"الوَاقِعُ المُرُّ يَرْوِي مُرَّهُ الأَبَد.. من قصار المحمديات" ل"عبدالرحيم طايع"

اختص الشاعر المبدع عبدالرحيم طايع "البوابة نيوز" بقصيدته الجديدة الوَاقِعُ المُرُّ يَرْوِي مُرَّهُ الأَبَدُ (مِنْ قِصَارِ المُحَمَّدِيَّاتِ).
بِاسْمِ النَّبيِّ دَمٌ يَجْرِي وَلَا أَحَدُ
يُغَيِّرُ الأَمْرَ لَا أُنْثَى وَلَا وَلَدُ
يُقَالُ إنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ يَدًا
تًضَمِّدُ الجُرْحَ، لَا تَعْلُو عَلَيْهِ يَدُ
فَكَيْفَ صَارَ هُوَ الرَّمْزَ الَّتِي هُدِمَتْ
بِهِ الحَيَاةُ، وَلَمْ تَأْمَنْ لَهُ بَلَدُ
وَكَيْفَ صَارَ هُوَ المَوْتَ الأَكِيدَ فَلَا
يُجْدِي، إِذَا قُرِئَتْ يَاسِينُهُ، مَدَدُ
هَذَا الهُرَاءُ هُوَ الدُّنْيَا الَّتِي ازْدَهَرَتْ
وَالنَّاسُ فِيهَا فَرَاغَ الرُّوحِ قَدْ وَجَدُوا
هَذَا الضَّلَالُ هُوَ السَّاعَاتُ دَقَّتُهَا
هِيَ الإِلَهُ وَمَا أَهْلُ الهَوَى عَبَدُوا
هَذَا الزِّحامُ جَدِيرٌ أَنْ يُرَى عَدَدًا
وَلَيْسَ مِنْهُ رِجَالٌ أَوْ بِهِ عَدَدُ
وَلَيْسَ فِيهِ مِنَ الدُّنْيَا الَّتِي قَفَزَتْ
إِلَى الأَمَامِ صَلَاحُ الحَالِ بَلْ زَبَدُ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ، كذَّابُونَ مَنْ وَقَفُوا
بِشَطِّ نَهْرٍ، فَلَا خَاضُوا وَلَا اتَّحَدُوا
كَانُوا هُنَالِكَ لَا يَدْرُونَ هَلْ صَدَفٌ
تَحْتَ المِيَاهِ، أَمِ البُؤْسَ الَّذِي قَصَدُوا
أَمَّا النَّبِيُّ فَخَاضَ النَّهْرَ واتَّحَدَتْ
وُعُودُهُ لَا كَمَا مَانُوا وَكَمْ وَعَدُوا
وَالكُمْبُيُوتَرُ يَرْوِي نُكْتَتَيْنِ لَنَا
وَالوَاقِعُ المُرُّ يَرْوِي مُرَّهُ الأَبَدُ
لَا تُغْلِقُوا البَابَ فِي وَجْهِ الَّذِي صَمَدَتْ
لَهُ القَصِيدةُ حَتَّى سَطْرُهَا الصَّمَدُ
وَاسْتَخْبِرُوا نَاقَةً فَاضَتْ مَدَامِعُهَا
مِنْ بُخْلِ صَاحِبِهَا؛ هَلْ خَانَهَا الجَلَدُ؟
قَالَتْ لِأُذْنِ رَسُولِ اللهِ مَا كَرِهَتْ
بِأَيِّ حِسٍّ تُرَاهُ اسْتُفْرِغَ الكَمَدُ؟
قَدْ عَيَّنَتْهُ وَلَمْ تُخْطِئْ فَرَقَّ لَهَا
أَصَحَّ ذَلِكَ رِفْقًا، أَمْ بِكُمْ لَدَدُ؟
وَالشَّاشَةُ السِّحْرُ صَاغَتْهَا أَنَامِلُكُمْ
فِيمَ اسْتَجَبْتُمْ لَهَا وَقُلُوبُكُمْ سَجَدُوا؟
هَذِي النِّكَاتُ زَجَاجٌ عَيْنُهُ رَمِدَتْ
وَلَوْ سَهِرْتُمْ لَهَا آَبَاؤُكُمْ رَقَدُوا
وَلَوْ ضَحِكْتُمْ فَعَيْنُ الوَاصِلِينَ بَكَتْ
سِلْتُمْ بَعِيدًا، وَعَنْ سَيْلِ النَّوَى جَمَدُوا
نَارٌ بِكَفِّ رَسُولِ اللهِ أَمْ جُمِعَتْ
بِكَفِّهِ سُبْحَةٌ حَبَّاتُهَا اتَّقَدُوا
كُلُّ الرُّدُودِ عَلَى حُسَّادِنَا عَبَثٌ
فَلَا تُفِيدُ؛ وَقَدْ هَانُوا بِمَا حَسَدُوا!