التقطت المصورة دينا زكي مجموعة صور تمثل مشروعًا فنيًّا متميزًا يجسد المشهد الأخير لأوفيليا، وهي تغرق في مسرحية "هاملت" أشهر أعمال شكسبير، وهذه اللقطات تصور أوفيليا تغرق في غياهب عقلها بعدما ينهيها الحب وتموت به كمدًا لتصوير صراع استمر بين حبيبها وأخيها، صراع أنهى حياتها. وقامت دينا بالتحضير لهذا المشروع 3 أشهر، وتم تصويره في الفيوم، بالاستعانة بالموديل "ماريا راجي"، وتم تصويره فجرًا للحفاظ على برودة الصورة. يذكر أن أوفيليا إحدى الشخصيّات الرئيسية في مسرحية هاملت لشكسبير.. في بداية المسرحية، تظهر أوفيليا كعذراء بريئة تمشي في الطبيعة وتغنّي للأزهار. لكنّ والدها يقرّر أن يوظّف جمالها للتلاعب بهاملت، فتقع في حبّه. ثمّ تعرف في نهاية المطاف أن هاملت قتل والدها بعنف، فتمرّ بمعاناة رهيبة نتيجة تشتّت عواطفها واضطراب أفكارها ما بين حبّها لهاملت وهجره إيّاها وحزنها على والدها. ونتيجة عجزها عن التعامل مع الموقف، تقع أوفيليا ضحيّة حالة جنون حقيقيّ وتقرّر الانتحار غرقًا. شكسبير يكثّف الطبيعة المأساوية لشخصيّة أوفيليا، خاصّة بعد أن حوّلها الصراع بين الرجال إلى ضحيّة، بجعلها تموت خارج الكواليس. ثم تتلاشى أوفيليا ببساطة، كقطرة في ماء وترحل بعيدًا مثل بتلات الزهور. ورسم أوفيليا العديد من الفنّانين واستخدموها بكثرة كرمز لهشاشة النساء وللفرص الضائعة.. الرسّامون ما قبل الرافائيليين وجدوا في قصّتها موضوعًا لا يقاوَم للوحاتهم. المشهد التراجيدي العظيم في شخصيّتها ورمزية العذراء الشابّة الغارقة في الجنون أضافت إلى الصورة مزيدًا من القوّة والجاذبية. وحتّى في وقتنا الحاضر، لا تزال صورة أوفيليا تلهم خيال الفنّانين والأدباء والشعراء.. وهذه أول مرة تصور في مصر شخصية أوفيليا بشكل أقرب للشاعرية ويضاهي اللوحات العالمية.