شارك منير فخرى عبد النور، وزير التجارة والصناعة، ورئيس الوفد المصري المشارك في فعاليات المؤتمر الوزاري التاسع لمنظمة التجارة العالمية، والمنعقد في مدينة "بالي" بإندونيسيا، في العديد من الاجتماعات التحضيرية قبل بدء فعاليات المؤتمر الوزاري، المقرر افتتاحه غداً الثلاثاء، وألقى "عبد النور" كلمة مصر في اجتماعات المجموعة الإفريقية، وكذا مجموعة ال 20، ومجموعة ال33، بالإضافة إلى عقد مباحثات ثنائية مكثّفة مع عدد من وزراء تجارة الدول المشاركين بالمؤتمر، ومنهم وزراء تجارة: الهند وأيرلندا ونيجيريا، وأكد الوزير - خلال كلمته في اجتماع المجموعة الإفريقية أعضاء المنظمة، الذي عقد تحت رئاسة محمد عبو، وزير الصناعة والاقتصاد المغربي - ضرورة قيام الدول الإفريقية بدور فاعل إلى جانب الدول النامية، لإنجاح المؤتمر الوزاري التاسع لمنظمة التجارة العالمية، والذي سيبدأ أعماله غداً الثلاثاء، وعدم التفريط في النتائج التنموية التي تمّ التفاوض عليها خلال الأسابيع القليلة الماضية بالمنظمة ب "جنيف"، وخاصة ما يتعلق بموضوعات الزراعة وما تتضمنه من تمكين للدول النامية في تأمين احتياجاتها من الأمن الغذائي، لافتاً إلى أهمية الدور المحوري الذي يجب أن تلعبه المجموعة الإفريقية في رسم مستقبل المفاوضات، والضغط على الدول المتقدمة للدفع قدماً بالمفاوضات. وأشار الوزير إلى أهمية ربط تنفيذ الدول النامية لالتزاماتها - في إطار تسهيل التجارة - بقيام الدول المتقدمة بتوفير المساعدات المالية والفنية، فضلاً عن موضوعات الدول الأقل نمواً، والتي من شأنها توفير فرص لنفاذ صادراتهم الخدمية والسلعية مع إعطاء دفعة جديدة لمفاوضات القطن، وقال إن عقد المؤتمر الوزاري التاسع لمنظمة التجارة العالمية - في هذا التوقيت - يمثّل فرصة كبيرة للتأكيد على قدرة المنظمة على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، وأيضا لتعزيز النظام التجاري متعدّد الأطراف، ليصبح أكثر فاعلية وقدرة على الاستجابة لاحتياجات واهتمامات جميع الدول الأعضاء بالمنظمة، ولا سيّما الدول النامية والأقل نموّاً، ومن بينها الدول الإفريقية، وطالب "عبد النور" بضرورة تمسّك الدول الإفريقية باستكمال مفاوضات جولة الدوحة، والتي بدأت منذ عام 2001، خاصة وأن التنمية هي المحور الأساسي لهذه الجولة، لافتاً إلى أهمية وضع خارطة طريق لما بعد المؤتمر الوزاري التاسع، تعطي الأولوية للموضوعات التنموية، وعلى وجه التحديد الموضوعات ذات الأهمية للدول النامية المستوردة الصافية للغذاء، ومنها مصر، وتأخذ في الاعتبار مصالح الدول النامية عامّة، والإفريقية خاصة. ولفت "عبد النور" إلى أن الإعلان الإفريقي الأخير، والذي عقد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أكد التزام الدول الإفريقية بأجندة الدوحة للتنمية، إلى جانب منح أولوية لموضوعات الزراعة، باعتبارها القضية الأساسية التي ستساهم - وبإيجابية - في إحداث التنمية بالقارة الإفريقية، كما شارك منير فخري عبد النور في اجتماع مجموعة ال 33، الذي عقد برئاسة السيد جيتو ويراجوان، وزير التجارة الإندونيسي، حيث أشار خلال كلمته إلى أنه على الرغم من تعنّت الموقف التفاوضي لبعض الدول، إلا أنه يجب البناء على ما تم تحقيقه في هذا الشأن، والدفع بموضوعات مفاوضات الزراعة الأخرى، نظراً لأهميتها التنموية، لافتاً إلى أهمية تضافر جهود الدول النامية في هذا الاتجاه، وقال إن مصر لعبت دوراً فعالاً في الدفع بموضوع الأمن الغذائي داخل منظمة التجارة العالمية، خاصة وأنه ذات أولوية للدول النامية المستوردة الصافية للغذاء، حيث سبق وأن تقدمت بمقترح في هذا الشأن في إطار الاستعداد للمؤتمر الوزاري الثامن الذي عقد في عام 2011، حيث تأتي أهمية موضوع الأمن الغذائي على رأس الموضوعات الملحّة، في ظل الارتفاع الملحوظ والمتتالي الذي شهدته أسعار السلع الغذائية منذ عام 2007 وحتى الآن، وتابع: "ساهمت مصر أيضاً في الدفع بمقترحات مجموعة ال 33، والخاصة بالسماح للدول النامية بتقديم الدعم اللازم لتخزين المحاصيل الزراعية الرئيسية لأغراض الأمن الغذائي، وذلك خلال الأشهر الماضية والأسابيع القليلة الأخيرة، والتي شهدت مفاوضات مكثفة بمنظمة التجارة العالمية، حيث يتيح هذا المقترح المرونة اللازمة للدول النامية لتخطي التزامات الدعم المحلي الخاصة بها، في إطار منظمة التجارة العالمية لفترة أربع سنوات، دون المخاطرة بأن تتمّ مقاضاتها بجهاز تسوية المنازعات بالمنظمة". كما شارك السيد منير فخري عبد النور في اجتماعات مجموعة العشرين، والتي تم تكوينها منذ عشر سنوات، في إطار جولة الدوحة للتنمية، بهدف الدفع بالمصالح المشتركة للدول الأعضاء فيما يتعلق بمفاوضات الزراعة، وتضمّ في عضويتها إلى جانب مصر: البرازيل والأرجنتين والصين والهند وباكستان وإندونيسيا وجنوب إفريقيا، إلى جانب عدد من الدول النامية الأخرى التي تولي الزراعة أهمية خاصة، وقد ترأس هذه الجلسة السيد "لويز فيجيردو" وزير العلاقات الخارجية البرازيلي.