أسئلة "النقل" على "تليجرام" بعد فتح اللجان فصل 4 طلاب ومعلم فى الجيزة .. وغرامة 200 ألف جنيه للمخالفين    رئيس النيابة الإدارية يُكرم أسماء أعضاء الهيئة الراحلين بسوهاج    أسعار العملات العربية في ختام تعاملات اليوم الإثنين 13 مايو 2024    غدًا.. إطلاق منظومة التقاضي الإلكتروني فى محاكم مجلس الدولة    «فخ مميت»..عائلات الجنود الإسرائيليين تطالب بسحب القوات من رفح الفلسطينية    حسام حسن: بندعي كل يوم نلاقي لاعب في الدوري ينفع للمنتخب    العثور على 3 غرقى في نهر النيل بقنا    السحر والشعوذة.. مرافعة نارية للنيابة بقضية مقتل مواطن علي يد عامل بشبرا الخيمة    إجازات يونيو 2024 الرسمية في مصر: 15 يوم عطلة تنتظر الموظفين الشهر المقبل    المؤبد لسائق قتل زميله بعد مشاجرة بينها في شبرا الخيمة بالقليبوبية    شيرين عبد الوهاب في نزاع جديد مع روتانا.. ومصير مجهول لموعد طرح أعمالها القادمة    السيسي يرد على منتقدي كثرة الإنفاق: «زنقت نفسي والبلد عشان أعمل دولة» (فيديو)    العرض العالمي الأول للفيلم القصير سن الغزال لسيف هماش بمهرجان كان السينمائي الدولي    رئيس جامعة سوهاج يوجه بمتابعة يومية للمرضى بمستشفى الطوارئ    محافظ بورسعيد يبحث مع رئيس «تعمير سيناء» آخر مستجدات مشروعات التعاون المشتركة    وزير التعليم يحضر مناقشة رسالة دكتوراه لمدير مدرسة في جنوب سيناء لتعميم المدارس التكنولوجية    خطتان.. مصراوي يكشف أسماء الثلاثي فوق السن المنضمين للمنتخب الأولمبي في أولمبياد باريس    سيارات بايك الصينية تعود إلى مصر عبر بوابة وكيل جديد    حجز إعادة محاكمة المتهم بتزوير أوراق لتسفير عناصر الإرهاب للخارج للحكم    سفير واشنطن لدى إسرائيل ينفي تغير العلاقة بين الجانبين    "قنديل" يستقبل وفدا من إيبارشية حلوان والمعصرة وتوابعهما    انطلاق فعاليات المُلتقى التوظيفي الأول بجامعة طيبة التكنولوجية    المفتي للحجاج: ادعو لمصر وأولياء أمر البلاد ليعم الخير    برلماني: السياسات المالية والضريبية تُسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية    مدير التأمين الصحي بالشرقية يعقد اجتماعا لمكافحة العدوى    لماذا سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم؟.. الأزهر للفتوى يوضح    حكم كيني لمباراة مصر وبوركينا فاسو وسوداني لمواجهة غينيا بيساو    «التعليم» تنبه على الطلاب المصريين في الخارج بسرعة تحميل ملفات التقييم    وزيرة التضامن تشارك في أعمال المنتدى الدولي لريادة الأعمال ومبادرة العيش باستقلالية بالبحرين    موجة احتجاجات تعصف بوزراء الاحتلال في ذكرى «اليوم الوطني لضحايا معارك إسرائيل» (تفاصيل)    قمة مرتقبة بين رئيس كوريا الجنوبية ورئيس وزراء كمبوديا لبحث التعاون المشترك    تنطلق السبت المقبل.. قصر ثقافة قنا يشهد 16 عرضا مسرحيا لمحافظات الصعيد    إطلاق مشروع تطوير "عواصم المحافظات" لتوفير وحدات سكنية حضرية بالتقسيط ودون فوائد    وزير الرى: احتياجات مصر المائية تبلغ 114 مليار متر مكعب سنويا    مناظرة بين إسلام بحيري وعبد الله رشدي يديرها عمرو أديب.. قريبا    ما حكم عدم الوفاء بالنذر؟.. الإفتاء توضح    رئيس جامعة قناة السويس يتفقد كلية طب الأسنان (صور)    هل ويست هام قادر على إيقاف مانشستر سيتي؟ رد ساخر من ديفيد مويس    الرئيس السيسي يوجه بتعديل اسم محطة "الحمام" لتحلية المياه    خلال 12 يوم عرض بالسينمات.. فيلم السرب يتجاوز ال24 مليون جنيه    توقعات برج العقرب من يوم 13 إلى 18 مايو 2024: أرباح مالية غير متوقعة    وزير الثقافة الفلسطيني السابق: موشي ديان هو أكبر سارق آثار في التاريخ    تشمل 13 وزيرًا.. تعرف على تشكيل الحكومة الجديدة في الكويت    بدءا من 10 يونيو.. السكة الحديد تشغل قطارات إضافية استعدادا لعيد الأضحى    التحليل الفني لمؤشرات البورصة المصرية اليوم الاثنين 13 مايو 2024    ختام ناجح لبطولة كأس مصر فرق للشطرنج بعدد قياسي من المشاركين    رخصة قيادة وجرح كشفا احتيال لاعب برشلونة السابق رفقة توأمه على دينامو بوخارست    جامعة طيبة التكنولوجية تنظم المُلتقى التوظيفي الأول بمشاركة 50 شركة ومؤسسة صناعية    شعبة الأدوية توجه نداء عاجلا لمجلس الوزراء: نقص غير مسبوق في الأدوية وزيادة المهربة    إنشاء مراكز تميز لأمراض القلب والأورام ومكتبة قومية للأمراض    رئيس الغرفة التجارية: سوق ليبيا واعد ونسعى لتسهيل حركة الاستثمار    تداول 15 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة و806 شاحنات بموانئ البحر الأحمر    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع سد «جوليوس نيريري» الكهرومائية بتنزانيا    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية في ديرمواس ضمن «حياة كريمة»    فضل الأشهر الحرم في الإسلام: مواسم العبادة والتقرب إلى الله    أرتيتا يثني على لاعبي أرسنال    الأقصر تتسلم شارة وعلم عاصمة الثقافة الرياضية العربية للعام 2024    "أوتشا": مقتل 27 مدنيًا وإصابة 130 في إقليم دارفور بغربي السودان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"حافة الكوثر".. خدعة التخييل بما يشبه السيرة الذاتية
نشر في البوابة يوم 07 - 01 - 2017

الأشكال التعبيرية متعددة كما هى الأجناس الأدبية، وهذا التعدد لا يلغى أواصر القربى بينها، غير أن كل شكل تعبيرى يفسح أمام المبدع متنفسات يجد فيها وعبرها ما لا يجده فى غيرها وإن كان من الأمور الشائعة نسبيا أن يكتب كاتب القصة القصيرة رواية أو أن يكتب الروائى قصة قصيرة، لكن الأمر غير الشائع أن يكتب المبدع الشاعر، الذى رسخ وجوده الإبداعى شاعرا، رواية من حين إلى آخر أو يزاوج فى إبداعه بشكل مستمر بين الشعر والرواية، كما هو فى حالة الكاتب الشاعر «على عطا».
«عطا» تمكن من أدواته الفنية شاعرا وروائيا متمكنا من حدود الفنين، ويمكن أن يجد الناقد نفسه أمام ذلك، بصدد موضوع جديد يطلق عليه (شعراء يقتحمون حدود الرواية).
ففى أولى تجاربه الروائية «حافة الكوثر»، الصادرة حديثا عن الدار المصرية اللبنانية للنشر، يخوض «عطا» كتابة الرواية بحس شاعري، وليس القصد هنا شعرية اللغة بقدر ما هو التكثيف الشديد والأفكار شديدة التركيز فيما يمكن أن نطلق عليه «عبارات برقية»، فعبر سرد يشبه إلى حد كبير تيار تدفق الوعي نلج عالم «حسين» نزيل «مصحة الكوثر» النفسية.
