اتبع المرشد على خامنئى، سياسة قتل المنافسين والمقربين الذين تتوفر فيهم شروط تولى منصب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، لإزاحتهم عن طريقه، حتى يضمن البقاء منفردًا فى منصبه وحيدًا دون أى منافس على الساحة الإيرانية. ووصل «خامنئى» لمنصب المرشد عن طريق الانتخاب، حيث أكد الباحث نهدى خلجي، فى تقرير نشره معهد واشنطن للدراسات، حمل عنوان «مستقبل الزعامة فى المجتمع الشيعي» أن كلا من الخمينى وخامنئى مارسا القيادة بأساليب مختلفة للغاية. «خامنئى» أو «مرشد الدم»، اعتقل العديد من معارضيه إرضاء لنفسه، أبرزهم محمد كاظم الحسينى الشريعتمداري، المرجع الشيعي، والذى كانت له أدوار دينية وسياسية كبيرة فى إيران والعراق، وأنقذ خمينى نفسه من الإعدام فى عهد الشاه رضا بهلوي، قبل الثورة الإيرانية، ولكن هذا لم يشفع له، حيث اعتقله خوفًا من صعود نجمه فى إيران وتهديد عرشه، فأهانه على الملأ ثم دفنه عند المرافق الصحية. لم يكتف خامنئى بإبعاد «الشريعتمدارى» ففى نهاية الثمانينيات، اعتقل كل من «محمد رضا الشيرازي، المرجع الشيعى وشقيقه الأصغر مرتضى الشيرازي، وعمه المرجع الدينى صادق الشيرازي، وابن عمه حسين الشيرازي، وأثناء الاعتقال وفى شارع مزدحم من شوارع مدينة قم الإيرانية صُفع حسين الشيرازي، على وجهه صفعة أدت إلى سقوط عمامته، وكسرت بعض أصابع الشيرازى، ولم تشخص المستشفى سبب الوفاة ولم تعطِ أى تقرير طبى حولها، وقامت المخابرات الإيرانية باحتجاز جثمانه ولم تسمح لأى شخص برؤيته». وبعد يوم من وفاته ألقى مرتضى الشيرازى، كلمة فى ديوانية الإمام الشيرازى فى الكويت نقلت على الهواء مباشرة على قناة الأنوار الفضائية قال فيها: «كان صادقا فى جهاده مدى عمره، وكان شوكة فى أعين المستعمرين والظالمين، ودفع ضريبة كبيرة لمواقفه»، قبل أن يؤكد أن الوفاة لم تكن طبيعية وأنه اغتيل. وفتحت وفاة على أكبر هاشمى رفسنجانى، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، والرئيس السابق للجمهورية، شكوكا كبيرة، خصوصا وأن الرجل لم يعان من أى مرض صحي، كما أنه فى اليوم الأخير فى حياته ذهب إلى مكتبه. فى مارس 2016، كانت تغريدة على أكبر هاشمى رفسنجاني، عبر موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» قال فيها: إن «عالم الغد هو عالم الحوار، وليس عالم الصواريخ» بمثابة الشرارة التى أشعلت التصريحات النارية للمرشد الإيرانى على خامنئي، ومجموعة من أنصاره ضد كل من رفسنجانى وروحاني، ووصفت صحيفة مقربة من المرشد الإيرانى رفسنجانى آنذاك بأنه «زعيم التيار الترويجى الداخلى لإضعاف القدرة الدفاعية لإيران»، وشنّ الملا محمد رضا زائري، المقرب من خامنئي، هجومًا على رفسنجانى وروحاني، قائلًا: «يظن أنه من سلالة هاشمية وروحانية جاءت بديلًا عن البهلوية والقجرية»، كما تصاعد الهجوم عليه ليمتد إلى منابر خطب الجمعة؛ بعدما وصف الملا بناهيان فى صلاة الجمعة بمدينة مشهد هاشمى رفسنجانى بأنه من «الخوارج». الوفاة فتحت الطريق أمام المرشد الحالي، حيث انفرد بفريق الإصلاحيين الضعفاء من بعد رفسنجانى أمثال روحاني، كما أن اختفاء رفسنجانى حرم الإصلاحيين من فرصة القفز على منصب المرشد.