أفادت قيادات عسكرية، أمس السبت، أن الجيش والقوات المشتركة المقاتلة وقوات التحالف أوقفت غاراتها على غرب الموصل، وذلك على خلفية الغارات الجوية التي قام بها التحالف الدولي لمحاربة داعش، بقيادة أمريكا، والذي خلف ما يزيد عن 200 من المدنيين الأبرياء. وأتى هذا التطور في العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي بعد أن قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، أول أمس الجمعة، إن فرق الدفاع المدني والأهالي، انتشلوا جثث 500 مدني قتلوا خلال الأيام الماضية بقصف طيران التحالف الدولي لأحياء في الموصل الجديدة، وبعد أن طالب مجلس قضاء الموصل الجمعة، بإعلان مدينة الموصل منطقة منكوبة وفتح تحقيق بالمجازر التي ارتكبت فيها، مؤكدا أن ما تعيشه الموصل مأساة حقيقية. وأضاف المجلس: "يجب أن يتوقف القصف العشوائي لطائرات التحالف على غرب الموصل"، مطالبا بإعادة النظر في الخطط العسكرية في غرب الموصل، وقال أيضًا "منذ يومين ونحن نطالب بدعم الدفاع المدني في جهود إنقاذ المدنيين". وعلى النقيض من قرار توقف العمليات لا يتوقع مراقبون للشأن العراقي أن تتوقف العمليات العسكرية في الموصل، ولو بشكل مؤقت بالرغم من الخسائر المرتفعة في صفوف المدنيين، لافتين إلى أن خطة القصف المكثف امتداد لاستراتيجية أمريكية عراقية تم إقرارها لتسريع استعادة الموصل. وفي تصريحات له قال المقدم عبدالأمير المحمداوي المتحدث باسم قوات الرد السريع المشاركة في معركة الموصل: إن العمليات العسكرية ستتوقّف مؤقتا قبل أن تستأنف باعتماد أساليب جديدة تناسب أكثر القتال في الأحياء المأهولة. لكن قيادة العمليات المشتركة في العراق، أعلنت أمس السبت أن "العمليات العسكرية في الجانب الأيمن من الموصل لم تتوقف وأن العمليات حاليا تدخل في مسار جديد". وعلى الصعيد الإنساني فقد أعلنت السلطات العراقية، أمس السبت، فرار أكثر من 200 ألف شخص من الجانب الغربي لمدينة الموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية في التاسع عشر من فبراير الماضي لاستعادته من قبضة "داعش". وبحسب دائرة المعلومات والبحوث في وزارة الهجرة والمهجرين فقد ارتفع عدد النازحين من مناطق الساحل الأيمن لمدينة الموصل إلى 201275 شخصًا منذ انطلاق عمليات تحرير الجانب الغربي للمدينة.