بدأ عالم المحيطات الفرنسي فابيان كوستو، حفيد المستكشف البحري الراحل، جاك كوستو، مشروعا في منطقة البحر الكاريبي، لإنشاء شعاب مرجانية صناعية ثلاثية الأبعاد في جزيرة بونير، التي تقع قبالة سواحل فنزويلا في جنوب منطقة البحر الكاريبي، لحل أزمة تبييض الشعاب المرجانية. فقد اعتاد فابيان كوستو الغوص في البحر الكاريبي، وهو يبلغ من العمر أربع سنوات وشاهد الشعاب وهى تموت وتتحول من حدائق مختلفة الألوان في أعماق البحر إلى صحارى بالمعنى الحقيقي للكلمة.. ويأمل كوستو والمهندسون الهولنديون أن تتمكن التكنولوجيا الجديدة ثلاثية الأبعاد في إبطاء عملية تلف الشعاب في المحيط الأطلنطي. ووفقا لتقرير نشرته دورية "نيتشر ساينتفيك ريبورتس للعلوم الطبيعية"، فإن جميع الشعاب المرجانية تقريبا في المحيط، ستتأثر بعملية التبيض التي تهدد حياتها كل عام،بحلول نهاية القرن الحالي. وقام العلماء الأستراليون أيضا بعملية مسح للحاجز المرجاني العظيم في الشهر الماضي، الذي يواجه مشكلة تبييض أخرى هذا العام والتي قد تكون أسوأ من تلك التي واجهها العام الماضي.. ويقول العلماء الأستراليون إن الحاجز المرجاني، الذي يعد أكبر نظام للشعاب المرجانية في العالم قبالة ساحل ولاية كوينزلاند، أستراليا، فقد نحو ربع شعبه المرجانية العام الماضي في أسوأ عملية تبييض حدثت له على الإطلاق. وعلى الرغم من ذلك، يعطى مشروع فابيان كوستو الأمل، فقد تكون الشعاب المرجانية الوهمية أقل عرضة للتغير المناخي، وأكثر دواما من الشعاب المرجانية الطبيعية فيما يتعلق بتغير الكيمياء في المحيطات.. ويستخدم العلماء تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد التي تمكنهم من إنشاء شعاب وهمية تحاكي في ملمسها وهيكلها المعماري الشعاب الطبيعية بطريقة لم تتحقق من قبل في جهود الترميم السابقة. وتتم حاليا عملية الإنشاء التجريبي لهذه الشعاب الثلاثية الأبعاد في منطقة البحر الأبيض المتوسط ومنطقة البحر الكاريبي، والخليج العربي، وأستراليا.. وفي حالة نجاح تلك الشعاب المرجانية الصناعية،خلال السنوات القادمة، ليس فقط في جذب الأسماك فحسب، بل أيضا في اجتذاب صغار الشعاب المرجانية التي تلتصق بتلك الهياكل لتتكاثر، يمكن وقتها أن نشهد نمو شعاب مرجانية جديدة.. وبذلك تتم استعادة أحد أكثر المواطن والبيئات الطبيعية أهمية على الأرض. يذكر أن الشعاب المرجانية تعد من بين أكثر النظم الإيكولوجية الهشة على كوكب الأرض، على الرغم من أنها عنصر أساسي للحياة البحرية، وقد تأثرت بشكل كبير للغاية من ظاهرة التغير المناخي حيث تفقد ألوانها وتموت بمعدل درامي.