رصدت الاستخبارات التركية (المعروفة بجهاز إم آي تي)، مؤخرًا اجتماعات سرية بين مسئولين إيرانيين ونظرائهم من تل أبيب داخل تركيا، على خلفية الاتفاق النووي بين طهران والمجموعة السداسية الدولية، وذلك بحسب جريدة العرب اللندنية. فيما قال مراقبون، اليوم السبت، إن إيران تدرك حالة الضعف الذي أصبحت عليه حكومة الإسلاميين في تركيا، وتحاول استغلاله لمصلحة حليفها بشار الأسد في هذه المرحلة المفصلية، قبل أسابيع من عقد مؤتمر جنيف 2 بشأن القضية السورية. من هذا المنطلق، يأتي مشروع الوساطة الإيرانية بين أنقرة ودمشق، وهو ما أكده السفير الإيراني في تركيا علي رضا بكدلي، بأن بلاده على استعداد لاستخدام كل الوسائل المتوفرة لديها لمساعدة تركيا على إصلاح علاقاتها مع سوريا، مشيرًا إلى التعاون الوثيق بين الاستخبارات التركية والإيرانية، مضيفًا أن طهران تتمتع بعلاقات وطيدة مع أجهزة الاستخبارات التركية. وتأتي تصريحات بكدلي، بعد أسابيع من معلومات نشرتها صحيفة أمريكية، أن تركيا كشفت لطهران عن شبكة تجسس مؤلفة من إيرانيين وإسرائيليين، كما قالت مصادر أمنية، إن جهاز الموساد اعتاد القيام بعدد من العمليات الاستخباراتية في إيران من داخل الأراضي التركية، التي تشترك في الحدود مع إيران. وقال خبراء إن تلك التصريحات تعكس حدة حرب الاستخبارات التي تدور خلف كواليس الاتفاق الذي توصلت إليه طهران مع القوى الغربية فيما يتعلق ببرنامجها النووي، وتكشف هذه الواقعة أيضًا، التي تعود إلى عدة سنوات، السبب الحقيقي الذي كان يقف وراء تصميم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على عدم تقديم الاعتذار لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، بعد حادثة سفينة "مرمرة" التركية عام 2010، قبل أن يتوسط الرئيس الأمريكي باراك أوباما ويعيد العلاقات التركية - الإسرائيلية إلى عهدها. ورغم التحذيرات الإسرائيلية المستمرة للمسئولين في البيت الأبيض، إلا أن العلاقات الأمريكية – التركية توطدت في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، وبات أردوغان أحد مفاتيح أوباما الرئيسية في منطقة الشرق الاوسط. وأشارت مصادر دبلوماسية أمريكية إلى أن المسئولين في الموساد الإسرائيلي لم يتوقعوا أن تقوم الاستخبارات التركية بتسليم عملائهم للإيرانيين، بعد 50 عامًا من التعاون المتبادل بين الجهازين، إذ يعود التعاون الاستخباراتي الوثيق بين تركيا وإسرائيل إلى اتفاق سري عُقد في أغسطس من عام 1958، بين ديفيد بن جوريون، رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها، ونظيره التركي عدنان منديريس.