عرض منذ أيام ضمن فعاليات مهرجان أيام القاهرة السينمائى، فيلم «GAZA SURF CLUB»، وهو فيلم وثائقى طويل، إنتاج ألمانى، وتدور أحداثه حول مجموعة من الشباب يعيشون محاصرين داخل «أكبر سجن فى الهواء الطلق بالعالم»، وهو قطاع غزة، وتحكمهم الحرب، لينجذبوا للشواطئ، حيث يجدون حريتهم الشخصية فى أمواج البحر المتوسط بعد الجمود السياسى فى القطاع. يقول الألمانى ميكى يامين، مخرج ومنتج العمل: «إن قطاع غزة يتكون من شريط أرض يبلغ تعداد مواطنيه 1.8 مليون نسمة، ومحصور بين 42 كيلومترا، به ميناء لم يعد يقدم خدماته للسفن. وفيما يصعب دخول أى شيء لقطاع غزة، والأصعب من ذلك هو خروج أى شيء منه، نضج وعى جيل من الشباب فى ظل الاحتلال وانتشار البطالة، ووجدوا حريتهم فى تلك الألواح التى يركبونها فى البحر المتوسط، فالفيلم بسيط وبعيد عن الأحداث السياسية المرتبطة دائما بقطاع غزة». وأضاف: «أردنا عرض الجانب الآخر من غزة، بعيدا عن الصورة الراسخة فى الأذهان عند الكثير من الجمهور حول العالم، فهم بشر لهم حياتهم، ولا يجلسون طوال الوقت بين الأسلحة وطلقات الرصاص، ويحلمون بالسفر إلى الخارج بعيدًا عن الحصار الفكرى والسياسى الموجود هناك، فبطلنا قرر السفر إلى أمريكا لخدمة بلده ومعرفة المزيد عن ركوب الأمواج، وإنشاء ناد خاص بتلك الرياضة فى غزة، ولكنه وجد هناك حرية لم تكن موجودة فى بلده، وأمورًا أخرى استطاعت أن تبقى على وجوده هناك بعيدًا عن ذلك الحصار الذى تربى فيه». وأشار ميكى إلى أنهم لا يدعون خلال الفيلم إلى الهجرة من غزة والذهاب إلى البلدان الأخرى، قائلا: «إن أغلبية الشباب المتواجدين هناك يحلمون بفرصة السفر، لأنهم لديهم أحلام يريدون تحقيقها، ولكن خروجهم صعب، ومن يخرج منهم يظل له حنين إلى العودة مرة أخرى، وهذا كان أحد أسباب تصويرنا لذلك الفيلم، حيث إن أحد أصدقاء شريكى فى الإخراج «فيليب جاندت» من هناك، وكان دائما يحدثه عن الطعام فى غزة والحياة فيها، مما جعله متحمسًا لفكرة تصوير عمل عن ذلك المكان». وواصل حديثه قائلًا: «لكن كانت لغة فيليب الأجنبية عائقًا بينه وبين الممثلين هناك، لذلك كان يحدث التواصل عن طريقى، خاصة أنى أتحدث العربية بشكل جيد، وذلك لنشأتى فى مصر، وبعد تصوير عدة أيام وجدت نفسى أقوم بإخراج العمل معه». وعن صعوبة التصوير فى غزة قال: «لم نواجه أى صعوبة، لأن غزة دائما ما يدخل لها أعداد كثيرة من الصحفيين والإعلاميين والكاميرات، لذلك وجود كاميرا للتصوير لم يكن بالأمر الغريب، واحتجنا فقط تصريحًا من حركة «حماس»، وقمنا باستخراجه ببساطة، وساعدونا أيضا فى العديد من الأمور والتسهيلات».