الأرخص هو الحل، فلا مفرّ من الاحتفال، ولكن "العين بصيرة واليد قصيرة"، ففى مناسبة كالتى تطالعنا بعد عدة أيام، وهى المولد النبوى الشريف، بات حلم كل فقير هو إرضاء أولاده بالاحتفال، والذى ارتبط بتناول حلوى المولد، لكن فى الآونة الأخيرة مع ارتفاع سعر السكر ونقصه فى الأسواق، ترتفع أسعار تلك الحلوى ليصل الكيلو إلى 50 جنيهًا، وكيلو واحد لا يكفي عائلة مكوَّنة من 5 أفراد، وحتى يستطيع رب الأسرة إرضاء الجميع لا بد أن يشتري قرابة 2 كيلو ليكون المبلغ 100 جنيه، وهو ما يعد مبلغًا كبيرًا لأسرة لا يتعدى دخلها 500 جنيه. ليبزغ بصيص أمل ولكنه طريق مليء بالشوك لصاحبه، وهو شراء عروس وحصان وحلوى المولد بنصف السعر ليصل الكيلو إلى 25 جنيهًا. ألوان زاهية تزخرف الحلوى، فجوز الهند ممزوج بلون، وملبن بلون آخر، وغيرها من تلك الحلويات، ليكون السؤال المنطقي: لماذا ارتفاع تلك وانخفاض الثمن للنصف لتلك؟ تتباين الآراء بين الأوساط المختلفة، تقول وفاء عبدالصمد: "أعتقد أن الكيلو أبو 50 علشان المحل بيدفع كهربا وإيجار وأجر عمال وسعر السكر، مش علشان الألوان والجودة، وأبو 25 فى الشارع ما بيدفعش حاجة". وعلى العكس تمامًا جاء رأى سعيد عبدالعال قائلًا: "الغالي ثمنه فيه" مؤكدًا أن "أبو 50 أفضل حتى الألوان لما تمسكها ما بتطبعش، وجودة الحلوى نفسها تتكسر بسهولة اسمها "حلاوة فقش". لتخرج علينا وزارة الصحة بتصريحات تحذيرية من الحلوى حيث إن استخدام ألوان غير صحية فيها يسبب عددًا من الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي والسرطان وأمراض تقرُّح المعدة، خاصة لدى الأطفال وكبار السن نتيجة ضعف المناعة على مقاومة المسببات لهذه الأمراض. فى هذا السياق قال مصدر مسئول بمديرية الصحة بالشرقية: "إن بعض الألوان المستخدمة ما هى إلا مشتقات لأنواع معينة من "البويا" وألوان الرسم "الفولمستر"، وتُعتبر مُشابهة للمستخدمة في أختام اللحوم المغشوشة وهى غير قابلة للهضم بالجسم، ومع التراكم تسبِّب ما يسمى "الفشل الكلوي". وقد أكدت هذه التصريحات بيانات وزارة التموين من خلال حملاتها لضبط الأسواق، حيث تمكنت من ضبط 10 أطنان غير صالحة للاستخدام الآدمي نتيحة استعمال ألوان صناعية غير صالحة للاستهلاك. لتحذر هى الأخرى من استخدام تلك الحلوى واللعب على وتر الحاجة لدى المستهلك الفقير.