في ضوء الدور الوطني الذي تلعبه وزارة الأوقاف وتعاونها المستمر مع مؤسسات الدولة، ألقى وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة اليوم الثلاثاء محاضرة بمصلحة الأمن العام تحت عنوان "مفهوم رسالة الأمن وقيمة الشهادة"، ضمن فعاليات دورة ضباط البحث الجنائي، بحضور اللواء السيد جاد الحق مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام ولفيف من قيادات القطاع. وأشاد وزير الأوقاف بالمنهج الذي تسلكه وزارة الداخلية في اللقاءات الفكرية والحوار الدائم والمستمر مع الضباط والأفراد حول الفهم الصحيح المستنير للدين، مشيرًا إلى أن الأمن احتل مكانة كبيرة في الفكر الإسلامي والفكر العام، فالنبي قدَّم الأمن على أي نعمة أخرى فقال: "من أصبح آمنًا في سريه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا"، فالإنسان قد يتعايش مع الفقر، أو يتعايش مع المرض، لكنه لا يمكن بحال أن يعيش بلا أمن. وأوضح "جمعة" أن "مسألة الأمن ليست ترفًا أو نافلة، فلا اقتصاد بلا أمن، ولا استثمار بلا أمن، ولا تنمية حقيقية بلا أمن"، مشيرًا إلى أن سيدنا إبراهيم -عليه السلام- دعا ربه أن يمنحه الأمن لبناء وطن واستمراره ورقيه، فقال تعالى في سورة البقرة: «وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنًا»، وقوله تعالي أيضًا في سورة إبراهيم: «رب اجعل هذا البلد آمنًا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام» ففي كل الأحوال كان الأمن أساسًا قبل نشأة الوطن وتحقيقًا لاستقراره بعد تكوينه. وأكد وزير الأوقاف أن الدفاع عن الأوطان يعد من أعظم أنواع الشهادة في سبيل الله عز وجل، مستشهدًا بقول النبي حينما سأله رجل فَقَالَ: "يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: لا تعطه مالك، قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: قالته، قال أرأيت إن قتلني؟ قال: فأنت شهيد، قال أرأيت إن قتلته؟ قال: هو في النار"، لذا كانت مشروعية الدفاع عن النفس والأرض والعرض دون تجاوز أو إسراف أو غلو، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وأن مراحل تكوين الدول هي المراحل الانتقالية، وهي بالغة الدقة تحتاج إلى نوع من الحسم والجدية ومزيد من التضحية والعطاء. كما أوصى وزير الأوقاف بتحويل الدور الوظيفي إلى رسالة سامية إذا صدقت النية في خدمة الوطن، لافتًا إلى أنه "ينبغي أن نضع نصب أعيننا جميعًا أنه لن تموت نفس حتى تستوفي أجلها ورزقها".