انتخاب الكاردينال الأرجنتيني جورجي ماريو برجوليو – 76 عامًا- بابا جديد للفاتيكان، ليعد أول بابا من أمريكا اللاتينية، واختار له اسم “,”فرانسيس الأول“,” الذى يعنى “,”الرجل الحر“,”، والبابا الجديد كان رئيسا لأساقفة العاصمة الارجنتينية بوينس آيرس، حيث كان يشرف على الكنائس والكهنة. البابا فرانسيس تم ترقيته إلى منصب الكاردينال بقرار من البابا جون بول الثاني، ومن أبرز مواقفه معارضته للإجهاض والقتل الرحيم وزواج المثليين، في حين يحترم حقوق الشاذين جنسياً، وسبق أن قام عام 2000 بغسل أرجل 12 مصابًا بالإيدز تعبيرا عن قبول توبتهم ومسامحتهم. وفى أول ظهور له أمام أكثر من 100 ألف شخص من مختلف بلدان العالم الذين انتظروا إطلالته من الشرفة البابوية وهم يرفعون أعلام بلادهم، طلب البابا فرانسيس الصلاة من أجله وأن يذكروه دائما في صلواتهم،، والصلاة من أجل البابا بيندكت السادس عشر الذى ترك خدمته لظروف صحية. وأعلن البابا فرانسيس أنه سيتوجه غدًا لمزار القديسة السيدة العذراء مريم للصلاة هناك وطلب شفاعتها ومعونتها، وخاطب الجموع باللغة الايطالية بابتسامة وتواضع، مؤكدا بقوله “,”تعرفون أن واجب الكونكلاف“,” الكرادلة ال115“,” اختيار أسقف روما، ويبدو أن إخوتي الكرادلة شاءوا أن يجلبوه من أقاصي الأرض، وأنا أشكركم لهذا الاستقبال، استقبال أبرشية روما لأسقفها، أود أولاً أن أصلي مع أسقفنا الفخري، بيندكت السادس عشر. نصلي كلنا سوية لأجله لكي يباركه الرب وتحميه العذراء“,” ودعا الجموع لتلاوة الصلاة الربانية والسلام على مريم والمجد، مستطردًا “,”الآن، فلنبدأ هذه المسيرة أسقف وشعبه، كنيسة روما المتقدمة في المحبة. مسيرة ثقة. فلنصل أحدنا للآخرين، ولأجل العالم بأسره لكي يكون هناك أخوة كبيرة، وأتمنى أن تكون مسيرة الكنيسة هذه مثمرة للتبشير لهذه المدينة الجميلة جدا، والآن أود أن أعطيكم البركة. ولكن قبل ذلك أود أن أطلب منكم أن تصلوا إلى الرب لكي يبارك أسقفه. فلنقم بذلك بصمت، ومنح البركة لعشرات الآلاف من شرفته والانصراف. ويتزامن اختيار بابا روما من أمريكا اللاتينية التي شهدت ولادة لاهوت التحرير الذى ظهر في كولومبيا عام 1968، حيث أصدر الأساقفة في هذا المؤتمر وثيقة تؤكد على حقوق الفقراء، وارتفع بريق نجم حركة لاهوت التحرير في أمريكا الجنوبية في فترة السبعينيات، وبسبب تورطها في النضال السياسي لأجل المحرومين ضد هيمنة النخب الغنية انتقدت الحركة بشدة من قبل الفاتيكان، واعتبرتها الكثير من الشخصيات الكاثوليكية امتداداً للماركسية في الكنيسة واتهمت بالمدافعة عن توجهات الحركات اليسارية، وفي التسعينيات حاولت الكنيسة الكاثوليكية بشخص البابا يوحنا بولس الثاني الحد من تأثير الحركة وذلك عن طريق تعيين أساقفة أكثر تحفظاً في البرازيل . والبابا فرانسيس كان معروفا بحبه للفقراء وايمانه بقضية العدالة الاجتماعية، ولعل في اختيار اسم فرانسيس له قدوة في قديس الفقراء فرنسيس الأسيزي، والذى كان من أغنى اغنياء إيطاليا، وقد ترك ثروته، وساهم بإصلاح الكنيسة بعمل دؤوب من الداخل، وخصص حياته للفقراء وللمرضى، وتعاون في إعانة البرص مع رفيقته القديسة كلارا، التي اختارت هي الأخرى طريقة الرهبنة الرسولية. ولعل تهنئة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لبابا روما ووصفه بأنه “,”بابا الفقراء“,” لها دلالة كبيرة وتوضح مسار الكنيسة الكاثوليكية في العالم خلال الفترة المقبلة.