اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد بانتفاضة الغضب التي اشتعلت أمس في الأراضي الفلسطينية ، بالإضافة الى الوضع اللبنانى. وتحت عنوان "لا سلام مع الاستيطان" أكدت صحيفة (البيان) الإماراتية أن الزمن طال أو قصر لا تنازل عن دولة فلسطينية كاملة السيادة على الأراضي المحتلة عام 1967 والقبول بحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من بلادهم منذ عقود . وذكرت الصحيفة أن (يوم فلسطين) مر ولا تغيير في الواقع ، فالاحتلال على حاله كاتم للأنفاس مجرف للأراضي متوسع في الاستيطان لا يهمه مجتمع دولي ولا يملك في الوقت ذاته صوت ضمير إنساني يقول له: "قف" مما يجعل من جولات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المتكررة في المنطقة والمتقاربة بغية إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين "الميتة إكلينيكيا" مجرد نزهات لا أكثر ما دام ليس قادرا على الفعل والتأثير على الاحتلال لإيقاف الاستيطان والذي يبقى أول متطلبات السلام المفقود. وأشارت الصحيفة إلى أن الاحتلال يلعب على عامل الوقت في تصرفاته وممارساته الفعلية على الأرض ظنا منه أنه بذلك يستطيع فرض سياسة الأمر الواقع عبر التوسع الاستيطاني واقتطاع المزيد من أراضي الضفة الغربيةالمحتلة وأن إطلاق سراح بضعة أسرى من معتقلاتهم كفيل بإسكات الفلسطينيين والالتفاف على مطالب يسندها حق تاريخي لا يسقطه الزمن ولا تحول دون انتزاعه المراوغة. من جانبها ، أشارت صحيفة (الخليج) الإماراتية إلى فترة الأشهر التسعة التي حددها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كموعد لإنجاز اتفاق بين الفلسطينيين وإسرائيل حيث تختتم المفاوضات الدائرة حاليا. وتحت عنوان "بديل المفاوضات" ذكرت أن كيري يعود مجددا بعد أيام للوقوف على ما حققته المفاوضات ، وأن الأشهر المتبقية ستكون كما الأشهر التي انقضت لأن إسرائيل غير جادة في التوصل إلى أي اتفاق إلا بشروطها ، وهي تستغل الوقت للمضي قدما في ابتلاع الأرض وتهويدها. وأوضحت أن الوزير الأمريكي يعرف أكثر من غيره ماذا تريد إسرائيل وماذا تفعل كما أنه يعرف لماذا تتصرف هكذا متحدية الشرعية الدولية والعالم بأسره . وأشارت إلى أنه ليس متوقعا أن يمارس كيري وإدارته أي ضغوط على إسرائيل لحملها على التخلي عن شروطها وأهمها الاعتراف بيهوديتها وبالقدس "عاصمة أبدية" لها والتخلي عن حق العودة . وحثت الصحيفة ، السلطة الفلسطينية إذا كانت مصرة على المفاوضات حتى نهاية الأشهر التسعة جراء ضغوط من جانب الولاياتالمتحدة وغيرها رغم يقينها باستحالة التوصل إلى أي اتفاق .. أن تعد بدائل الفشل بوضع استراتيجية مواجهة بعيدة المدى على قاعدة الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام والعودة إلى الشعب الفلسطيني باعتباره صاحب القرار والسلطة والقادر على تحمل عبء مواصلة الصراع . وحظي الشأن الفلسطيني باهتمام الصحف القطرية ، فذكرت صحيفة (الشرق) أن آلاف الفلسطينيين في رام اللهوالقدسالمحتلة وقطاع غزة وفي مناطق النقب وحيفا داخل الخط الأخضر شاركوا في "يوم الغضب" الذي دعا إليه (ائتلاف شباب الانتفاضة) للتصدي لمشروع قانون (برافر بيغن) الذي يهدف إلى مصادرة ما يقارب من 800 ألف دونم من أراضي النقب ، وتهجير ما يقارب 70 ألف فلسطيني ، وهدم 36 قرية غير معترف بها ، رغم وجود تلك القرى السابق على وجود الاحتلال . ونبهت (الشرق) إلى أن ذلك المخطط يأتي في إطار الهجمة الاستيطانية ، ومحاولات حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المستمرة لنزع ملكية الأراضي من السكان العرب على أراضي فلسطينالمحتلة.. إلا أنها أكدت أن ذلك المخطط لن يمر في مواجهة الهبة الشعبية المسلحة بالإيمان بالقضية ، والحق في الأرض . ودعت الصحيفة إلى دعم الهبة الفلسطينية التي ترقى إلى كونها تشكل بوادر انتفاضة ثالثة ، مطالبة بدعم عربي وإسلامي ومن كل المساندين للحق العربي الفلسطيني ، خاصة في ظل مشروعات الاستيطان التي لا تتوقف ، والعدوان المستمر على المقدسات الإسلامية والمسيحية ، وعلى رأسها ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدسالمحتلة من محاولات تهويد. بدورها ، اعتبرت صحيفة (الراية) أن التصعيد الإسرائيلي الاستيطاني