توقعات بتدبير «الحزب الجمهوري» و«سى آى أيه» انقلابًا دستوريًا على الرئيس الأمريكي دوبريانسكى: 6 تهديدات تواجه الإدارة الجديدة.. و4 خطوات لمواجهتها دراسات المركز العربي استمرار لسياسة التعاون بين جريدة "البوابة" والمركز العربي للبحوث والدراسات ننشر دراسة عن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. اعتقد بعض محللى السياسة الخارجية، أن الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب بمجرد أن يحلف يمين الولاء للولايات المتحدة، والمحافظة على دستورها، وبمجرد أن يدخل مكتبه فى البيت الأبيض، سيتخلى عن وعوده الانتخابية، ومن وجهة نظر هؤلاء، فإن للانتخابات حساباتها، بينما لرئاسة الدولة فى الولاياتالمتحدة حسابات أخرى، لكن يبدو أن هؤلاء الذين توقعوا تغيرا فى خطاب ترامب السياسى وهو فى كرسى الرئاسة عن خطابه وهو فى ساحات المنافسة الانتخابية كانوا واهمين، وأمطرهم الرئيس الجديد بعدد من الأوامر التنفيذية التى تتسق تمامًا مع وعوده الانتخابية، وتعد «الأوامر التنفيذية» سلاحًا من الأسلحة السياسية التى وفرها الدستور الأمريكى للرئيس، وضمن له أن يمارسها دون العودة إلى البرلمان. وبدأ الرئيس الأمريكى ترامب سيمفونية «الأوامر الرئيسية التنفيذية» الزاعقة بمجرد توليه الرئاسة فى عدد من القضايا شديدة الحساسية محليًا مثل نظام التأمين الصحى، أو خارجيًا مثل الانسحاب من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادى (Trans-Pacific Partnership) ثم اتبع ذلك بإصدار قانون بمنع دخول مواطنى ست دول عربية هى (العراق، ليبيا، الصومال، السودان، سوريا، اليمن) إضافة لإيران إلى الولاياتالمتحدة، ما أثار شعورًا عميقًا بالاستياء على مستوى العالم باعتبار أن ذلك القرار يمثل تنفيذًا لشعار انتخابى مستهجن طرحه ترامب خلال حملته الانتخابية يقضى بفرض حظر على دخول المسلمين للولايات المتحدة. ورد ترامب على اتهامه بأنه يهدر بقراره بخصوص حظر دخول المسلمين واحدة من أهم قيم الديمقراطية الأمريكية والدستور «حظر التمييز» بأنه لم يقصد ذلك أبدا، لكن عمدة نيويورك السابق رودى جوليانى قال على شبكة فوكس نيوز الأمريكية مساء السبت 28 يناير، إن ترامب خشى أن يصدر قرارًا صريحًا بحظر دخول «المسلمين»، ولذلك فإنه شكل لجنة لغرض صياغة أمر رئاسى تنفيذى بطريقة تتفادى عدم الدستورية. هنا يوجد بما لا يدع مجالًا للشك دليل على أن ترامب سيمارس سياسة تمييز صريحة ضد المسلمين، وأن هذه السياسة ستتخذ أشكالًا مختلفة، وعلى أسس متنوعة وطنية أو دينية أو غيرهما، وعلى هذا فإن القرار يتخفى فقط وراء أسماء الدول الواردة فيه، ومن ثم فإنه قرار يقوم على أساس واضح بالتمييز وإهدار حق حرية التنقل والسفر. إن أخطر الشعارات التى طرحها ترامب خلال حملته الانتخابية، بدأت تأخذ طريقها لتصبح سياسة رسمية للولايات المتحدة، وعلى ذلك فإننا نرفض فرضية روج لها بعض المحللين مفادها أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سيتخلى عن شعاراته الانتخابية، وسيتصرف كرجل دولة يحترم دستور بلاده، والتزاماتها تجاه العالم، الناشئة عن معاهدات أو اتفاقيات ثنائية أو متعددة الأطراف. إن ترامب يسير فى طريق تأسيس «إدارة سلطوية» داخل البيت الأبيض ستسعى بكل الطرق لابتزاز المؤسسات والنصوص القانونية والدستورية من أجل دفع الولاياتالمتحدة فى طريق الانعزالية والحماية تحت شعار «أمريكا أولًا».