يبدو أن ما تعمل عليه آلة الإعلام الصهيونية، من تضخيم المخاوف الإسرائيلية للتواجد السلفي على أراضي السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. تمهيدًا لتنفيذ سيناريو الفوضى الخلاقة على أراضي الضفة الغربية أولا، لتنتقل العدوى فيما بعد إلى قطاع غزة . وادعى الإعلام الصهيوني، أن أتباع السلفية الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة، داخل الضفة الغربية، بلغوا عشرات الآلاف، قال إن التنظيم السلفي بما فيه الجهادية و"حزب التحرير" هناك، يتقدمون على حساب السلطة الفلسطينية التي باتت تنزوي و "يبهت" بريقها الشعبي لحساب التيار السلفي هناك وزعم الاعلام الاسرائيلي ، ان التيار السلفي امتد تواجده على حساب نشاط الإخوان المسلمين المتمثلين في حكم حماس على قطاع غزة . تأتي هذه الادعاءات لصالح سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" وائتلافه الحكومي اليميني المتطرف، وتقول المصادر أن استخدام السلفيين، خاصة أتباع تنظيم القاعدة هناك، كفزاعة في وجه المجتمع الدولي، سيعمل على نسف السقف الزمني المحدد لمفاوضات السلام القائمة على أساس دولتين لشعبين. حيث أن ادعاءاتهم ستكشف للمجتمع الدولي بأن السلطة الفلسطينية غير قادرة على ضبط الأمن، وأن وجود السلفيين في الضفة الغربية، إرهاب يشكل خطرًا على وجود إسرائيل، ما يبرر لها تطبيق إجراءاتها الأمنية الخاصة مباشرة تحت حجة محاربة الإرهاب كما أنه مبرر لتعزيز إنشاء المستوطنات التي يسكنها اليهود المتزمتين، وبالتالي قضم المزيد من الأراضي المزمع إعلان دولة فلسطينية عليها، هذا بالإضافة إلى نسف المخططات الأمنية الأمريكية، التي تعمل على توفير ضمانات أمنية إسرائيلية على حدود الدولة الفلسطينية من دون تواجد لعناصر الجيش الإسرائيلي هناك . وقال محللون سياسيون في الضفة الغربية ، إن الدعاية الإسرائيلية تستهدف بالدرجة الأولى تفريغ المقاومة الفلسطينية من مضمونها، لتحولها من مقاومة لها الحق في الدفاع عن أراضيها المحتلة، إلى جماعات إرهابية، وبذلك ينتقل الحق من المقاومة الفلسطينية إلى إسرائيل في حربها على الإرهاب، الذي سيبيح لها عمليات القتل والتهجير والاعتقال، خاصة وأن الإعلام الإسرائيلي يركز على أن كل الفلسطينيين إرهابيين ومؤيدين للسفية الجهادية الناشئة في الضفة، وهو ما سيجعل كل الإرهاب الصهيوني مؤيَدا دوليا لمجرد ادعاءها بأنها تحارب ضد الإرهاب. أوضح المحللون، أنه وعلى الرغم من البيان الذي أعلنته الجهادية السلفية العالمية، قبل أيام من الضفة والذي أُعلن من خلاله عن تواجد رسمي لها في فلسطين، إلا أن هذا الأمر، لا يعني أن له اتباع بأعداد كبيرة، أو أن له قاعدة شعبية تؤيده في الضفة الغربية". فيما اتجه تيار من المحللين السياسيين في الضفة الغربية إلى القول بأن الممارسات القمعية للاحتلال الإسرائيلي من قتل واعتقال واستيطان، بالإضافة إلى اتباع الحكومات الإسرائيلية سياسات التضبيق على مصادر الرزق من خلال إقامة المعابر، مع انعدام أي بصيص أمل للوصول إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أدى إلى تربة صالحة لإنضاج مثل هذه التيارات المتشددة وعلى الصعيد الفلسطيني الداخلي يرى المحللون من داخل الضفة الغربية، إن فشل القوى السياسية الفلسطينية من حركات وتنظيمات وأحزاب وفصائل في أن تتحد على منهج واحد في إدارة الصراع مع إسرائيل سياسيا، أدى بشكل أو بآخر إلى الاعتقاد بأن هذه القوى العلمانية فشلت في إدارة الصراع فلماذا في المقابل لا يسلك الشباب اليائس طريق الشريعة من المنظور السلفي الجهادي، ما هو البديل الذي يمكن أن يحقق لهؤلاء البائسين أي بصيص أمل لحياة أفضل؟. وعلى صعيد آخر، وضمن المفهوم الإسرائيلي لحرب الجميع ضد الجميع، أو سيناريو "الفوضى الخلاقة" فإن الإعلان عن تواجد للقاعدة ضمن الفلسطينيين سيؤثر سلبا. حيث أنه مع الوقت سيخلط الفلسطينيون عمليات المقاومة المشروعة، بعمليات الإرهاب الذي يرفضونه، ما سيشكل تيارًا عريضًا رافضًا للمقاومة المشروعة، وبالتالي سيتقبل المواطن العادي استهداف الأمن الإسرائيلي لعناصره الفلسطينية.