وصف علماء استراليون في "مركز الدراسات الخاصة بالشعاب المرجانية" التابع لجامعة " جيمس كوس" في أستراليا، عام 2016، بأنه أكثر الأعوام كارثية على سلامة الشعاب المرجانية التي تحول العديد منها إلى اللون الأبيض كأولى العلامات الدالة على موتها. حيث فقد أكبر حاجز للشعاب المرجانية – الذي يصل طوله إلى 2،300كم في منطقة "كوينز لاند" الواقعة شمال شرق أستراليا – نحو 67% من أندر شعابه المرجانية، والمدرجة على قائمة التراث العالمى للإنسانية.. ولم تقتصر الأضرار التي ألحقتها 2016 على الشعاب المرجانية فحسب، بل امتدت إلى الثروة الحيوانية التي تعيش في هذه المنطقة. وأرجع العلماء اللون الأبيض الذي اكتسبته الشعاب المرجانية إلى ارتفاع درجات حرارة المياه في الشمال، لتضرب أرقامًا قياسية بزيادة درجتين، وفقًا لما ذكره العالم الأسترالى" تيرى هيوج"، مشيرًا إلى أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة يؤدى إلى طرد الطحالب التي تعطى للشعاب المرجانية لونها الأحمر وأحد أهم مصادر الغذاء لها. وظهرت أول حالة للشعاب المرجانية البيضاء في عام 1998، والثانية في عام 2002.. وشدد العلماء على أن الاحتباس الحرارى يأتى في مقدمة الأسباب التي تؤدي إلى موت الشعاب المرجانية وفقدها للونها الأحمر المميز، فيما تحتاج الشعاب المرجانية إلى 15 عامًا حتى تعود إلى التكون والازدهار مرة أخرى. يأتى ذلك في الوقت الذي كشفت فيه الأبحاث النقاب عن أن الحاجز الأكبر للشعاب المرجانية الممتد عبر منطقة "كوينز لاند"، لا يعانى فقط من عملية التبييض، إنما فقد نصف شعابه المرجانية على مدى ال 30 عامًا الماضية، خاصة في منطقتى الجنوب والوسط، حيث يرجع ذلك إلى إلقاء مياه الصرف الزراعى واستخدام الأسمدة الكيميائية وإلقائها في مياه البحار مما أسهم في تكاثر حيوان البحر اللافقرى "نجمة البحر" الذي قام بتدمير الشعاب المرجانية. جدير بالذكر أن الحاجز الأكبر للشعاب المرجانية يجذب مليونى سائح سنويًا، ليدر نحو 5 مليارات دولار أستراليا بواقع 3،5 مليارات دولار سنويًا، مما دفع الحكومة الأسترالية إلى الإسراع بوضع خطة إنقاذ عاجلة لهذه الثروة المائية النادرة، لترصد مليارى دولار حتى 2015، لتحسين حالة المياه.. فيما يرى العلماء أن التغيرات المناخية والاحتباس الحرارى الناجم عن استخدام الفحم في أستراليا، تعد أول التهديدات التي يجب اتخاذ إجراءات عالمية فعالية للحد من تأثيراتها الضارة فى الشعاب المرجانية.