رائحة الموت تفوح من كل مكان بمستشفى كفر الزيات العام ولا تستطيع أن تميز من فرط الحزن والذهول لهول الحادث من يرتبط بالضحايا بصلة قرابة أو من جاء لمواساة الأسر المكلومة، فالحصيلة النهائية لحادث اصطدام سيارة محملة بالبنزين وسيارة ميكروباص وتوك توك هي 14حالة وفاة غالبيتهم تعرّف أقاربهم عليهم من خلال علامات في أجسادهم، أو أرقام تحملها هواتفهم المحمولة بعد أن تفحمت الجثث تمامًا بالإضافة ل 6حالات مصابة خرج منهم 3وبقيت حالتان بمستشفى زفتي للحروق وحالة فاقدة للنطق من هول الصدمة بمستشفى كفر الزيات العام. عندما كان سائق التريلا التي تحمل أرقام د ر ب 7286 ود ه ر 5438 في طريقه لمحافظة البحيرة وعند مطلع كوبري كفر الزيات فوجئ سائق التريلا ويدعى رضا السعيد أيوب 40 سنة ويقيم بمنية النصر بمحافظة الدقهلية فوجئ بعربة توك توك تقطع عليه الطريق بصورة مفاجئة وعشوائية، مما اضطره للانحراف بسرعة لتختل عجلة القيادة من بين يديه وتنقلب التريلا بعد عبورها الجزيرة الوسطى لتصطدم بسيارة ميكروباص وتوك توك وتنفجر خلال لحظات وهو ما فعلته سيارات الإطفاء التي تعاملت مع الحادث ببدائية غريبة أدت لتفاقم الكارثة ليتم بعدها استخراج 14جثة متفحمة تمامًا من تحت حطام الميكروباص والتريلا ليلقى مصرعه كل من عزيزة قطب الخولي 24سنة وأحمد على جعفر 17سنة وعماد محمود عاقول 35سنة وأمنية زكريا مجاهد 50سنة وندى محمود ياسر 17سنة ويسري محمد عبد القادر 45سنة وفوزية جويدة محمد ربة منزل 60سنة وبسمة صالح القطب ربة منزل 25سنة وإبراهيم محمد إسماعيل الجندي سائق الميكروباص والطفلتان التوأم ريناد ومنة ابراهيم الجندي 3سنوات وشوقي توفيق عمر 35سنة وجثة مجهولة لم يتم التعرف عليها. بينما أُصيب كل من رضا محمود أبو فرد 50سنة ووائل فوزي سعيد رضوان 32سنة وتم نقلهما لمستشفى زفتي للحروق ومحمود احمد قطب 21سنة وعماد محمد جويدة وهو فاقد النطق ويرقد بمستشفى كفر الزيات العام. وعلى الفور انتقلت سيارات الإطفاء و10سيارات إسعاف وتعاملت سيارات الإطفاء ببدائية مع الحادث حيث استخدمت خراطيم المياه (المنفسة)، التي لا تقوى على إطفاء الحريق وحدها بغير المادة الرغوية التي لم تكن موجودة واستعانت جهات الإطفاء بالأهالي لجلب مزيد من الرماد والرمال للإطفاء وفصل البنزين عن طريق السيارات وبالطبع تم قطع الطريق من الجانبين وتحويله لعدة ساعات حتى تمت السيطرة على الحريق واستمر تحويل الطريق بعدها للقادمين والخارجين من مدينة كفر الزيات. ولعل الظروف هذه المرة كانت في خدمة الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالغربية حيث لم يخلف الحادث مصابين كثيرين بعد أن حصدت النيران غالبية الضحايا وبقي 6مصابين، قال وكيل الوزارة إنه تم نقل اثنين منهم لمستشفى زفتي للحروق وخرج 3آخرون وبقيت حالة واحدة بمستشفى كفر الزيات، ولم يذكر وكيل الوزارة شيئًا عن مستشفى الحروق بكفر الزيات، والذي كان يعد المستشفى الأول لعلاج الحروق في مصر وأنفق عليه ما يزيد عن 2مليون جنيه ولم يستوعب الحالات المصابة في الحادث وعندما سألنا عن السر في ذلك قال لنا أحد أطباء المستشفى إن القسم يعاني من فيرس منذ فترة وتنتشر فيه العدوى بشكل ملحوظ وغالبية الحالات التي تدخله لا تخرج منه إلا جثة هامدة حتى ولو كانت حروقًا بسيطة وأضاف إن هناك شكوى بهذا الخصوص بمكتب وكيل الوزارة منذ عدة أشهر وهذا ما فسر نقل الحالات لمستشفى زفتي في ظل إلقاء الضوء على الحادث الأليم. ولقيت أسرة كاملة مصرعها في الحادث الأب والأم وطفلتين ووالدة الأم ولكن الغريب أن الأب كان هو سائق الميكروباص ويدعى إبراهيم الجندي والذي ظل لعدة ساعات يحمّل السيارة لتوصيل الركاب إلى الآخرة حاجزا مقعدا معهم بنفس الطريقة وتصادف عودة زوجته بسمة صالح ووالدتها فوزية جودة وطفلتيه التوأم ريناد ومنة 3سنوات مستقلين التوك توك الذي راح جميع ركابه ضحية الحادث الأليم لتجمع النيران الأسرة كلها على مصير واحد. وقال محمد الجندي ابن عم السائق إنه حصل على إعفاء من التجنيد وبعدها سافر للعمل بدولة قطر وظل هناك لأكثر من 7سنوات عاد منها منذ شهور ليشتري السيارة التي كانت بمثابة نعشه الذي حمله للآخرة. وكان اللواء محمد نعيم محافظ الغربية قد زار المصابين داخل مستشفى كفر الزيات العام للاطمئنان عليهم وقرر صرف إعانات عاجلة لأسر القتلى والمصابين لم يحددها بعد. في الوقت الذي وصل فريق النيابة العامة بمركز كفر الزيات الى كوبرى الدلجمون بطريق القاهرةالاسكندرية الزراعي والذى شهد الحادث لمعاينته. وانتدب فريق النيابة خبراء من الطب الشرعي لمعرفة سبب الحادث والتعرف على أسماء الجثث لإبلاغ أسرهم وكشفت المعاينة الأولية عن أن السيارة التريلا "سبب الحادث "قادمة من محافظة الدقهلية وتحمل أرقام د ر ب 7286 ود ه ر 5438 وقد اصطدمت بسيارة ميكروباص كانت تقل عددا كبيرا من الركاب وتوك توك وتم استخراج الضحايا والمصابين من بينهم جثث متفحمة تمامًا يصعب تحديد أصحابها من جهة أخرى اتشحت قريتا النحارية وأسديمة والتي ينتمي لها أغلب الضحايا بالسواد عقب وقوع الحادث وتوجه عدد كبير من الأهالي لمشرحة مستشفى كفر الزيات للتعرف على جثث ذويهم واستلامها وللاطمئنان على المصابين وكالعادة ضج الأهالي بالشكوى من تأخر الأطباء الشرعيين والتصريح باستلام الجثث تمهيدًا لدفنها.