قال محمد المذحجى، مدير مركز ميسان للدراسات العربية والإيرانية: إن طهران عالقة في وضعية صعبة بين الجزرة الروسية والعصا الأمريكية من جهة والمحفزات الأوروبية تحت غطاء الاتفاق النووي من جهة أخرى. وأضاف المذحجى، في تصريحات ل" بوابة العرب"، من لندن، اليوم الأحد: أن حل تركيا لا تختلف كثيرا عن حال إيران، مشيرًا إلى أن رجب طيب سيقوم بزيارة إلى بعض العواصم الخليجية لاكتشاف موقفها من سياسة ترامب الجديدة، لافتًا إلى أن إيران ترى نفسها بين الجزرة الروسية والعصا الأمريكية للابتعاد عن الصين وأوروبا، وأن موقف طهران صعب للغاية في الظروف الراهنة، لأنها اعتمدت لعبة تقسيم الأدوار منذ ثورتها عام 1979 في سياستها الخارجية لاسترضاء القوى العظمى خلف شعارات طهران الدعاية الفارغة. وشدد مدير ميسان، على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ تأسيسها خبّأت استرتيجيتها الواقعية الداعمة للمشروع الغربي في المنطقة ضد العرب تحت الشعارات الفضفاضة المناهضة لما تصفه الاستكبار العالمي ودعم مستضعفي العالم، لكنه وبعد تغيير موازين السياسات الدولية والعلاقات بين القوى العظمى بسبب فشل المشروع الغربي في المنطقة الذي عُرف بالفوضى الخلاقة وخاصة في مصر والعراق، لا تستطع إيران أن تواصل لعبتها القديمة وعليها أن تختار إحدى الجهات الدولية المتصارعة مع بعضها. وأوضح المذحجى، أن تصعيد الصراع بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وواشنطن وبكين من جهة أخرى بسبب فوز دونالد ترامب، وضع نظام الملالي في وضعية صعبة للغاية وخاصة أنه اتفق مع القوى الغربية في الصفقة النووية على أن تكون إيران الراعي الأول للمشروع الغربي في المنطقة بشكل علني وواضح، مشيرًا إلى أن سياسة تقسيم الأدوار بين موسكو وواشنطن لتطويع دور طهران في الإقليم بعيداً عن الصين وأوروبا في ظل سياسة ترامب الشرق الأوسطية. وتابع : أن سياسة ترامب الشرق الأوسطية تعتمد على دور مصر الصاعد بقوة ومعها الأردن والإمارات، ومن المرجع أن تلتحق المملكة العربية السعودية بهذا المحور، ما سيضيق الخناق على ملالي طهران وقم أكثر فأكثر.