رغم سعي خريجي الجامعات وخاصة خريجي كليات التربية والآداب في محاولة للحصول على مهنة معلم في داخل أي مدرسة، ورغم كل المسابقات التي لا يفوتونها ويتقدمون فيها بالأوراق اللازمة إلا أنها تعود عليهم بالإحباط والنتيجة أن المدارس ليست في حاجة لهم، أو أن مديريات التربية والتعليم سدت حاجة المدارس بالعدد المطلوب من المدرسين هذا على حد قول مديريات التربية والتعليم، ولكن الأمر المحير رغم فتح الباب لقبول أعداد جديدة من المدرسين إلا أن بعض المدارس في الريف وكذلك في المدن البعيدة مترامية الأطراف تشتكي من عجز المدرسين. قالت أسماء إبراهيم، خريج كلية تربية دفعة 2011 قسم جغرافيا، حاولت منذ التخرج الالتحاق بأي مدرسة بعقد أو بأي وسيلة، وقدمت في مسابقة ال 30 ألف معلم، إلا أنني لم أوفق في هذه الأمور، ولم أحقق رغبتي، ورغم علمي أن المدارس لديها عجز في أعداد المدرسين وخاصة المدرسين الأساسيين للمواد، وأنا الآن أمارس هواية التدريس في فصول الروضة الخاصة. وفي السياق ذاته قالت هيام صابر خريج حاسبات ومعلومات، قدمت في مسابقات وآخرها مسابقة ال 30 ألف معلم، ولكن لم يحالفني الحظ ولم أفوز في المسابقة، رغم فوز ناس غير مستحقين وربما "كانت ضربة حظ" ولكني الآن أعمل بإحدي المدارس الخاصة الإنجليزية والتي تعمل من الساعة 7 صباحًا وحتى الساعة 4 عصرًا، الأمر المرهق في مقابل الأجور غير المجزية وأيضًا ليس لنا أي تأمينات أو مستحقات كمرسي الحكومة، فضلا عن عدم وجود فرص عمل أفضل من ذلك. وقالت غادة محمد ذهبت لمدرسة ابتدائية بقريتي بالشرقية لأعمل مدرسة بالحصة كالسابق علمًا بأني خريج تربية رياضية، وقالت مديرة المدرسة لدينا عجز في أخصائي الأنشطة، ونصحتني بالتوجه لمديرية التربية والتعليم، وهناك كان الرد من مدير الإدارة أنه رغم حاجة المدرسة لأخصائي نشاط، لا بد أن يكون الطلب مقدمًا من وزارة التربية والتعليم للمديريات ويتم القبول عن طريق مسابقات، وأكد أن هناك مدارس تشكو من عجز في المدرسين، وقال إن الوزارة ليست لديها الميزانية التي تسمح بسد رواتب المدرسين الجدد. وبعد كشف بعض إحصائيات العجز في المدارس بين الخفيف والمتوسط في تخصص المواد العلمية واللغات وكذلك تخصصات الأنشطة، إلا أن هناك مدارس تعاني من عجز شديد في مدارس الريف، وهذا بدوره يؤدي لتدهور وخلل العملية التعليمية فضلًا عن انتهاء العام الدراسي دون تحصيل الطلبة لأي نتيجة دراسية أو علمية. وبسؤال مدير مدرسة بإحدى قرى الشرقية "جمال عبدالله" عما إذا كانت المدارس في الريف تعاني من افتقارها لمدرسين قال: وزير التعليم يهتم بإرسال مشرفين ليتاكدوا من نظافة دورات المياه، متناسيًا الدور الحقيقي للمدرسة، ومتجاهلا العجز من المدرسين في جميع التخصصات، وغالبية مدارس الريف مظلومة من حيث تقديم الخدمات وعلى رأسها المدارس،التي تبني النشئ،متسائلا ماذا ننتظر من تلميذ داخل الفصول ولم يعرف شيئًا عن المناهج بسبب عدم توفر مدرسين متخصصين في المواد العلمية واللغات؟ قائلًا: "وهو يا فرحتي في مدرس ألعاب وإن وجد"، ويرجع ذلك لسوء التوزيع، وتتكدث مدارس المدن بالمدرسين في جميع التخصصات في حين إفتقار مدارس الريف للمدرسي المواد الاساسية. وعن عمليات الندب للمدرسين في المدارس التي تقدمها مديريات التربية والتعليم، قال إن الانتداب من أجل سد حاجة المدارس بعد تقديم عدة شكاوى من مديري المدارس بالأرياف، إلا أن الواسطة والمحسوبية تتدخل لعدم نجاحه بالمرة، فكل معلم تم ندبه يعرف واسطة ويعيده مرة أخرى إلى مدرسته نظرًا لأنه قادم من مدرسة بالمدينة لمدارس الأرياف، "وكل مدرس عاوز يكون في أقرب مدرسة لمسكنه"، وتتكرر دراما عجز المدرسين في الأرياف، موازاة لتكدث مدارس المدن بالمدرسين. وقال محمد خيري "مدرس" في حالة عدم تواجد مدرس المادة العلمية هل يعقل أن يدخل الفصل مدرس التربية الرياضية ويقوم بتدريس مادة الجغرافيا، أين التخصصات،في حين أن المدارس لا يوجد بها أخصائي مكتبة، فضلًا عن عدم وجود مدرسي الموسيقي والتربية الفنية، فما الحل إذا لإنقاذ العملية التعليمية؟ وقالت "نجلاء" مدرسة بمدرسة ابتدائية، إن فصول الروضة في المدرسة إلا الآن وقد وشك الفصل الدراسي الأول على الانتهاء لم تصل الكتب الدراسية لاطفال الروضة،فضلا عن عدم استيفاء المدرسة للكتب الدراسية لصفوف الابتدائي، وصل جزء وتم توزيعه على بعض الطلاب، في حين لم تتسلم باقي الطلاب الكتب اللازمة للدراسة. في حين قال "عصام محمد" والد لطالبين بالثانوي والابتدائي، إن التيرم الأول قارب على الانتهاء ولم يستفد اولادي شيئًا من المدرسة، ولولا اعتمادي على الدروس الخصوصية لابني ذو المرحلة الابتدائية، وأيضا دروس المجموعات لإني ذو المرحلة الثانوية مافقها شيء في المنهج. في حين قالت سعدية والدة طالب في الثانوية: "ابني مابيروحش المدرسة لأنه بياخد الدروس، والمدرسين لا تقوم بالشرح في المدارس، خصوصا في مدارس الثانوية العامة، وكمان بنتي في الدبلوم ما بتتعلمش حاجة". وقالت شيماء ربة منزل إن ولديها في الابتدائية: "بياخدوا دروس في البيت خصوصي في كل المواد ب 600 جنيه شهريًا، علشان التعليم متدني في المدارس" وتساءلت ما الحل. تلك المدارس بقرى وكفور محافظة الشرقية في معظم المراكز تشهد حالة العجز في تخصصات المدرسين في المواد العلمية والأنشطة، وتدني كفاءة العملية التعليمية،في ظل إهمال مديرية التربية والتعليم بكافة إداراتها لحاجة هذه المدارس، فضلًا عن سوء التوزيع، وكذلك التراخي في تنفيذ القرار 202 الصادر عام 2013 لتوزيع المدرسين، وسد العجز بها، وتغطيتها.