"الخارجية" تنشر مقالًا بالإنجليزية لمستشار مفتي الجمهورية

نشر موقع وزارة الخارجية المصرية مقالًا باللغة الإنجليزية للدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية، حول العمليات الإرهابية المأساوية الأخيرة التي تعرضت لها كنيستا طنطا والإسكندرية، وراح ضحيتها العشرات من الأبرياء.
وأكد "نجم" في المقال الذي جاء بعنوان: "من القاهرة بقلب يتألم" أن الإسلام أعلى من حرمة النفس البشرية بآيات لا لَبس فيها ذكرها القرآن الكريم، حرمت القتل الذي يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة؛ حيث يقول الله تعالى: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]، وكذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أول ما يُقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء».
وقال نجم: "يجب علينا أن نواجه تلك العقائد والأفكار المنحرفة التي أدت إلى سفك الدماء، والتي ترتكز عليها هذه الجماعات المتطرفة، ولا تستند إلى أي سند معتبر من الشريعة الإسلامية، التي تدعو إلى التسامح والرحمة والسلام وتكريم النفس البشرية، كما جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 70].
وأوضح أن الإسلام لا يميز بين الناس، أيًّا كان دينهم أو عِرقهم أو لونهم، بل جميع البشر في الإسلام مكرَّمون، ولهم حرمتهم، ولذلك أقرَّ الإسلام مبادئ العدالة والسلام والتعايش والتعاون مبادئ أساسيةً للتفاعل بين أتباع الأديان المختلفة، وحثَّت المسلمين على حسن المعاملة مع غير المسلمين الذين لا يحاربونهم.
وأكد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان نموذجًا فريدًا للتعايش؛ حيث وضع عقدًا اجتماعيًّا لا يمكن انتهاكه عندما قال: «ألا مَن ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلَّفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طِيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة»، وبذلك يكون كلُّ من يظلم أحدًا من الإخوة المسيحيين ليس فقط محرومًا من شفاعة النبي، لكنه جعل نفسه أيضًا في خصومة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة.
وشدد على أنه يجب ألا تُستغل العمليات الإرهابية لزرع الخلاف والفُرقة بين أبناء الوطن الواحد الذي يعيش فيه المسلمون والمسيحيون معًا في سلام منذ قرون، كما أنه من الضروري من أجل إحلال السلام في المنطقة والعالم أجمع، أن يظل التعاون والتعايش بين جميع الأديان في مجتمعاتهم، وضمان أن يظل ذلك بشكل كامل، وهو ما يجب أن يعمل عليه جميع الأفراد والمؤسسات في الدولة.
واختتم مقاله بتأكيد ضرورة وقوف جميع المصريين صفًّا واحدًا أمام الدعوات والأفعال الشاذة التي تسعى للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد، فالصراع الطائفي غير معروف في مصر عبر تاريخها، مشيرًا إلى أن علينا جميعًا بوصفنا مصريين أن نظل مُتَّحدين في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ الوطن، وأن نواصل. وقال: إننا في حاجة مُلحة للتحدث مع العالم في هذا التوقيت الملتهب؛ لأننا وقعنا في فخ التحدث مع أنفسنا في الفترة الماضية، مشددًا على أن وسائل الإعلام العالمية تقع عليها مسئولية أخلاقية تتمثل في إتاحة الفرصة الكاملة للعلماء والمفكرين المتخصصين للتحدث بلسان الدين الإسلامي.
وطالب "نجم" بوضع الآليات الفاعلة للتواصل مع الإعلاميين والأكاديميين والسياسيين ودوائر صناعة القرار في كل العالم، مشددًا على ضرورة اعتبار ذلك مشروعًا قوميًّا لمصر في الفترة المقبلة.