استعانت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، بفتوى للدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق؛ للرد على سؤال حول جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم. وبحسب الفتوى قال واصل: إنه "لا مانع شرعًا من تهنئة غير المسلمين في أعيادهم ومناسباتهم، وليس في ذلك خروج عن الدين كما يدَّعي بعض المتشددين غير العارفين بتكامل النصوص الشرعية ومراعاة سياقاتها وأنها كالجملة الواحدة، وقد قَبِلَ النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- الهدية من غير المسلمين، وزار مرضاهم، وعاملهم، واستعان بهم في سِلمه وحربه حيث لم يرَ منهم كيدًا، كل ذلك في ضوء تسامح المسلمين مع مخالفيهم في الاعتقاد، ولم يفرِّق المولى عز وجل بين المسلم وغير المسلم في المجاملة وإلقاء التحية وردِّها؛ قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾، والتهنئة في الأعياد والمناسبات ما هي إلا نوع من التحية". وتابع: "أما ما استشهد به هؤلاء من قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾، على عدم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم من نصارى ويهود، فإنما هي نظرة قاصرة للنص القرآني، حيث لم يردْ ذلك صريحًا في الآية، بل هو اجتهاد في تفسيرها، وقد نُقل فيه عدة آراء، فما بالُهم يأخذون منها ما يوافق أهواءهم ويكفرون بغيرها". وتابع: "وأما دعوى التشبه والموافقة على شعائر غير المسلمين: فالمنهيُّ عنه شرعًا التشبه والموافقة في الأفعال والاعتقادات التي نهى الإسلام عنها أو خالفت شيئًا من ثوابته". كان سؤال أحد الرواد قد جاء بالتزامن مع قرب الاحتفال بالكريسماس، وقال: "ما الحكم الشرعي في تهنئة المسيحيين بمناسبة أعيادهم؟".