قال الرئيس الأمريكي "دونالد ترمب": إن الإيهام بالغرق الذي كان متبعا أيام الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش وحظر بعد ذلك "أمر فعال بشكل قاطع". وأضاف خلال مقابلة أمس، الأربعاء، مع شبكة "أي بي سي نيوز": "سوف أعتمد على (مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك) بومبيو و(وزير الدفاع جيمس) ماتيس ومجموعتي، وإذا لم يرغبا في التنفيذ فهذا أمر لا بأس به، أما إذا كانا يرغبان في التنفيذ فسأسعى نحو تلك للغاية". وتابع: "أرغب في فعل كل شيء ضمن حدود ما هو مسموح به قانونا.. لكن هل تشعرون أن ذلك سيكون مجديا؟ بالتأكيد أشعر أنه يجدي". من جانبه، نفي البيت الأبيض إعداد مسودة أمر تدعو إلى إعادة العمل ببرنامج لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية لاستجواب المشتبه بكونهم إرهابيين في سجون سرية بالخارج. وصرح، شون سبايسر، المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين، أمس الأربعاء، بأن "هذه ليست وثيقة من البيت الأبيض.. ليست لدي فكرة من أين أتت". وقالت صحيفة واشنطن بوست: إن الرئيس الأمريكي ترامب قد يجيز لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أي) إعادة فتح سجون في الخارج، في إطار برنامج استجواب المشتبه في تورطهم بأنشطة إرهابية. ووفقا لمسودة الأمر التنفيذي المعنونة ب"احتجاز واستجواب المحاربين الأعداء" التي نشرتها الصحيفة، فإن منشأة الاحتجاز في القاعدة البحرية الأمريكية بخليج جوانتانامو في كوبا، ستبقى مفتوحة أيضا. وقال مسئولان أمريكيان: إن من المتوقع أن يأمر ترمب بإجراء مراجعة قد تؤدي إلى إعادة برنامج وكالة المخابرات المركزية لاحتجاز الأشخاص المشتبه بكونهم إرهابيين في سجون سرية بالخارج، حيث كثيرا ما تعرضت أساليب الاستجواب للإدانة بسبب استخدام التعذيب. وقال المسئولان: إن من المتوقع أن يوقع ترامب الأمر التنفيذي في الأيام القليلة المقبلة. وانتقد السيناتور جون ماكين -وهو أسير حرب سابق وكان من أشد المعارضين لاستخدام التعذيب- إدارة الرئيس ترامب، مشددا على أن الولاياتالمتحدة لن تمارس التعذيب. وقال ماكين: "الرئيس يمكن أن يوقع أي أوامر تنفيذية تروق له، ولكن القانون هو القانون. لن نعيد التعذيب إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية". وفي 2006، اعترف الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، بوجود سجون سرية تابعة للاستخبارات الأمريكية في دول عديدة حول العالم، مورست فيها أعمال الاعتقال السري والتحقيق. في 2015، أقر الكونجرس قانونا اقترحه السيناتور الجمهوري جون ماكين يقضي بحظر التعذيب، ولا يمكن لأي مرسوم أن يغير هذا القانون. وقال ماكين في بيان: "يستطيع الرئيس توقيع ما يشاء من المراسيم، لكن القانون هو القانون. لن نعيد التعذيب إلى الولاياتالمتحدة". وذكر أيضا أن المدير الجديد ل"سي آي إيه" مايك بومبيو التزم بأن يلجأ عناصره فقط إلى أساليب الاستجواب التي تنص عليها تعليمات الجيش، ومثله وزير الدفاع الجديد الجنرال السابق جيمس ماتيس. ورغم إغلاق تلك المعتقلات فإن التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية لعام 2015 أكد أنه لم يخضع أي من المسئولين الأمريكيين للمحاسبة، ولم يقدم أي جبر للضرر لضحايا الجرائم المشمولة بالقانون الدولي التي ارتكبت في سياق برنامج الاعتقال السري لوكالة الاستخبارات المركزية.