أكدت لجنة الشئون العربية بمجلس النواب برئاسة اللواء سعد الجمال، أن الاستعمار الاستيطانى الذى انزاح كابوسه عن العالم منذ منتصف القرن الماضى وبات من صفحات التاريخ المظلم للانسانية لا يزال قائمًا وملموسًا ومكرسًا فى الوطن الفلسطينى السليب. وقال الجمال خلال اجتماع اللجنة اليوم الاحد: ستظل القضية الفلسطنية وحقوق الشعب الفلسطينى ورغم كل متغيرات السياسة الدولية والاقليمية العربية هى قضية العرب المحورية وقضية العالم الاسلامى بل وقضية العالم الحر كله. وأضاف: أن الجهود الدولية والمستمرة التى بذلتها وتبذلها مصر خلال الفترة الماضية سياسيًا ودبلوماسيًا لمحاولة تحريك الركود الذى اصاب المفاوضات واطروحات حل الدولتين والعودة لحدود 1967 وإعلان الدولة الفلسطنية وعاصمتها القدسالشرقية وفقًا لكل المرجعيات فى هذا الشأن وأهمها المبادرة العربية الصادرة عام 2002، والقرارات الاممية 242، 338 وغيرها ويأتى المؤتمر الدولى الأخير بباريس ثمرة للمبادرة الفرنسية المعلن عنها سنة 2015 لمحاولة التوصل إلى إتفاق عادل وشامل للقضية الفلسطينية. وأكد الجمال أن اجتماع اللجنة أسفر عن العديد من النقاط لعل أهمها: - إن الامتناع الإسرائيلى عن حضور المؤتمر يمثل حلقة خطيرة وجديدة تمثل الإستهانة وعدم المبالاة بالمجتمع الدولى ومحاولة إفشال كل الجُهود الرامية لحل الأزمة. -إن الإحجام الإسرائيلى عن حضور المؤتمر استمرار لسياسة العنصرية وتحدي العالم من جراء رفض قرارات اليونسكو المتعلقة بالقدس الشريف تارة ورفض قرار مجلس الأمن 2334 الذي يدين الإاستيطان والانحياز الأمريكي السافر لإسرائيل واستمرار دعمها السياسى والعسكري والاقتصادي هو محور رئيسى لا يمكن إغفاله في المواقف الإسرائيلية المتعنته. - إن السياسة البريطانية التى مازالت تعيش حلم الامبراطورية الاستعمارية الاستيطانية الزائلة برفضها للبيان الختامي للمؤتمر أو التوقيع عليه وقبل ذلك انتقاد قرار مجلس الأمن ضد الاستيطان يكشف عن الفكر البريطانى العقيم المستمر منذ وعد بلفور 1917 - إن كلمة مصر أمام مؤتمر باريس التى ألقاها السيد: سامح شكري وزير الخارجية لتعبر عن رأي ورؤية مصر لسبل الحل النهائي للقضية الفلسطينة وفقًا لكل المرجعيات العربية والرؤية وكذا الجهود التى بذلتها وتبذلها مصر على كل المسارات ومع كل الاطراف إنما تعبر بوضوح وثقة على مدى المسئولية التى تتحملها مصر تجاه هذه القضية وحرصها الجاد على وضع خارطة طريق حقيقية للحل العادل والشامل. - إن البيان الختامي للمؤتمر بتأكيده على دعم حل الدولتين تفاوضيًا وعلى الحق الفلسطيني بالدولة والسيادة واعتبار المبادرة العربية إطارًا لحل الصراع مع ضرورة الامتناع عن أية خطوات أحادية تقوض نتائج المفاوضات بما فيها القدس واللاجئين والحدود والأمن مع تبني قرار مجلس الأمن 2334 بإدانة الاستيطان، هذا البيان يعتبر بارقة أمل لتحريك عملية السلام فيما لو التزم بها المشاركون وألزمت إسرائيل بنتائجه. وأوصت اللجنة في ختام اجتماعها عدد من التوصيات أهمها: - تثمن اللجنة عاليًا البيان المصرى ومشاركة الخارجية المصرية فى المؤتمر وتحديد لأهم نقاط الصراع والخلاف وسبل حلها. - كما ترحب بالبيان الختامى لمؤتمر السلام الدولى بباريس بما تضمنه من تأكيدات على حقوق الشعب الفلسطينى وإحياء حل الدولتين وإدانة الاستيطان والدعوة للمساهمة الأوروبية فى دعم السلطة الفلسطينية اقتصاديًا ولوجيستيًا. - لا بد أن يدرك العالم كله شرقه وغربه بأن بقاء القضية الفلسطينية دون حل سيمثل سببًا جوهريًا في اضطرابات المنطقة ووقودًا للإرهاب الذي يطال الجميع. - أهمية التزام الجانبين فى هذه المرحلة بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. - سرعة وضرورة معالجة الوضع الانسانى والأمنى الخطير فى قطاع غزة وتفعيل وعود الاعمار التى صدرت فى مؤتمر شرم الشيخ لإعمار غزة. - إن هذا المؤتمر وإن كان يمثل تضامنًا دوليًا ودعمًا لحقوق الشعب الفلسطينى إلا أنه ليس نهاية المطاف ولا بد من استمرار الدعوات الدولية للضغط على إسرائيل وبحث آليات توقيع عقوبات عليها نظير الامتناع عن تنفيذ القرارات الأممية. - مازلنا نناشد الأطراف الفلسطينية بكل أطيافها وفصائلها أن تسارع بالمصالحة والتوحد وإعلاء المصالح العليا للوطن والقضية والشعب الفلسطيني فوق كل شيء لأنهم في النهاية هم الذين سيتفاوضون باسم فلسطين لانتزاع حقوقها.