يعاني أهالى قرى الدقهلية من انقطاع وتلوث المياه حال وصولها، وعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، وقد امتدت الأزمة إلي الكثير من أحياء مدينة المنصورة، ولجأ الأهالي في الكثير من المناطق للطلمبات الحبشية لاستخراج المياه الارتوازية من باطن الأرض لسد حاجتهم من المياه. ورغم الأضرار الصحية لتك المياه خاصة مع اختلاطها بمياه الصرف الصحي غير أن الأهالي لا يجدون بديلا لها بعد انقطاع مياه الشرب عنهم، ويرون أن تلك المياه أفضل بكثير من مياه الترع حتي وإن تغيرت رائحتها أو لونها. شهدت مدينة المنصورة انقطاعًا متكررًا للمياه عن أحياء مجمع المحاكم ومدينة السلام ومدينة مبارك وعزبة الشال ويستمر الانقطاع لأكثر من خمسة أيام في المرة الواحدة، وعندما تعود المياه إلي المنزل فأنها تكون مختلطة بالسولار. وقد قامت الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بإرسال مندوبين لها لمحاولة حل المشكلة، والتى تم وضع العديد من لحلول لها و لكن لم يتم التوصل إلى نتائج إيجابية. وقال مصدر بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالدقهلية، إن سبب انقطاع المياه هو تسرب السولار من محطة تموين الأتوبيسات الواقعة بشارع الأتوبيس الجديد، نظرًا لتهالك خزانات المحطة وتسرب الجاز بشقوق الأرض. وأضاف أن الأرض تشبعت بالسولار، فتسرب من الأرض ووصل حتى نفق شركة المياه تحت الأرض، والقادم من ترعة المنصورية، مما تسبب في اختلاط المياه بالسولار، مشيرًا إلى أن شركة المياه تقوم حاليًا بتشغيل مآخذ مياه جديدة، وسيتم حل المشكلة خلال أيام. وأضاف المصدر أننا تأكدنا بمعرفتنا أنه ليس عملًا تخريبيًا أو جنائيًا ولا توجد به شبهة جنائية، خاصة أن من أخطر ما يمكن أن يحدث في المياه هو اختلاطها بالمواد البترولية، والتى تتسبب في أمراض غاية في الخطورة للإنسان. ومن جانبه، قال المهندس محمد الشناوي، رئيس الاتحاد النوعي للبيئة بالدقهلية، إن كمية المواد البترولية لم تكون قليلة بدليل وصولها إلى البيوت ولمسافات امتدت نحو 5 كيلو مترات من المحطة، وهو ما يؤكد أنها كميات كبيرة بالإضافة إلي إهمال الشركة في قطع المياه، حتى يتم معالجة ما حدث، ولكنهم تركوا المياه تصل إلى الحنفيات حتى أنها وصلت إلى المنطقة التي يقيم فيها المحافظ ومدير الأمن. وقال المهندس محمد رجب، رئيس القطاعات الفنية لمياه الشرب، إنه يتم حاليا تشغيل طلمبات سحب للمياه، ولكن بقدرة بسيطة ويتم التعامل مع المواد البترولية. وفي السياق ذاته، يعاني سكان قرى الكمال من عدم وصول خدمات الصرف الصحي إلى تلك القري ولجوء الأهالي إلى خزانات تحت الأرض لتخزين مياه الصرف، لحين نزحها عند امتلائها، وتؤدي هذه الخزانات إلى تسريب كبير لمياه الصرف لتختلط بالمياه الجوفية وخطوط مياه الشرب المتآكلة ليشربها الأهالي في النهاية، فالقرية التي يتعدى سكانها حاجز السبعة آلاف نسمة يلجأون لخزانات يضعونها أسفل المنازل لتخزين مياه الصرف ونزحها عن طريق جرار وخزان معد لهذا الغرض، إلا أن هذه الخزانات الاسمنتية لا تكفي لمنع تسريب هذه المياه إلى الأرض وتهديد المنازل بالرطوبة المرتفعة والملوحة غير أن الأخطر هو اختلاط هذه المياه بالمياه الجوفية، وتحول الأمر لكارثة حقيقية بعد لجوء الأهالي لاستخدام الطلمابت الحبشية لاستخراج المياه الارتوازية واستخدامها في الطهي والشرب والنظافة وهي مياه مختلطة تمامًا بمياه الصرف الصحي. وأكد عوني فاروق، أحد سكان قرية الكمال، أن قرية الكمال قرية منكوبة ومحرومة من كل الخدمات، وليس لها أي حظ من اسمها، فلا يوجد صرف صحي ومياه الشرب البحاري محرومون منها منذ أكثر من عام دون مبرر أو سبب منطقي. أما السيد عبدالهادي، من قرية أبوسيد التابعة لمركز بلقاس، فأشار إلى أن أكثر من 300 قرية وعزبة بمركز بلقاس محرومة من الصرف الصحي، وأن الأهالي يلجأون لمد مواسير لأقرب مصرف زراعي لصب مخلفات الصرف الصحي فيه، وهو ما يهدد الأراضي التي يمر بها هذا الصرب بالبوار بسبب ارتفاع نسبة الملوحة في مياه الصرف الصحي. وأضاف عبدالهادي، أن قري حفير شهاب الدين ببلقاس هي من أكثر قري بلقاس حرمانا من توصيل خدمات الصرف الصحي ومياه الشرب ومياه الري والطرق، ولهذا فهي قرى طاردة للسكان ومن يمر عليها يظن أنه عاد ثلاثين عامًا إلى الوراء، منتصف السبعينات بسبب ما تعانيه هذه القرى من نقص للخدمات.