اختتمت فعاليات أعمال المؤتمر الدولي "الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر"، الذي استضافته أبوظبي على مدار يومين، ب"إعلان أبوظبي"، الذي تضمن الإعلان عن تأسيس صندوق عالمي لحماية التراث الثقافي المهدد بالخطر في فترات النزاع المسلح. وجاء نص إعلان أبوظبي كالتالي: "يعد التراث الثقافي العالمي الركيزة الأساسية لبناء مستقبلنا المشترك، كونه المرآة التي تعكس مراحل تطور التاريخ الإنساني، والحار الأمين لذاكرتنا الجماعية، والشاهد الصادق على المسيرة الإبداعية للحضارات البشرية. واليوم، تؤثر النزاعات المسلحة والإرهاب في جميع قارات العالم على ملايين الرجال والنساء دون أن يسلم منها تراثهم الذي يمتد لعدة قرون. ويهاجم المتطرفون، عمدًا في معظم الأحيان، ثقافات الدول والشعوب، ويسعون إلى تخريب وتدمير التراث الذي يخصنا جميعا. إن تهديد التراث ومهاجمته وتدميره ونهبه تشكل استراتيجية تهدف إلى إضعاف الأسس المتينة التي تحافظ على هوية الشعوب وتاريخها والبيئة التي يعيشون فيها. ومن دون هذا التراث، ستُمحى ذاكرة شعوب الأرض ويتعرض مستقبلهم للخطر. يمثّل التراث، بكل ما يتميز به من تنوع، مصدرا للثروة الجماعية التي تشجع على الحوار؛ فهو وسيلة لمد جسور التواصل بين الحضارات، وتعزيز روح التسامح والاحترام بين شعوبها. ويشكل تدميره تهديدًا السلام، من خلال عمليات الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية التي تبرز في كثير من الأحيان في أوقات الأزمات. وبصفتنا رؤساء دول ورؤساء حكومات وممثليهم ومنظمات دولية ومؤسسات خاصة، فإننا نجتمع اليوم في أبوظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة، للتأكيد على عزمنا المشترك لحماية التراث الثقافي المهدد بالخطر لجميع الشعوب من خلال تدميره والاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية. ولذلك قررنا توحيد قوتنا وجهودنا والتحرك بشكل جماعي. إننا نشيد بالدعوة التي وجهتها المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ونعبر عن دعمنا للاتتلاف العالمي "متحدون مع التراث" الذي تم إطلاقه لحماية تراثنا المشترك من الدمار والاتجار غير المشروع. ونرحب ب "استراتيجية سبل تعزيز أنشطة اليونسكو في مجال حماية الثقافة وتشجيع التعددية الثقافية في حالات النزاع المسلح" نحن بحاجة إلى كفالة وضمان احترام القيم العالمية بما يتماشى مع اتفاقيات لاهاي الدولية في أعوام 1899و 1907و 1954 وبروتوكولي لاهاي الأخيرين في عامي 1954و1999، الأمر الذي يستلزم منا حماية الحياة البشرية والممتلكات الثقافية في أوقات النزاعات المسلحة. ويجب تنفيذ هذه العملية بالتعاون الوثيق مع منظمة اليونسكو التي تسعى منذ عام 1954سعيًا دؤوبًا لحماية التراث ومكافحة الاتجار غير المشروع وتعزيز الثقافة باعتبارها أداة للتقريب بين الشعوب وتعزيز الحوار.