رغم أن الجميع يحملون بين جنباتهم أمراضا نفسية شتى، فإن القليلين فقط من لا تتحمل طبيعتهم الرهيفة قبح الواقع والعالم المعيشى من حولهم، لا يجدون الطاقة لتحمل تلك التحولات المجتمعية التى تحيطهم.
الضغوط التى طاردت حسين سواء من زواج لا يحتمله، ويبدو من بين السطور أنه زواج تقليدي، بيت وأسرة وأبناء، فكان أن هرب «حسين» إلى واحة «سلمى السكري» زميلة العمل، أو بمعنى أدق من تفهمت الفنان المرهف بداخله، فكان أن طاردته هى الأخرى بمطلب الزواج لقطع ألسنة السوء.
كان من الطبيعى بعد كل هذا أن يجد «حسين» نفسه نزيل مصحة الكوثر التى دخلها من قبل 3 مرات، وفى كل مرة يوصى الطبيب بأدوية لا غنى عنها، إلا أن الشفاء والخلاص الحقيقى كان من خلال الكتابة حيث ترتيب العالم الداخلي.
هناك دور كبير لتلك الشخصية التى لم نعرفها إلا من خلال ردودها على «حسين»، إنه «الطاهر يعقوب» مصدر النور وطاقة الإيجابية التى تدفع «حسين» للتغلب على اكتئابه ومخاوفه النفسية.
لم تكن فقط هواجس الراوى العليم وحده ما بين زمنين، أولهما زمن المنصورة فى الطفولة والصبا، بكل براءته وتلك الأيام النقية، بعيدا عن الهموم، وإن لم تخل تماما من الشجن، فما زال حسين يحمل بقلبه ندبة عن الخال الذى قتله الأعداء وصديقه عبد العزيز السعيد الذى فقد اتزانه النفسى تحت وطأة التعذيب فى الأسر.
أما الزمن الثاني، فهو زمن القاهرة التى شاخت وتشوهت وتحولت طرزها المعمارية الحضارية إلى علب أسمنتية، وما تحمله من قماءة ورداءة فتضغط على ساكنيها، حتى يقعوا فريسة الاكتئاب والأمراض النفسية وحتى بعد أن يبتعدوا يطاردهم القبح داخل المصحات، فنجد «أبو كامل» الذى يرى أن الأرض أرض الله ما دام قد وضع يده عليها، فيخطط للاستيلاء على الفيلا المقامة عليها مصحة الكوثر ليحولها إلى برج سكنى أو إداري، ولمَ لا ما دام ليس هناك من يردعه أو يحاسبه، فلو كان أحد قد حاسب ورثة «حسين صدقي» الممثل المعروف على وصيته تلك التى تركها لأولاده بحرق الأفلام التى شارك فيها إنتاجا وتمثيلا لكان حاسب من تسبب فى نشر العشوائية والقبح.
حتى عندما قامت ثورة 25 يناير، اهتمت النخبة فقط بمصالحها الضيقة، خاصة من الشريحة الوسطى فى المجتمع، وقد جاء مشهد مرور المتظاهرين أمام الجريدة التى يعمل فيها «حسين» شديد الدلالة على ذلك: «لم ينضم أى منا إلى أولئك الذين كانوا يخاطبوننا مباشرة: يا أهالينا انضموا لينا، وسرت بيننا همهمات حول ضرورة أن يبادر كل من له سيارة فى الشارع إلى إدخالها فى جراج العمارة حتى لا تتحطم أثناء اشتباكات متوقعة، والأفضل أن يغادر بها إلى بيته فورا إذا لم تكن هناك حاجة ملحة لبقائه فى الجريدة».
«على حافة الكوثر» بداية قوية تنبئ بمولد روائى من خلفية شعرية ملم بأدواته الفنية، خاصة عنصر التتخييل، بشدة حبكته التى قد تضلل المتلقى فيحسب أنها وقائع حقيقية أو ما يشبه السيرة الذاتية، نظرا لوجود بعض الشخصيات التى تشبه مثيلتها الحقيقية، ومنها شخصية (سميح جرجس) الذى نلمح فيه صورة الروائى الكبير رؤوف مسعد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.