اتهمت الطرق الصوفية بليبيا، عناصر السلفية المدخلية بهدم أضرحة الصوفية، موضحة أن السلفية أسست لجنة أطلقت عليها «لجنة هدم الأصنام» الهدف الرئيسى منها هدم أضرحة الصوفية فى كل شبر من الأراضى الليبية، حيث تم هدم مئات الأضرحة دون أن يعلم أحد بذلك بسبب تعتيم وسائل الإعلام الليبية التى يسيطر عليها المنتمون للسلفية المدخلية، على تلك الأحداث. وكان آخر الأضرحة التى تم هدمها، منذ يومين، ضريح سيدى «صالح الحاج» أحد أضرحة مشايخ الصوفية الكبار ببنى غازي. وقال الدكتور محمد الشحومي، شيخ الصوفية، رئيس رابطة الأشراف الأدارسة بليبيا، فى تصريحات صحفية ل«البوابة»، إن هناك حربا ضروس تُشن على الصوفية من قبل الإخوان والسلفية و«داعش» بليبيا، حيث إن السلفية المدخلية هدموا كل الزوايا الصوفية وقبور الأولياء والصالحين، ففى مدينة الخمس شرق العاصمة الليبية طرابلس عام 2016 اعتداوا على ضريح وزاوية ومسجد الشيخ بن جحا وسط المدينة والتى يتجاوز عمرها 400 عام، ومقام وزاوية الشيخ عز الدين الفيتورى بساحل المدينة. وأضاف الشحومي: «طالت أياديهم المارقة أضرحة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بزويلة ودرنة شرقا والتى يعود تاريخها إلى فترة الفتوحات الإسلامية، وضريح وزاوية ومسجد الحضيرى بسبها جنوبا وتفجير ضريح حلاق الرسول الكريم الصحابى المنيذر الإفريقى بطرابلس غربا». وأضاف أنه تم هدم مسجد الشيخ المجاهد عبدالله الشعاب بشط طرابلس فى وضح النهار وبحماية من سلطات الدولة، التى تمكن المتطرفون من السيطرة على مفاصلها لينهار صرح المسجد والزاوية الموجودة به، والذى يعود تاريخ تأسيسهما إلى أكثر من 1200 عام. من جانبه، قال الشيخ محمد الطرابلسي، عضو الصوفية بليبيا، فى تصريحات ل«البوابة»، إنه تم تفجير مسجد وزاوية ومقام الشيخ محمد الأندلسى بمدينة تأجوراء والذى يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 870 هجريا، موضحا أنه فى 23 أغسطس 2013 تم هدم قبة ومقام الشيخ المتوفى، وإضرام النار بمكتبة الجامعة الأسمرية والتى تعتبر من أكبر الجامعات فى ليبيا وشمال إفريقيا، حيث حوت على نفائس الكتب والمراجع التى يعود لها الباحثون والدارسون عند الحاجة، كما تم سكب الجير الأبيض فى بئر الجامعة والمعروف ببئر الشيخ الصوفى فى محاولة لتسميم الأتباع والمريدين الذين يذهبون للشراب منه. وأوضح «الطرابلسي» أنه تم استهداف الزوايا الأسمرية الصوفية بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والتى أدت إلى حدوث دمار كبير داخل ملحقاتها، وقتل فى ذلك اليوم أكثر من 18 شابا من خيرة شباب زليتن، لافتا إلى أنه تم الاعتداء على أكثر من 3650 موقعا بين زاوية وضريح ومسجد بعموم المدن الليبية فى الفترة من 2012 وحتى 2016، إضافة إلى تعرض مشايخ التصوف للتهديد والقتل والتشريد والسجن.