سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"السراج" في القاهرة للبحث عن مخرج جديد للأزمة الليبية.. ومحلل سياسي: مصر تسعى لحل لما فشلت فيه الأمم المتحدة.. "المجلس الرئاسي" تتساقط أوراقه.. والزيارة محاولة لإعادة الروح للاتفاق السياسي
تمر ليبيا بمرحلة حرجة فى ظل تراكم الخلافات بين الفرقاء السياسيين بعد أن فشلت الجهود الدولية المبذولة من قبل الأممالمتحدة عبر 4 مبعوثين دوليين إلى ليبيا من عبد الإله الخطيب مرورا بطارق مترى ثم برناردينو ليون وأخيرا مارتن كوبلر، وقد تمخضت مجهوداتهم عبر 6 سنوات عن اتفاق الصخيرات وإنشاء المجلس الرئاسى الليبى لحكومة الوفاق والذى فشل فى تحقيق تطلعات الشعب الليبى إلى الأمن والاستقرار واستعادة الدولة الليبية بكامل مؤسساتها. فقد هيمنت الخلافات الجهوية على المجلس الرئاسى الليبى ذي الرءوس التسع، ومؤخرا قام إبراهيم الكونى نائب فايز السراج بتقديم استقالته ثم توسع الخلاف إلى قيام النائب فتحى المجبرى باقتحام مكتب السراج بالقوة والتشابك بالأيدي بين أمنه الخاص ومكتب فايز السراج ولوح النائبان على القطرانى وعمر الأسود بتقديم استقالتيهما من الرئاسى الليبي. وكثفت القاهرة من مساعيها السياسية والدبلوماسية من أجل الحفاظ على اتفاق الصخيرات من السقوط وتواصلت مع كافة أطراف الصراع الليبى لخلق إطار توافقى جديد يسمح بتسوية سياسية شاملة للأزمة الليبية ترضى الأطراف كافة وتحقق الأمن والاستقرار فى بلد أصبحت الفوضى فيه حافزا لنمو الجماعات الإرهابية على مختلف مشاربها فى دولة تربطها حدود مشتركة مع مصر تقارب ال1150 كلم. وشهدت القاهرة عدة اجتماعات بين ممثلين عن كل أطياف الشعب الليبى من الموالين للسلطة الشرعية والممثلة فى مجلس النواب والمؤسسات المنبثقة عنه وممثلين عن المجلس الرئاسى ومجلس الدولة، ولاقت جهود القاهرة ترحيبا دوليا، وقد أكد السيد مارتن كوبلر أهمية الدور المصرى لا سيما فى إطار التنسيق الذى تجريه مصر مع دول الجوار الليبى، خاصة تونس والجزائر والسودان من أجل حل عادل للازمة. ووصل إلى القاهرة اليوم الأربعاء فايز السراج رئيس المجلس الرئاسى الليبى، وذلك فى إطار المساعى السلمية التى تبذلها مصر من أجل الوصول إلى إطار سياسى ملائم، يرضى كافة الأطراف لإيجاد تسوية شاملة للأزمة. وفى تصريح خاص ل"البوابة": أكد الدكتور محمد أبو راس الشريف المحلل السياسى الليبي: أن زيارة السراج للقاهرة تأتى فى إطار الجهود التى تبذلها من أجل إنهاء المشكل الليبى، لا سيما أن القاهرة تكثف من مجهوداتها السياسية والدبلوماسية هذه الأيام من أجل الوصول إلى صيغة توافقية ترضى كافة الأطراف الليبية بالشكل الذى يحقق وحدة ليبيا ويلبى تطلعات الشارع الليبى إلى الأمن والاستقرار وبناء دولته بكامل مؤسساتها، خاصة بعد فشل الأممالمتحدة فى الوصول إلى وفاق وطنى عبر مبعوثها الخاص إلى ليبيا مارتن كوبلر. أضاف أن المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق تتساقط أوراقه بعد استقالة إبراهيم الكونى ثم المشاجرة التى وقعت بين السراج ونائبه فتحى المجبرى وصولا إلى تلويح باقى أعضاء المجلس الرئاسى بالاستقالة مثل على القطرانى وعمر الأسود، فالمجلس الرئاسى الليبى أصبح بلا أجنحة توافقية ومن ثم فهو بحاجة إلى عملية إنعاش عبر تجديد دماء الاتفاق السياسى المبرم فى الصخيرات المغربية، وهو ما تسعى مصر ودول الجوار تونس والجزائر إلى تحقيقه من خلال تقليص أعضاء الرئاسى الليبى وبناء حكومة مستقلة وإلغاء المادة الثامنة والمتعلقة بالترتيبات الأمنية. وأشار الشريف إلى الوجود العسكرى فى ليبيا وانعكاساته على الأزمة الليبية لا سيما بعد إفصاح روما عن نيتها إنشاء ملاجئ للمهاجرين غير الشرعيين على سواحل ليبيا بالاتفاق مع حكومة الوفاق عقب زيارة وزير الداخلية الإيطالي إلى طرابلس يوم الثلاثاء، كما اقتراب بوارج حربية إيطالية من السواحل الليبية بعد يوم واحد من إعلان وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي، أن هناك ضرورة ملحة لتفعيل المرحلة الثانية من عملية "صوفيا" البحرية الأوروبية وسط البحر المتوسط والمتمثلة فى العمل هذه المرة داخل المياه الإقليمية الليبية وهو الأمر الذى أدانته بشدة الحكومة الليبية المؤقتة، كما حكومة الإنقاذ كونه يعيد إلى الأذهان مجددا حقبة الاستعمار الإيطالي لليبيا.