فى مشهد جديد يكشف عن التقارب الفكرى بين أتباع تنظيم «داعش» و«السلفيين»، بزعامة الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، اتفق الطرفان على تكفير الصوفيين. الاتفاق هذه المرة كان فى الرؤى والأفكار ضد الطرق الصوفية، زاعمين أنها أداة لنشر الكفر والبدع داخل المجتمعات ويجب استئصالها، وذلك ردًا على سعى الطرق الصوفية للاحتفال وإحياء المولد النبوى الشريف. السلفيون بدأوا مبكرًا فى ترويج عدد من الفتاوى القديمة بشأن الاحتفال بالمولد النبوى لمشايخهم وعلمائهم كالشيخ أبوإسحاق الحوينى، ومحمد عبدالمقصود، ومحمد حسان، وياسر برهامى، لتكفير و«تبديع» كل من يشارك فى الاحتفال بالمولد النبوى، ووصل الحد لوصفهم «المشاركين فى الاحتفال» بالخارجين من الملة. واستعان تنظيم داعش الإرهابى، بنفس الفكر والمحتوى على لسان أحد عناصره، ويدعى أمير الحسبة بما يسمى «ولاية سيناء»، لتهديد الطرق الصوفية وجميع المشاركين فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، غدًا الأحد، زاعمًا أن دماءهم رخيصة ويجب القضاء عليهم. وبحسب مقال نشرته إحدى المجلات التابعة للتنظيم، قال «أمير الحسبة»: «إننا نقول لجميع الزوايا الصوفيّة، شيوخا وأتباعا، لن نسمح بوجود طرق صوفية، وإننا لا نريد لكم إلا الهداية». وتابع: «ولتعلموا أن داعش جاهدت لإقامة التوحيد وإزالة الشرك، وأنهم بذلوا دماءهم رخيصة فى قتال أعتى أمم الكفر على وجه الأرض، فوالله لن تأخذهم فى الله لومة لائم. واعلموا أنكم عندنا مشركون كفار، وأن دماءكم عندنا مهدورة نجسة، ولكننا ندعوكم، ونستتيبكم، ونرجو لكم الإسلام». من جانبه قال مصطفى زايد، منسق ائتلاف الطرق الصوفية، إن الصوفيين تعودوا على تلك التهديدات من الجماعات الضالة التى تحرم الحلال وتحلل ما حرمه الله، موضحًا أنهم يعتبرون الاحتفال بالمولد النبوى حراما فى حين أن سفك دم المسلمين حلال فى شريعتهم. وأضاف فى تصريح ل«البوابة»، أن أبناء الطرق الصوفية لن يلتفتوا لأى تهديد، وسيحتفلون بالمولد النبوى فى كل أرجاء المحروسة، لإرسال رسالة للعالم أجمع أن الإسلام دين التسامح والمحبة والرحمة، وليس دين العنف والسلاح كما يروج لها أتباع «البغدادى» وغيرهم من الإرهابيين. وناشد زايد الطرق الصوفية فى كل أرجاء العالم أن يعملوا على توعية المسلمين خلال احتفالاتهم بالمولد النبوى من خطورة الأفكار الشاذة التى لا تمت للإسلام بأى صلة التى تنتهجها هذه الجماعات الهدامة التى لا تخدم بأفكارها هذه إلا أعداء الإسلام. واتفق معه الشيخ طارق الرفاعى، شيخ الطريقة الرفاعية، بقوله إن هذه الاتهامات التى يحاول الإرهابيون بثها فى آذان الشعوب العربية، غرضها «التسخين»، وأقوى رد تقوم به الصوفية، على هؤلاء الخبثاء، أن تستمر فى إقامة المولد لإعادة الفرحة، ولعل ميلاد رسول الله هو أكبر فرحة يسعد بها المسلمون. وأكد كريم الرفاعى، منسق ائتلاف شباب الصوفية، مشاركة شباب الطرق الصوفية فى تأمين مزارات آل البيت، وأضرحة مشايخ الطرق الصوفية غدًا الأحد، وسيعملون على تأمين الموكب الصوفى الذى يخرج من أمام مسجد صالح الجعفرى، وحتى مسجد الإمام الحسين، رضى الله عنه، بالتنسيق مع وزارة الداخلية.