الخطير ضد الشعب الفلسطيني يكشف أن حكومة الاحتلال قد حسمت خيارها بالفعل ، وانحازت إلى خيار تهويد الأراضي الفلسطينية ، وتشريد أبنائها ، وفرض رؤيتها الأمنية على الأرض كأمر واقع غير آبهة بالمفاوضات التي تجري مع السلطة الفلسطينية والمستمرة منذ ثلاثة شهور حول قضايا الوضع النهائي ، أو قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني. وأكدت الصحيفة أن المعركة التي يخوضها أبناء الشعب الفلسطيني في النقب ومدن المثلث وفي حيفا ويافا ضد عملية التطهير العرقي التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي لا تنفصل عن المعركة التي يخوضها الفلسطينيون أيضا في القدسورام اللهوغزة ومدن الضفة الغربيةالمحتلة ضد الاستيطان وضد عمليات تهويد الأراضي الفلسطينية. ودعت (الراية) ، في ختام تعليقها ، إلى تضامن عربي حقيقي مادي ومعنوي مع الشعب الفلسطيني لتعزيز صموده على أرضه..مطالبة في الوقت ذاته بتدخل دولي لإيقاف مخططات الاحتلال العنصرية التي تستهدف كل شيء في فلسطين. من جانبها ، تطرقت صحيفة (الرؤية) العمانية للحديث عن الذكرى الأولى لاعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطين وذكرت أنه ومنذ تلك اللحظة الفاصلة في تاريخ القضية الفلسطينية تحققت مزايا للدولة الفلسطينية ما كان لها أن تبصر النور لولا هذا الاعتراف الأممي الكاسح من خلال تأييد 138 دولة من أصل 193 دولة لتصدر بذلك شهادة ميلاد دولة فلسطين. وأوضحت أن من أعمق دلالات هذا القرار الأممي هو أنه اعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 لتُصبح أراضي دولة محتلة من قبل أخرى وليست أراضٍ مُتنازع عليها كما يدّعي الاحتلال الإسرائيلي والذي يعني أن الدولة الفلسطينية لن يكون واقعها كما كانت ما قبل التصويت. ورأت (الرؤية) أن هذا الاعتراف يعد إنجازاً لم يكن محض صدفة ولم يأتِ بالهين بل جاء نتيجة لإصرار فلسطيني رغم التهديدات إيماناً بحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وتقديراً لتضحياته الجسام التي قدمها خلال عقود من الزمن. وعددت صحيفة (الرؤية) ثمار هذا الاعتراف المهمة..مشيرة إلى أن منها زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الضفة الغربية في مارس الماضي رغم ما كانت تطلقه واشنطن من تحذيرات للرئيس الفلسطيني محمود عباس من مغبة التوجه إلى الأممالمتحدة ، وكذلك رسائل الدعم والتأييد والمؤازرة للدولة الفلسطينية التي عبر عنها عدد من المسؤولين العرب والدوليين بزياراتهم إلى فلسطين ومخاطبة الرئيس الفلسطيني العالم للمرة الأولى من منبر الأممالمتحدة بعد تمثيل فلسطين. وفيما يتعلق بالشأن اللبنانى ، دعت صحيفة (الوطن) القطرية ، القوى اللبنانية إلى العمل على حقن الدماء ، وطالبتها باحترام وجود الجيش ودوره الوطني في درء مخاطر الصراع والاقتتال في لبنان. وحذرت الصحيفة من خطورة انتقال الأوضاع في سوريا إلى لبنان ، معتبرة أن الأحداث والوقائع على الأرض تؤكد أن اندلاع الاشتباكات بين وقت وآخر بين منطقتين كل منهما مؤيد لجانب من جانبي الصراع بسوريا يجدد الخروقات الكبيرة لسياسة "النأي بالنفس" عن الصراع في سوريا التي كانت قد أعلنتها بيروت ، وانتهكتها قوى لبنانية في خروج على سياسات الدولة. وأشارت الصحيفة إلى أن ضحايا اشتباكات أمس /السبت/ في طرابلس من جهة ، وقيام الجيش بتفكيك ثلاثة صواريخ في البقاع كانت معدة للإطلاق من جهة أخرى ، هما حادثان يضافان إلى حوادث سابقة تم فيها التراشق بالألغام والمفخخات ، وهو ما يؤكد أن "نارا تحت الرماد" توشك على الاندلاع ما لم يتم لجم التصعيد ، وما لم تسرع كل القوى إلى العودة لسياسات "النأي بالنفس"، والحيلولة دون توريط لبنان في أتون الصراع بسوريا . ودعت (الوطن) إلى تجنيب لبنان الصراع الإقليمي .. وذكرت أنه "لا يجب أن يستورد لبنان هذا العنف الطائفي البغيض الذي سيؤدي إلى خسائر فادحة ، وإلى صراع خطير سيحرق الأخضر واليابس ، ليشهد لبنان فصلا جديدا من الحرب الأهلية التي ستأتي على مرافق هذا البلد ، وتعيده عشرات السنوات إلى الوراء". وخلصت الصحيفة إلى القول "إن النظام السوري يستهدف الوصول بلبنان إلى هذا الحال المتردي ، وإلى إضرام النار في حرب طائفية مقيتة تحول اللبنانيين إلى فرقاء" .