تثبت الأحداث الجارية والحوادث الإرهابية وجود اختراقات أمنية متعددة لأجهزة استخبارات أجنبية تعمل تحت أغطية شتى مثل مراكز بحثية أو حقوقية وغير ذلك الكثير ومن تلك الأماكن المشبوهة بيت الحرية أو "فريدم هاوس" وهي مؤسسة دولية غير حكومية مقرها واشنطن، تأسست عام 1941 ذات صلة وثيقة بجهاز المخابرات الأمريكية CIA في عام 1941م بدعم مباشر من الرئيس الأمريكي وقتها فرانكلين روزفلت وهو نفس الرئيس الذي استضاف في عام 1942م المؤتمر الصهيوني بحضور دافيد بن جوريون وتم الإعلان في هذا المؤتمر عن أحقية اليهود في وطن قومي على أرض فلسطين، والمعلن أنها تقوم باجراء بحوث ودعوات حول الديمقراطية والحرية السياسية وحقوق الإنسان وتحصل بيت الحرية على التمويل من خلال الأفراد وأيضا من قبل حكومة الولاياتالمتحدة وتصدر المؤسسة تقريرا سنويا تقيم فيه درجة الحريات الديمقراطية من حقوق مدنية وحرية الصحافة وغيرها في كل بلد حول العالم وتُستخدم منشورات وأبحاث المؤسسة في دراسات العلوم السياسية أما غير المعلن فهو أن الإدارة الأمريكية تستعين بها لتنفيذ مشروعها الإمبراطوري الإستعماري في العالم عن طريق غطاء مساندة وإنشاء مؤسسات الديمقراطية علي مستوى العالم، والدفاع عن سيادة القانون وتشجيع مساءلة الحكومات من قبل مواطنيها،وتشجيع حرية التعبير والاعتقاد،و احترام حقوق الأقليات والنساء. وكان دعم الرئيس روزفلت لهذه المنظمة المشبوهة جليا حين جعل على رأسها زوجته ألينور روزفلت بالإشتراك مع المحامي القريب منه والداعم هو الآخر للمشروع الصهيوني ويندل ويلكيلي الأب. وكان الهدف "المخابراتي" من تأسيس تلك المنظمة المشبوهة " فريدوم هاوس" هو مكافحة "التعسف السوفيتي" وهو الاسم الذي كان يستخدم وقتها لمكافحة الشيوعية طبقا للخطة التي وضعتها ال CIA. وبالفعل تعترف منظمة فريدوم هاوس على موقعها الرسمي عبر شبكة الإنترنت أنها دعمت مشروع مارشال وهو المشروع الذي تبنته أمريكا لتعويض الدول الأوربية "الغربية" عن خسائرها في الحرب العالمية الثانية لتبدو تلك الدول "الغربية" ويبدو دور جهاز المخابرات الأمريكية في إدارة وتوجيه منظمة فريدوم هاوس واضحا بقوة ولا يحتاج إلى أي ذكاء أو عبقرية سياسية فيكفي أن نذكر أن مجلس أمنائها الحالي يضم بين صفوفه: أنتون ليك (Anthon Lake) وهو مستشار "الأمن القومي" للرئيس الأمريكي بيل كلينتون من عام 1993م حتى عام 1997م كما يضم أيضا ويندل ويلكي الأبن (Wendell Willki) مستشار الرئيس الأمريكي رونالد ريجان لشئون "الأمن القومي" كذلك. أما عن رؤساء هذه المنظمة فحدث ولا حرج فمعظمهم - أو كلهم - كان على علاقة وطيدة ومباشرة بجهاز المخابرات الأمريكية ونخص بالذكر الملياردير بيتر آكرمان "يهودي" الذي تولى رئاسة المنظمة وأشرف بنفسه على التخطيط والتدبير لما يسمى الثورة البرتقالية في أوكرانيا والوردية في جورجيا... وهو صاحب إختراع لعبة فيديو شهيرة تعرف باسم قوات أكثر نفوذا أو كيف تهزم الديكتاتور وهذه اللعبة وزعت على من يطلق عليهم "الثوار" في كلا من جورجيا وصربيا وأوكرانيا!! أما عن جورجيا وثورتها الوردية فقد لعبت فريدوم هاوس دورا واضحا في اسقاط نظام إدوارد شيفارنادزه في 2003م والإتيان بنظام تابع للولايات المتحدةالأمريكية على رأسه ميخائيل ساكشفيلي... بل وصل الأمر أن "تعهد" الملياردير اليهودي جورج سوروس بدفع مرتبات الحكومة الجورجية الجديدة إذا ما تعثر ساكشفيلي في بداية إدارته، لدرجة أن الرئيس الجورجي الجديد ساكشفيلي قال بنفسه إنه "ممتن لفريدوم هاوس ولجورج سوروس وجورج بوش ولكل أحرار العالم الذي دعموا ثورته الوردية"! وهذه العبارة رواها عمرو عبدالحميد مراسل الBBC في القاهرة بمقال نشره بجريدة المصري اليوم تحت عنوان أشبال فريدوم هاوس، ومن أبرز رؤساء فريدوم هاوس جيمس ولسي "يهودي صهيوني متعصب" رئيس ال CIA السابق وعضو مركز سياسات الأمن الذي يقوم بالترويج لحزب الليكود الإسرائيلي اليميني المتشدد، وولسي عضو أيضا بالمعهد اليهودي للأمن القومي وهي مؤسسة "عسكرية" تسعى للتعاون "العسكري" بين أمريكا وإسرائيل، كما قام ولسي عام 2003م بالتبرير الفكري لحرب احتلال العراق وتتلقى منظمة "فريدم هاوس" التي يسيطر عليها الآن المحافظون الجدد واللوبي الصهيوني الكثير من التمويل من الحكومة الأمريكية وخصوصا منNational Endowment for Democracy NEDالوقفية القومية للديمقراطية) إذ بلغت ميزانيتها سنة 2004 حوالي 8.5 مليون دولار لتقوم بعد ذلك بدفع تلك الأموال لاحقا للعديد من الأفراد والمنظمات والهيئات القومية والمحلية الأخرى في دول العالم لتنفيذ أو الترويج لسياسات محافظة يمينية ولإيديولوجيا "حداثة الصهيونية " وعن تمويل فريدوم هاوس المصدر الاول فهي تتلقاه من جورج سوروس الملياردير اليهودي عضو منظمة تنمية إسرائيل وهو الذي موّل الثورتين الجورجية والأوكرانية، أما المصدر الثاني لخداع الشعوب فهو هيئة الوقف القومي للديمقراطية (مؤسسة حكومية)!! واعتمدت منظمة فريدوم هاوس في الثورة الجورجية على شباب حركة "كمارا" الذين تلقوا تدريبات على "الحشد" ولعبوا بنفس لعبة بيتر آكرمان. وسنستشهد بما كتبته سارة باكستر في الصنداي تايمز البريطانية عدد 23 إبريل 2007: ويرئسها جيمس وولسي، رئيس الاستخبارات الأميركية السابق، والذي نادى من قبل بحرب عالمية رابعة والذي كتب عن العرب في 13 أبريل 2003 يجريدة "جلاسجو ساندي هيرالد" إبان الحملة المسعورة للعدوان على العراق وإحتلاله:"الخوف فقط سوف يعيد الاحترام العربي لنا...نحن نحتاج إلى بعض الميكيافيلية". ويضم مجلس أمناء المنظمة أقطاب المحافظين الجدد واليمين المتصهين، وفي مقدمتهم صموئيل هنتغتون صاحب نظرية "صراع الحضارات ". وعن دور فريدوم هاوس في مصر فقد دربت عددا ممن يطلق عليهم نشطاء مصريون وقد حصلوا على دورات تابعة لفريدوم هاوس في "الحشد" دخول فريدم هاوس بقوة في فترة ما إلى مصر واستقطابها مجموعة من النشطاء المصريين ضمن برنامج جيل جديد والاسم الكامل للبرنامج هو جيل جديد من النشطاء لا يعادي أمريكا وإسرائيل. ويكفي أن الإدارة الأمريكية علي لسان وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون هددت بقطع المعونات لمصر في حال استمرار الحملة الامنية على المنظمات الاهلية بعد غلق مصر لمكتب فريدوم هاوس في مصر ومصادرة ممتلكاته، وهو المكتب الذي انتقده الكتابان الامريكيان نعوم تشومسكي وإدوارد هيرمان في ديسمبر 2007 قائلين أنه غطاء لرعاية المصالح الأمريكية. ويؤكد تشومسكي وهيرمان إن فريدم هاوس تنتقد بشكل مفرط الدول المعارضة لمصالح الولاياتالمتحدة في حين يجري تعاطف على نحو غير ملائم للأنظمة الداعمة لمصالح الولاياتالمتحدة، ويعطي المؤلفان مثال السلفادور في أوائل الثمانينات التي قام فيها الجيش بذبح مواطنيه في الساحات ولكن فريدم هاوس صنفت الإنتخابات على أنها رائعة، ويتهم نعوم شاومسكي فريدم هاوس بأنها ذراع لوكالة الإستخبارات الأمريكية، وكان يدير المصري شريف منصور مكتب فريدوم هاوس في الشرق الأوسط حتي اشهر ماضية وشريف هو نجل د. أحمد صبحي منصور زعيم القرآنيين الهارب في أمريكا، وهو المؤسس المشارك في مركز القرآنيين العالمي في واشنطن والقرآني يعمل بالقرآن فقط وينكر السنة والأحاديث النبوية كلها الصحيح منها والضعيف وبالنسبة له صحيح الإمام البخاري مجرد تخاريف. أغلقت منظمة بيت الحرية الأمريكية المعروفة باسم فريدم هاوس أبوابها في مصر في المرحلة الانتقالية في عهد المشير طنطاوي التي قررت التعامل مباشرة مع القوي السياسية دون الحاجة إلي وسيط لتمويل أنشطتها المختلفة، ولذلك غيرت المنظمة الأمريكية حركتها فأصبحت معظم المقابلات تتم في الأردن المقر الرئيسية للمؤسسة برعاية سمير جراح مدير المؤسسة الذي يدعم الإخوان هناك والذي يرتبط بعلاقات قوية جدا مع عدد من الحقوقيين المصريين المتعاملين معه الي الان ويتلقون الدعم عن طريق حوالات شخصية علي حساباتهم بالبنوك ويديرون مؤتمرات للمصريين بالاردن بتمويل مباشر من فريدوم هاوس في محاولة منها لتنفيذ مخطط الفوضي الذي تحاول ان تعميمه في مصر تنفيذًا لخطة "الفوضى الخلاقة " الأمريكية.