أكد وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني عماد نجيب الفاخوري أن أزمة اللجوء السوري في الأردن لم تعد تعني التعامل مع حل سريع وإنقاذ للأرواح فقط بل أنها تتحول إلى مسألة "منعة"، حيث على الحكومات أن تقود وعلى السياسات والإجراءات الوطنية أن تطبق. جاء ذلك خلال استقبال الفاخوري اليوم الأربعاء وزيرة الدولة في وزارة الخارجية النرويجية ماريت روزلاند، حيث بحث معها سبل دعم وتعزيز آفاق التعاون الثنائي بين الجانبين الأردنيوالنرويجي. وتأتي زيارة المسؤولة النرويجية إلى الأردن بهدف متابعة ما تم مناقشته خلال المؤتمر الدولي، الذي عقد في العاصمة الفنلندية هلسنكي الأسبوع الماضي لمناقشة القضايا الإنسانية المتعلقة بسوريا والمنطقة، والاطلاع على أثر أزمة اللجوء السوري في الأردن. وأشار الفاخوري إلى أهمية استدامة زخم العمل ما بعد مؤتمر لندن خلال العام الحالي (2017)، بالإضافة إلى استمرار دعم الأردن وزيادة التمويل، وذلك في ضوء التحديات المتزايدة التي تواجه الأردن، حيث أوضح أنها ليست مشكلة لاجئين فقط، بل هي قضية تطال كافة مناحي الحياة في الأردن. وأوضح أن خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية للفترة (2017 - 2019)، والتي رفعت رسميا إلى المؤتمر الدولي بهلسنكي، والتي أقرت مؤخرا من قبل الحكومة الأردنية والمجتمع الدولي ومنظمات الأممالمتحدة خلال الاجتماع التاسع لإطار دعم الاستجابة للأزمة السورية، ستركز على دعم المجتمعات المستضيفة ودعم الموازنة. وقال الفاخوري "إن الحكومة الأردنية لديها خطة استجابة شاملة ومتكاملة للتعامل مع الأزمة السورية، لافتا إلى أن خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية للأعوام 2017 - 2019، هى دعوة لمزيد من الاستجابة لهذه الاحتياجات المالية منذ بضع سنوات، مؤكدا أن الخطة اعتمدت رسميا كمرجعية وطنية وحيدة لتحديد احتياجات الاستجابة للأزمة السورية. وبين أن حجم التمويل الإجمالي لخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية 2016 - 2018 لعام 2016 قد بلغ حوالي 436ر1 مليار دولار أمريكي أي ما يعادل (05ر54%) من إجمالي الاحتياجات المطلوبة.. داعيا الحكومة النرويجية إلى زيادة الدعم للأردن في ضوء الدور المحوري الذي يلعبه الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني في تعزيز الأمن والسلام والاستقرار الإقليمي والعالمي، وفي محاربة التطرف والإرهاب، وفي حوار الأديان والحضارات، وفي حماية ومساعدة اللاجئين الفارين لواحة الأمن والاستقرار التي تميز الأردن، وفي تحمل مسؤولياته الدولية بتميز، وفي تنفيذ الإصلاح الشامل والمتدرج والنابع من الداخل. وأكد الفاخوري أن الأردن وصل حد الإشباع فيما يخص قدرته على الاستمرار في تحمل أعباء استضافة اللاجئين السوريين، نيابة عن العالم، مشددا على أن استمرار المجتمع الدولي في تنفيذ التزاماته بتقديم الدعم الكافي للمملكة يمكن الأردن من تعزيز منعته وبالتالي الاستمرار بتقديم الخدمات. وأعرب عن شكر الحكومة الأردنية لنظيرتها النرويجية على دعم النرويج للأردن ووقوفها إلى جانب المملكة في مواجهة التحديات الناتجة عن الأزمة السورية، ولكونها إحدى الدول المستضيفة لمؤتمر لندن لدعم سوريا والمنطقة، إلى جانب المملكة المتحدة والكويت وألمانيا والأممالمتحدة، وعلى استمرارها في دعم تنفيذ العقد مع الأردن. ومن جانبها، أكدت روزلاند على أن استمرارية دعم الأردن يعد من ضمن أولويات النرويج، مشددة على استمرار تقديم المساعدات الإنسانية ودعم المجتمعات المستضيفة للاجئين، حيث أفادت بأن الحكومة النرويجية ملتزمة بدعم الأردن ودول الجوار السوري المتأثرة بأزمة اللجوء، معربة عن امتنان حكومتها الشديد لدور الأردن المحوري في استضافة اللاجئين السوريين. جدير بالذكر أن النرويج قدمت مساعدات إلى الأردن في عام 2016 لدعم قطاع التعليم وخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية، وخصصت مبلغا لدعم آلية التمويل الميسر المقدم من البنك الدولي لتخفيض تكاليف الاقتراض.