عجز كبير في المدرسين تشهده المديريات التعليمية علي مستوي جميع المحافظات خاصة في المناطق النائية في الوقت الذي تم سد العجز في معلمي الانشطة من مسابقة 30 ألف معلم إضافة إلي عودة المعلمين المغتربين إلي محافظاتهم والذين تم تعيينهم في محافظات أخري لسد العجز بها. أكد خبراء التعليم أن القوة الموجودة حاليا في التربية والتعليم بالمدارس من الذين تعدوا الخمسين عاما وأن العجز لم يستبعد إدارات القاهرة والجيزة مثل الإدارات النائية المرج والتبين والحوامدية والبدرشين. في البداية كشف ابراهيم شاهين وكيل أول نقابة المعلمين أن أعداد المدرسين الذين أحيلوا للتقاعد منذ 2008 وحتي 2016 بلغ ما يقرب من 400 ألف معلم ولم يتم تعيين مقابل لهم إلا 30 ألف معلم وهو ما يزيد الاعباء علي المدارس في العملية التعليمية وعلي موارد النقابة في نفس الوقت مضيفا أن عام 2013 بلغ عدد المعلمين المحالين للمعاش 26 ألفا وفي 2014 وصل إلي 27 ألفا وفي 2015 بلغ 25 ألفا. وكشف مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم أن نسبة كبيرة من المدرسين الموجودين حاليا بالمدارس تخطوا سن الخمسين وأن مسابقة 30 ألف معلم ركزت علي معلمي الانشطة وعدم وجود تعيينات منذ فترة الأمر الذي أدي إلي وجود عجز في معظم المواد الدراسية إضافة إلي سوء توزيع المدرسين مما يجعل المدارس خاوية خلال 5 سنوات فضلا عن عودة المغتربين إلي محافظاتهم التي لا تكون في حاجة إليهم. أكد طارق نورالدين مساعد وزير التربية والتعليم الاسبق أن أي مسابقة تعيين جديدة للمعلمين يجب أن تكون غير مركزية بحيث تتم في المحافظات كما كان مخططاً أبان عهد الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم الأسبق قبل أن يجعلها الدكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم مركزية وهو ما أدي إلي حدوث المشاكل الكائنة الآن في مسابقة تعيين 30 ألف معلم حيث أن الكمبيوتر تعامل مع المعلمين المرشحين كمحافظة واحدة وبالتالي تم توزيع أبناء قنا في بني سويف والغربية في الاسكندرية وبورسعيد في شمال سيناء علي سبيل المثال. أضاف أن التعامل مع مسابقات التعيين بشكل لا مركزي سوف يجعل التعيين في المحافظاظت وفقا لزيادة والطلب مع ضرورة الالتزام بقانون المعلم المساعد وبالتالي حل جزء كبير من مشكلة العجز في المدارس من المعلمين. وبالنسبة لتوزيع المعلمين أشار إلي أن تحقيق التوازن في التعيينات وتوزيع المعلمين بين المدارس الواقعة في الارياف والمدن يحل باقي أجزاء الأزمة مشيراً إلي أن هناك إدارات كثيرة تواجه العجز الصارخ في المعلمين خاصة في معلمي الانشطة كمعلمي التربية الموسيقية والتربية الرياضية والرسم لدرجة أن هناك بعض الإدارة التعليمية التي لا يوجد بها مدرسون متخصصون في الأنشطة أكثر من 10 أفراد علي الأكثر. قال د. حسن شحاته استاذ المناهج وطرق التدريس بتدربية عين شمس إن خريجي كليات التربية لا يعينون في وزارة التربية والتعليم منذ عام 1990 أكثر من 40 عاما وهذه قضية خطيرة لأن الذين تم تعيينهم من خريجي الجامعات وليسوا من كليات التربية مشيرا إلي أن 67% من المعلمين غير معدين تربويا وهذا يؤثر سلبا علي العملية التعليمية لأن هؤلاء المعلمين لا يمتلكون أساليب التربرية الحديثة ويفتقدون أساليب التعامل الناجح مع الطلاب وذلك يؤدي إلي أخطاء بالعملية التعليمية والتدريس والامتحانات. أكد ضرورة صدور قرار بتعيين المعلمين من بين خريجي كليات التربية ووضع خطة عاجلة للتدريب في كليات التربية عن طريق الاكاديمية المهنية للمعلمين مطالبا بعلاج ارتفاع الكثافات في الفصول وبناء مدارس جديدة ومضاعفة الاعداد حيث انه يتوفر لدينا 50 ألف مدرسة بحيث لا يزيد علي 30 تلميدا في الفصل الواحد مع تفعيل اللامركزية والمشاركة المجتمعية مشيراً إلي أن المدارس الخاصة والاجنبية تعين معلمين غير مؤهلين تربوياً. أوضح د. سامح ريحان عميد تربية جنوب الوادي الاسبق أن هناك عجزا كبيرا في المدرسين خاصة في المناطق النائية ولا يخفي علي أي مسئول أن الفصل الذي يحتوي علي 60 تلميذا وأكثر لا يتوفر له سوي مدرس واحد فضلا عن سوء توزيع المعلمين مشيراً إلي أن المعايير العالمية هو توفير 2 معلمين ل20 تلميذاً بالفصل الواحد أما لدينا فالمعلم يحصل علي 36 حصة بالاسبوع وهذا مؤشر خطير مشيراً إلي ضرورة اختيار خريجي التربية وحصر احتياجات المدارس وإعلان مسابقات تتسم بالموضوعية والشفافية للتعيينات لحل الأزمة. أضاف أن د. حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم الاسبق كان قد فكر في وجود معلم مساعد أو مساعد المعلم ولكن الفكرة لم تر النور. قال د. خالد عبدالحكم وكيل مديرية دمياط إن المشكلة الرئيسية في سوء توزيع المعلمين حيث إن هناك إدارات لدينا بها وفره في المدرسين باللغة العربية واللغة الفرنسية والرياضيات مثل إدارة دمياط أما إدارة إخري مثل السرو وكفر سعد بها عجز مقترحا ربط حافز الأداء بنصاب المعلم من الحصص مشيراً إلي أمكانية تفعيل الإزاحة بتوزيع المعلمين علي بقية الإدارات.