سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التنمية السياحية تكشف خطة "غزو أفريقيا".. عادل الجندي: برتوكول تعاون مع أوغندا للتدريب والتسويق و"البالون" الطائر.. وضم إثيوبيا والسودان والكونغو لأطول رحلة نهرية في العالم
قال المهندس عادل الجندى مدير العلاقات الدولية والتخطيط الاستراتيجى بالهيئة العامة للتنمية السياحية، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لأوغندا كانت مفاجأة سارة للقطاع السياحي، إذ كانت وزارة السياحة ممثلة في الهيئة تعكف بالفعل على بدء تعاون موسع تاريخي مع أوغندا وباقي دول حوض النيل في الشأن السياحي، بهدف تعميق العلاقات المصرية الإفريقية. وكشف الجندي في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، عن خطة هيئة التنمية لغزو المجال السياحي الإفريقي وإحداث عمق استراتيجي لمصر عن طريق السياحة، حيث أكد أن مصر كانت قبل ثورة يناير مهملة في الشأن الافريقي، وعقب الحراك الذي شهدته البلاد أدركنا أهمية التوجه لأفريقيا وتكوين عمق استراتيجي وسياسي يكون حليفا قويا لنا، وبناءً على الامتداد الجغرافي الطبيعي بين مصر ودول حوض النيل فقد عكفت الوزارة على دراسة الأسواق الافريقية الهامة التي تجمعنا بها قواسم مشتركة، وأهمها السودان شمالا وجنوبا وأوغنداواثيوبيا. وأضاف الجندي: "أوغندا تربطنا بها علاقات مشتركة مثل نهر النيل وبحيرة فيكتوريا، واهتمامات مشتركة مثل الأمن المائي والقواسم التاريخية والاحتياج بين الدولتين، وبتطبيق المعايير نفسها على دول الامتداد الافريقي وجدنا أن هناك دولا قادرة على مواكبة مصر وتسيير رحلات وحملات ترويج مشتركة، وأخرى لديها مميزات ولكنها لا تمتلك امكانيات للتشارك مع مصر، مثل الكونغو ومالاوي وجنوب السودان، وهنا لجأنا لصندوق شراكة من أجل التنمية، التابع لوزارة الخارجية، والذي سيدعم الدول للنهوض سياحيا بما يعود بالنفع على مصر". وتابع: "الدول غير القادرة ماديا وخدميا هي دولا مهمة بالنسبة لمصر، سواء سياسيا او استرتيجيا، وبمراعاة البعد الأمني والجغرافي كان لزاما علينا أن نخلق أرضية مشتركة للعمل تنهض بالسياحة والخدمة السياحية في تلك الدول، وتمنح لمصر دورها الريادي وأهدافها بعيدة المدى"، موضحا ان تلك الدول سوف تستفيد من مصر ماديا وبتدريب كوادرها، ومصر ستكون بوابة شمالية لإفريقيا التي أدركت مؤخرا أنه لا نجاح لتجارتها واقتصادها دون تلك البوابة، ولفت الى ان افريقيا تتميز بأنماط سياحية مثل سياحة المغامرات في الغابات والسياحة النيلية، وكلاهما يمكن لمصر المشاركة فيهما وتنظيم رحلات مشتركة بينها وبين الدول الأفريقية في نفس النمط. وقال الجندي، إن 10 دول أوروبية تشترك في نهر "الدانوب"، مثل صوبيا وكرواتيا وملدوفا وماسادونيا، قامت بعمل رحلة نيلية مشتركة بفيزا موحدة وخدمة ومعايير سياحية موحدة وعالية بينها، وجذبت لها الملايين، وعند التفكير في تكرار التجربة إفريقيا وجد الباحثين أن نهر النيل متعرج وبه شلالات وجنادل تمنع السير المتواصل، وهنا فكرت الهيئة في الاستفادة حتى من تلك السلبيات حيث ستشمل الرحلات النزول للنزهة في الدول التي بها شلالات، ثم التكملة عبر وسائل نقل أخرى إلى باقي نهر النيل، وللمشروع فوائد عديدة أهمها إيجاد فيزا موحدة لنحو 10 دول إفريقية لأول مرة، وكذا تنشيط الحركة من أوروبا لكافة الدول بما فيها مصر. أكد الجندي، أن تنفيذ المخطط المصري الإفريقي يحتاج لتدريب الكوادر في تلك الدول وتأهيل منشآتها السياحية لتصبح على نفس المستوى المصري، مثلما يحدث في دول نهر الدانوب، وهو ما تم مراعاته في البروتوكول المشترك الذي وقع بالفعل مع أوغندا كمرحلة أولى، وينص على أن تقوم مصر بوضع استراتيجية سياحية شاملة لأوغندا، وتسوق لها في المعارض الدولية لتي تشارك بها مصر لما للأخيرة من ثقل وتواجد قوي على الخريطة السياحية الدولية والمعارض والبورصات المتخصصة، كما تدرب مصر مسئولي السياحة في الحكومة الأوغندية، والمجتمع المحلي بها –القبائل- على تصنيع المنتجات السياحية والتعامل مع السائحين. ونوه إلى أن البروتوكول يضم مشاركة المستثمرين المصريين في تجارة سياحة البالون الطائر المنتعشة والمميزة في مقاطعات أوغندا، الى جانب تبادل الاستثمارات، واعتبار أوغندا امتداد طبيعي سياحي للرحلات الوافدة لإفريقيا والتي تبدأ بمصر وتنتهي بأوغندا، مشيرا أنه سيتم توقيع نفس البرتوكول مع دول أخرى مثل شمال وجنوب السودان –شريطة استقرار الأمن بهما- وأثيوبيا –مستغلين العلاقات الشعبية القوية بين البلدين وتبعية شعب اثيوبيا للكنيسة المصرية-، وذلك بهدف الوصول إلى رحلة سياحية نيلية طويلة كالتي قام بها المغامر العالمي مارك تينر واستمرت 31 يوما بامتداد النيل، يمكن للسائح اختيار رحلته بها وعدد الأيام ودول القيام والعودة. وأكد مدير العلاقات الدولية والتخطيط، أن أفريقيا غنية بالموارد والطبيعة الخلابة، وينقصها الخبرة والثقة، وهو الدور الذي تلعبه مصر، مقابل الاستفادة من الرحلات الوافدة لإفريقيا، وتكوين جسر مشترك يجذب شريحة جديدة من السائحين حول العالم، علاوة على الاحتفاظ بالعمق الاستراتيجي والأمن القومي الجنوبي للبلاد، لافتا ان وفدا من الهيئة وخبراء التدريب، و10 مستثمرين مصريين سوف يغادر إلى أوغندا فبراير المقبل لبدء تنفيذ بنود البروتوكول.