روديارد كبلنج، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب سنة 1907، والذي تحل ذكرى ميلاده في مثل هذا اليوم 30 ديسمبر من عام 1865 بمدينة مومباي، بالهند، لم تقتصر كتاباته على قصص الأطفال والرواية وإنما برع في كتابة الشعر، وفي ذكرى ميلاده ننشر قصيدته "لو". لو نجحت في الحفاظ على عقلك فيما كل من حولك يفقدون عقولهم، ويلومونك على ذلك. لو وثقت بنفسك حين يشك بك الجميع واختلقتَ، رغم هذا، أعذارًا لشكوكهم. لو استطعت الانتظار، ولم تسأمه لو كذبوا عليك، ولم تنغمس في الكذب. لو كنت مكروها ولم تطلق العنان للكراهية. ولم تتخذ، رغم هذا، سيماء المفرطين في النبل أو حديث الموغلين في الحكمة. لو استطعت أن تحلم، ولم تجعل الحلم مولاك. لو استطعت أن تفكر، ولم تجعل الفكر غايتك. لو التقيت بالظفر والهزيمة وعاملت ذينك المخادعَينِ على السواء لو تحملت أن تسمع الحقائق التي خرجت من فمك يلويها الأوغاد ليخدعوا بها الساذجين أو تراقب ما وهبت عمرك من أجله وهو يحطَّم، لكنك تنحني وتشيده من جديد بما تملك من أدوات بالية. لو جمعت مكاسبك كلها في كومة واحدة وغامرت بها في جولة واحدة من لعبة رمي النقود وخسرتها جميعًا وعدت لتبدأ من جديد ولم تنبس بحرف عن خسارتك لو استطعت أن ترغم قلبك وأعصابك وأوتار جسدك كي يعنّكَ على البقاء رغم اندثارهن فتواصل المسير حين لا يبقى فيك شيء إلا الإرادة التي تقول لهن: واصلن! لو استطعت التحدث مع الجموع دون أن تفقد فضيلتك أو سرتَ مع الملوك ولم تفقد إحساس العامة لو أخفق الأعداء والخلان في إيذائك لو حسبت لكل رجل حسابه، ولم تبالغ به لو ملأت الدقيقة التي لا تغفر بستين ثانية من جري المسافات ستكون لك الأرض وكل ما عليها وتكون –وهذا الأهم- رجلًا، يا ولدي!