"المرض الخبيث" اسم يطلقه الريفيون على "السرطان" تشاؤما منه وكأنه نذير شؤم على حياتهم، حيث يعد وباء بات يشبه الكوليرا فى معدل انتشاره، حتي أصبح جسد المواطن المصرى معرضا للإصابة به بدايةً من فروة رأسه وحتى أخمص قدمية، دون أن تحده أية أدوية رادعة أو عقاقير. يقول الدكتور أمال سامى، أستاذ الأمراض الوبائية، بطب عين شمس: "أن فى مصر كل 5 دقائق يوجد إصابة بالسرطان على اختلاف أنواعه من سرطان ثدى للسيدات وبروستاتا للرجال والجلد والرئة والمخ بالإضافة لسرطان الدم لدى الأطفال". ليؤكد ذلك النائب محمد مرشد عضو مجلس النواب، باتهامه لوزارة الصحة، بالتقصير فى علاج السرطان فى الوقت الذى الذى وضعت مصر فيه على قائمة الدول الأكثر إصابة بالسرطان فى العالم. فالمواطن المصرى سواء كان "رجلا، سيدة، شابا، فتاة، وطفلا" يعيش دورة حياة شبه واحدة خاصة الطبقات المتوسطة والفقيرة - الشريحة الأعرض- فى المجتمع، فالناظر فى دورة حياة "الكائن المصرى" يرى أن جميع ما يفعله يصيب بالسرطان، فمنذ أن يستيقظ يمسك بتليفونه المحمول المتروك طوال الليل يخرج أشعة تصيب بخلل فى الجهاز العصبى وبعض الأشعة التى تصيب بسرطان المخ، ليخرج من حجرته ويتناول افطاره الذى يعد "الفول"العنصر الأساسى به ومعظم المحلات أصبحت تضعه فى " كيس" من البلاستيك والفول ذو حرارة عالية وهو ما يجعله يتفاعل مع البلاستيك مسببا"سرطان المعدة". ويتم إفطاره ويخرج من بيته لعمله وأثناء سيره يتعرض لعوادم السيارات التى تخرج مركبات الرصاص ودخان السجائر المسببان "لسرطان الرئة". والوصول لحلم الجمال غاية كل فتاة وسيدة فيضعن "مساحيق التجميل" والتى تسبب "سرطان الجلد" خاصة الأنواع الرديئة منها بعد تعرضها لأشعة الشمس وإحداث ما يسمى " بالتصبغ الجلدى". ينتهى المواطن من عمله ليعود لبيته مستنشقًا نفس كمية الرصاص والكربون ليجد المائدة عليها الطعام والمستخدمة فيها "الصلصة" المعلبة والمغطاه فى صناعتها بالمواد الراتنجية والتى تصيب السيدات بسرطان الثدى والرجال بسرطان البروستاتا والذين أصبحا الأكثر انتشارا في المجتمع حسب دراسة أجرتها جامعة " ميسورى" الأمريكية. وكل هذا يمر على الكبد والكلى و يقعان ما بين السرطان والفشل، فقد يصاب الكبد بالتليف أو السرطان، كذلك الكلى تصاب بالفشل أو السرطان هى الأخرى. وبهذه الأساليب الحياتية والروتين اليومى وعدم الانتباه للتحذيرات والاستمرار على نفس الوتيرة بات جسد المواطن المصرى مهدد بأن يصاب ب7 أنواع من السرطان فى آن واحد. وباعتبار أن العنصر البشرى هو أساس التقدم وأن صحته قاعدة هذا التقدم الهرمي فبهذا الشكل يكون التقدم فى مصر فكرة مهددة بالإبادة، يأتى ذلك بعد تصريحات وزارة الصحة أن كل عام تزيد نسبة السرطان عن سابقه بمعدل 37٪.