فإننا في حاجة إلى حل النزاع". واستطرد نتنياهو "نحن هنا منذ 3790 سنة، ومع ذلك فلقد اعترفنا بأن للفلسطينيين حق، ونحن نتوقع منهم أن يعترفوا بحقنا في دولة، فكل اتفاق نعقده يفترض أن يحمي السلام، ويجب أن تكون هناك ترتيبات أمنية في حالة السلام، لضمان أمن إسرائيل". وعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي ليربط في خطابه الوجود التاريخي لليهود على الأراضي الفلسطينية، بالسلام مع الفلسطينيين والخطر الوجودي على إسرائيل من إيران النووية قائلا: "إن تحقيق الإيرانيين لقنبلة نووية، سيقوض مساعي السلام، فنظام الملالي ملتزم بإبادتنا، واعتقد أنه يجب التشديد على تغيير سياسة إيران في محادثات جنيف"، وأوضح أن "الشرق الأوسط مازال يهتز بقوة، بسبب العنف وعدم الاستقرار، وفي ذروة تلك الاهتزازات، فالصداقة العميقة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة هي المرسى الأهم. واختتم نتنياهو تصريحاته في تعليقه حول الاتفاق مع إيران، قائلا إن "صحيح أن الحل الدبلوماسي أفضل من الهجوم العسكري، ولكن، يظل الخيار العسكري ضروريا لإنجاح المسار الدبلوماسي، فما يبدو متعذرا اليوم يمكن أن يكون ممكنا غدا، ولقد علمتنا تجاربنا أن نحذر من يتحدثون عن إبادتنا، ولن يرحمنا التاريخ إذا فشلنا في الانتصار على التحدي الأكبر". وعلقت الصحيفة بالقول إن رسالة نتنياهو في منتدى سابان كانت شديدة الوضوح، فالعلاقات الإسرائيلية– الأمريكية، هامة ومستقرة رغم عدم الاتفاق حول بعض الأمور، موضحة أنه في إطار هذه العلاقة فإنه يجب السعي إلى اتفاق أفضل مع إيران، وليس اتفاقا له احتمالية بنسبة 50%، كما صرح أوباما أمس في تصريحاته لصحيفة "إسرائيل اليوم".