مسجد الحاكم بأمر الله بني عام 380 ه في عهد العزيز بالله الفاطمي، لكنه توفى قبل اتمامه، فأتمه ابنه الحاكم بأمر الله عام 403ه، لذلك نسب إليه وصار يعرف بإسم مسجد الحاكم. يقع المسجد بشارع المعز لدين الله الفاطمي، وهو ملاصق لباب الفتوح ويحمل رقم 15 أثر. يبلغ طوله 120،5 م وعرضه 113 م، يتوسط المسجد صحن كبير مكشوف تحيط به أربعة أروقة ترتكز عقودها على دعائم، أما المئذنة فهي من الحجر. وفى نهايتى واجهته البحرية (الشمالية الغربية) توجد مئذنتان تحيط بهما قاعدتان عظيمتان هرميتا الشكل وتتركب كل قاعدة من مكعبين يعلو أحدهما الآخر. بين المئذنتين يوجد مدخل الجامع الأثرى وهو أول مدخل بارز بنى في جامع القاهرة يغطيه قبو اسطوانى، وفى نهايته باب عرضه 2،21 م، معقود بعقد أفقى من الحجر وهذا العقد والحائط الموجود فيه حديثا البناء. يوجد في المدخل عن اليمين وعن اليسار بقايا نقوش بديعة ارتفاعها 1،60م تكون طبانا في المدخل ويؤدى المدخل إلى صحن الجامع الذي تحيط به الأواوين. يعتبر مسجد الحاكم ثاني مساجد القاهرة اتساعًا بعد مسجد أحمد بن طولون، وقد تأثر المسجد بالزلزال الذي وقع عام 702ه /1303م، حيث تهدمت كثير من العقود والأكتاف، وسقط السقف وهوت قمتا المئذنتين. كما تعرض المسجد للعديد من الكوارث، حينما استولى الصليبيون على القاهرة عام 1167م حولوا جانبًا منه إلى كنيسة، وفي زمن الحملة الفرنسية تحول إلى مقر لإحدى حاميات الحملة، وفي أوائل القرن 19 نزل فيه بعض المهاجرين الشوام، وأقاموا فيه مناسج للحرير ومصانع للزجاج، ثم حولته وزارة الأوقاف إلى مخزن، حتى تولته لجنة حفظ الآثار العربية. أُثيرت انتقادات شديدة حول الكيفية التي تم بها ترميم الجامع، فيقول د. جلال الشايب الأستاذ بكلية الفنون الجميلة: أن الترميم تسبب في تغيير معالمه الأثرية، وأصبح مبنى جديدًا بعد أن أهدروا قميته الأثرية التي تعود لألف عام ولم يتبق من قيمته التراثية سوى المأذنتين. للجامع مكانة كبيرة عند المواطنين، ويقبلون عليه طوال العام، ويتواجدون به كثيرًا خلال شهر رمضان.