تمكنت مباحث الإنترنت خلال الفترة الأخيرة، من الكشف عن العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحرض على العنف، وإتلاف المنشآت العامة، ما أحبط الكثير من الجرائم قبل وقوعها، وذلك بإسقاط 149 متهمًا ويديرون 1049 صفحة إخوانية. البعض لديه تخوف من مراقبة الحياة الخاصة بحرماتها، لكن العميد علي أباظة، مدير مباحث الإنترنت فى حواره ل«البوابة نيوز» أكد أن الحياة الخاصة للمواطنين مصانة، ولا يمكن الاقتراب منها. ■ مراقبتكم لصفحات التواصل الاجتماعي أثارت موجة غضب ضد الداخلية الفترة الأخيرة؟ - هذا خطأ روج له أصحاب المصالح، فلم يحدث أن راقبنا محادثات ورسائل بين الأشخاص، هذا كذب، فالداخلية لا يمكن أن تتجسس على المواطنين، وما يحدث أننا نتتبع مواقع التصفح العامة مثل جوجل، وياهو، لأن مهمتنا منع وقوع الجريمة من خلال الرصد والضربات الاستباقية، فهل نترك صفحة تحرض على قتل أو حرق أو إتلاف مؤسسة أو منشأة عامة أو خاصة؟ ولا رقابة لنا على «تويتر» أو «فيبر» لأنهما حسابات خاصة لا نتمكن من الوصول إليهما. ■ هل تغلقون الصفحات المُحرضة بشكل مباشر؟ - نعمل من خلال منظومة عمل متكاملة مع كل قطاعات الداخلية، ولا نغلق صفحات، لكن قانون الإجراءات الجنائية ألزمنا بالتحفظ على الأدلة لحين عرضها على النيابة، فيتم حجب الصفحة وتصبح تحت تصرف النيابة العامة، ونتعقب الوقائع والصفحات التي ترتكب جريمة نص عليها قانون العقوبات، وننتظر بلاغات الأهالي، فقد أسقطنا صفحات كثيرة بمعاونة الأهالي. ■ دعوات «ثورة غلابة» انطلقت من الفيس بوك فكيف تعاملتم معها؟ - كانت دعوات فقط وتبين من خلال رصد هذه الصفحات أن وراءها عناصر إخوانية من الخارج. ■ كم عدد الصفحات التى تم غلقها؟ - فى 2016 تم تتبع والتحفظ على 123 قضية صفحات تحريضية وعدد المتهمين فيها 149 متهمًا ويديرون 1049 صفحة، بالإضافة إلى 15 صفحة تحريضية تدار من خارج البلاد، والتى يتم تحديدها من خلال التقنيات الحديثة. ■ ماذا عن صفحات حركة «حسم» وتنظيم داعش؟ - تتبعنا هذه الصفحة وأسقطنا "الأدمن"، بعد تقنين الإجراءات، وضبطنا الدلائل التي تفيد اعتناقه الفكر المتطرف، واعترف تفصيليًا. ■ كيف يحدث الاختراق.. وهل هناك قلق على المواطنين؟ - المواطن العادي قادر على تأمين حرمة حياته الخاصة ببعض الإجراءات البسيطة، وغالبية الضحايا فس هذه الجرائم ساعدوا المتهمين بشكل كبير، فبعد ضبط المتهمين يرفضون الحضور للإدارة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتهم، بحكم الأعراف والتقاليد، وهناك كثير من جرائم الشرف فى هذا الأمر. ■ هل تزيد معدلات الجريمة الإلكترونية؟ - نتعامل مع 7 آلاف بلاغ يومي بالمقارنة بعام 2002 الذي كانت الإدارة تتلقى فيه 7 بلاغات يومية، والآن وصل عدد البلاغات إلي 7000 بلاغ محرر ولكن الضحايا في البلاغ الواحد أكثر من هذا الرقم بكثير، وضبطنا فى الشرقية مهندسًا اخترق 360 جهاز حاسب آلي،ومحمول عن طريق تشغيل الكاميرا والميكروفون، حيث تمكن من اختراق 1270 أسرة وانتهك حياتهم الخاصة. ■ ما أبرز القضايا؟ - رصد المتهمون سيدة ترضع ابنها، وسيدة أثناء تغيير ملابسها، وأثناء خروجها من الحمام، ومشادة بين زوجين، وتمكن من استغلال تلك المشاجرة لاستدراج الزوجة، وجميع هذه التهم تندرج تحت بند انتهاك حرمة الحياه الخاصة، والخطأ الذي وقع فيه هؤلاء الضحايا تركهم جهاز الحاسب أو المحمول متصلًا بالإنترنت، ما دام الجهاز غير متصل بالإنترنت فأنت في أمان، ونفس الوضع ينطبق على أجهزة المحمول. ■ وكيف يستطيع الوصول للكاميرا؟ - عن طريق اختراق برامج وتطبيقات «هاكر» ولا يوجد حل لها سوى فصل البطارية، والكارثة أن هناك هواتف «بلت إن» أي ببطارية داخلية، والكاميرا الأمامية كارثة كبرى، لأن برامج الهاكر تتمكن من التقاط الصور عن طريق الكاميرا الأمامية. ■ ما هي أكثر البلاغات التي ترد إليكم؟ - انتحال الصفة عبر الفيس بوك بإنشاء صفحة باسم شخصية مشهورة ما بين إعلاميين وفنانين ورجال أعمال ووزراء، والابتزاز والتحريض على العنف. ■ كيف تتوصلون للمتهمين في الجرائم الإلكترونية؟ - الإدارة تتميز بأنها إدارة بحث جنائى فى شكلها لكنها تقوم بفحص فنى من ضابط مهندس متخصص يعقبه محضر ضابط البحث الجنائي، نتلقى البلاغات، ونتحرى ونتأكد من الصفة، لأن بعض الجرائم يرتبط بتقديم شكوى مثل السب والقذف، والمهندس الفنى يفحص كود الموقع وصحه البلاغ، وأتلقى تقرير فحص مبدئى وبعدها يتحول المحضر لضابط المباحث الجنائية. ■ البعض يشتكي من تأخر المحاضر؟ - هذا فى مصلحة المبلغ لأن التعامل يكون مع متهم خفى، لذلك لا بد من قدرات لإقامة الدليل الفنى وتحديد مكانه وضبطه. فالفيصل هو ضبط المتهم بالجهاز الذى ارتكبت منه الواقعة.