بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ رسالة تهنئة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هنأه فيها على توليه منصبه رسميًا. وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشان يينغ - تعليقًا على تعهدات ترامب في خطاب تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة بأنه سيتبع سياسة "أمريكا أولاً" - أن هذا الخطاب يتمحور أساسًا حول سياساته الداخلية، ولهذا فإن الشعب الأمريكي هو من له حق التعليق عليه. وأضافت أن الصين حريصة على بناء مجتمع ذو مصير مشترك للبشرية كلها لأنها تدرك تمامًا أنها تعيش في عالم تسوده العولمة حيث أصبح الترابط بين الدول أكثر قوة والمصالح المشتركة أكثر تشابكًا، وحيث لا يمكن لأحد أن يقف وحيدًا بمعزل عن الآخرين. وأكدت حرص بلادها على الوقوف مع جميع الأطراف في المجتمع الدولي في السراء والضراء، والإسهام بنصيبها في حل المشاكل التي يواجهها العالم وتعزيز العمل الدولي المشترك سعيًا وراء تحقيق التنمية والرخاء للجميع. وردًا على سؤال عن تعامل الصين مع سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة، قالت هوا، إن الصين سوف تحافظ على سياساتها الداخلية والخارجية وفقًا لما يتماشى مع واقعها الوطني وبما يحقق مصالحها ولا يضر بها. وفيما يتعلق بقضية العلاقات التجارية بين الصينوالولاياتالمتحدة، حذرت هوا، من أن أي حروب تجارية أو مواجهات بين البلدين لن يكون فيها طرف فائز وإنما سيكون الجميع فيها خاسرًا. وأكدت أنه يتعين على الصينوالولاياتالمتحدة العمل معًا لتوسيع مجالات التجارة وخلق فرص متكافئة للتعاون التجاري والاقتصادي على أساس من الاحترام والمساواة والمنفعة المتبادلة، والتعامل بشكل ملائم مع الخلافات التجارية والحفاظ على النمو المستدام والصحي والمستقر للعلاقات التجارية الثنائية. واستطردت هوا إنه من المعروف أن التجارة البينية بين الصينوالولاياتالمتحدة بدأت من الصفر منذ أكثر من 40 عاما مضت وظلت تنمو وتزداد قوة وترابطا منذ ذلك الحين واستشهدت بتقرير أصدره مجلس الأعمال الأمريكي الصيني مؤخرا كشف فيه أن التعاون في مجالات التجارة والاستثمار بين الصينوالولاياتالمتحدة في عام 2015 خلق 2.6 مليون فرصة عمل بداخل الولاياتالمتحدة وساهم في نمو الاقتصاد الأمريكي بما قيمته 216 مليار دولار أمريكي أي بما يمثل نحو 1.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي. ونوهت برأي المجلس الذى دعا الإدارة الأمريكية الجديدة إلى تعزيز العلاقات التجارية مع الصين لأنه يعتقد انه وبجانب ما خلقه التعاون المشترك من فرص عمل بالنسبة للأمريكيين، فإن هذا التعاون كان له أيضا تأثيرًا واضحًا على تحسين مستوى معيشة الشعب الأمريكي وتأمين ميزة افضل للولايات المتحدة في السلسلة الصناعية العالمية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية إن التاريخ أثبت أن سلامة واستقرار العلاقات الصينيةالأمريكية يصب في مصلحة التنمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم بأسره وانه على الرغم من بعض الخلافات بين الجانبين فإنه تربطهما الكثير من المصالح المشتركة الهامة في شتى المجالات، ولهذا فإنه يتعين على الجانبين احترام المصالح الجوهرية لكل منهما وإدارة خلافاتهما بطريقة بناءة حتى لا تؤثر على مجمل العلاقات بينهما. وتعهدت بأن تعمل بكين مع الإدارة الأمريكية الجديدة لضمان النمو السليم والمطرد للعلاقات الثنائية تماشيا مع مبدأ عدم الصراع وعدم المواجهة والاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين. وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية مثل قضيتي تايوان وبحر الصين الجنوبي، قالت هوا إن الجميع يعلم أن الصين تتخذ موقفا حازما بشأن القضايا المتعلقة بسيادتها وسلامة أراضيها، معربة عن آملها في تحترم واشنطن هذا الأمر وتلتزم بإدارة أي خلافات بطريقة بناءة لتجنب الإضرار بالعلاقات الثنائية الشاملة. وحول مسألة تايوان، أكدت هوا على أن مبدأ "صين واحدة" هو الأساس السياسي للعلاقات بين الصينوالولاياتالمتحدة، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة لديها التزام باحترام التعهدات التي قطعتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة بالتمسك بهذا المبدأ وبحصر علاقاتها مع تايوان في التعاملات غير الرسمية. وعن قضية تغير المناخ، وموقف ترامب المثير للجدل حيالها، قالت المتحدثة الصينية إن هذه القضية تشكل تحديا للبشرية جمعاء، مؤكدة حرص الصين على الحوار والتعاون مع جميع الأطراف بما في ذلك الإدارة الأمريكية الجديدة. ووصفت المتحدثة الصينية اتفاقية باريس للمناخ بأنها تمثل علامة فارقة بالنسبة للتعاون على المستوى الدولي تجاه التحديات البيئية خاصة مع وجود إجماع عالمي نحو التعامل مع تلك القضية من خلال الالتزام بمسار التنمية الخضراء منخفضة الكربون. وحثت جميع الدول على اغتنام الفرصة المتاحة واتخاذ الإجراءات الفعالة وبذل جهود مشتركة لتنفيذ الاتفاقية لخلق مستقبل مشرق للأجيال القادمة، وأكدت أن الصين ستمضى قدما في سياساتها الداخلية بشأن تغير المناخ، كما ستستمر في المساهمة في الجهود متعددة الأطراف لتشجيع التعاون الدولي في هذا الصدد.