في تمام الثانية بعد منتصف ليل اليوم الأحد، سمع مواطنو شارع الموية بمربع 48 بحي أركويت، شرق العاصمة السودانية الخرطوم، دوي انفجار في إحدى الشقق السكنية، الأمر الذي دفع قوات الأمن إلى سرعة التواجد في المكان. وبعد مداهمة الشقة، تمكنت قوات الشرطة السودانية من القبض على مجموعة من الأجانب بينهم سوريون وصوماليون، وسط تضارب الأنباء حول استخدام مصريين وفلسطينيين للشقة ذاتها، بجانب العثور على كمية من الأسلحة ومواد لتصنيع المتفجرات. هذا في الوقت الذي قال فيه شهود عيان، لوسائل إعلام سودانية: إن الشرطة عثرت على قنابل متفجرة داخل الشقة، يرجح أنها انفجرت أثناء التصنيع. وتداول عدد من النشطاء السودانيين، صورًا للشقة التي وقع فيها الانفجار، مع جواز سفر لأحد الأجانب الموجودين. ومنعت القوة الأمنية المواطنين من التجمهر حول البناية خشية أن تتوالى التفجيرات، وقامت بتحريز الموقع، وطالبت سكان المنازل المجاورة باخذ الحيطة والحذر تفاديا لحدوث انفجارات أخرى. وبحسب وسائل إعلام سودانية، فإن هذه لم تكن المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف أحد مخابئ المتطرفين والإرهابين بالخرطوم، فقد قادت الصدفة أيضًا إلى اكتشاف خلية السلمة في العام 2007، وذلك عندما حدث انفجار شديد اهتزت له ضاحية السلمة جنوبي الخرطوم، قبل أن تكتشف السلطات أن المنزل الذي حدثت فيه الانفجارات ما هو إلا مخبأ لخلية متطرفة قوامها بعض الشباب. وقامت السلطات يومها بإلقاء القبض على بعض الشباب، قبل أن تقوم بإطلاق سراحهم لاحقا، الأمر الذي جعل اثنين منهم يشاركون بعد عام من الحادثة في اغتيال الدبلوماسي الأمريكي جون مايكل جرانفيل هما عبد الباسط الحسن ومحمد مكاوي. وتعد الخرطوم مأوى لعدد كبير من شباب جماعة الإخوان الهاربين من العدالة في مصر، كما أعلنوا عن إجراء انتخابات في منتصف يناير الماضي داخل السودان فيما عرف ب"مكتب الإخوان المصريين في السودان"، وسط اتهامات لنظام البشير بدعم متطرفي الإخوان. وسبق أن اعترفت حركة حسم الإرهابية، فى بيان رسمى أنهم تلقوا تدريباتهم فى السودان، بعدما أعلن الأمن المصرى القبض على 8 منهم، بعد رصده لهم أثناء تلقيهم تدريبات على مختلف أنواع الأسلحة فى صحراء أسوان، ناشرا صورهم أثناء تدريباتهم، واعترافاتهم التى أكدوا فيها، أنهم تابعون للمجموعات النوعية المسلحة لجماعة الإخوان. من جانبها نفت سفارة الخرطوم في القاهرة في 20 يناير الماضي- عبر بيان رسمي- استضافة السودان لأيّة مجموعات متطرفة وإرهابية من مصر على أرضها. وقال سفير السودان لدى القاهرة عبدالمحمود عبد الحليم، إن ما أعلنه الأمن المصري بخصوص اعترافات أعضاء من مجموعة "حسم" بتلقيهم دعمًا من السودان غير صحيح.