جين شارب...ميكافيللى اللاعنف... الأب الروحي لثورات ألوان قوس قزح. بلغ 83 سنة ويقال إنه أحد أبرز عملاء المخابرات المركزية الأمريكية، تلقى تعليمه في جامعة أوهايو حيث مسقط رأسه وعمل لفترات متقطعة كأستاذ للعلوم السياسية بجامعة هارفارد وماساتشوستس قبل أن يصبح كبير الباحثين "حاليا" في معهد إلبرت إينشتاين الذي أسسه عام 1983، لدعم حركات تغيير الأنظمة في العالم من خلال ما يسمى ب"استراتيجيات التغيير السلمي" هذا المعهد وثيق الصلة بالمخابرات المركزية الأمريكية ويتلقى تمويلات من مؤسسات الملياردير اليهودي الصهيوني جورج سوروس وأيضا من الوقف الديمقراطي "ناشونال انداومنت". وفي 21 فبراير2011 قدمته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" على أنه الرجل الذي يرجع إليه الفضل في إسقاط نظام الرئيس المصري حسني مبارك. من أشهر كتاباته "من الديكتاتورية إلى الديمقراطية" وهذا الكتاب كان وراء الثورات الملونة في أوروبا الشرقية، واستخدمته حركة "أوتبور" في صربيا وحركة "كمارا" في جورجيا وحركة "بورا" في أوكرانيا وحركة "كيلكل" في قرغيزستان وكانت أساسا لجميع أعمال العصيان المدني في لاتفيا وليتوانيا واستونيا وأخيرا... حركة 6 إبريل في مصر. ورغم كل هذا يعتبر جين شارب مفكرا في المقام الأول وليس ثوريا فأفكاره وكتبه هي الأسس التي قامت عليها الثورات الملونة، هي المواد الأساسية التي يدرسها طلاب أكاديمية التغيير التي تأسست في لندن عام 2006 و قامت بفتح فرع لها في قطر و النمسا. من الكتب إلى الواقع أفكار جين شارب كانت حبيسة كتبه إلى أن جاء تلميذه دكتور "بيتر أكرمان" المفعل الحقيقى لكل أفكار وأساليب جين شارب حول تكتيكات العصيان المدني. وقد نال أكرمان درجة الدكتورة برسالة بعنوان "كيف يمكن للشعوب المقموعه إزاحة القوى الشمولية بدون خيارات عسكريه". لذا كانت دول أوروبا الشرقية هي الأرض الخصبة التي تم فيها تحويل أفكار وتكيتات جين شارب إلى تجارب مرئية محسوسة أدت إلى تفكك دول أوروبا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفيتى حيث قامت: - الثورة البرتقالية فى أوكرانيا 2004 - ثورة الورد فى جورجيا 2003 - ثورة التيوليب فى قيرغيزستان 2005 - ثورة الدنينم فى روسياالبيضاء 2006 من هو بيتر أكرمان؟! قبل الحديث عن بيتر اكرمان لا بد أن نتحدث عن أستاذه الملياردير اليهودي جورج سوروس ودوره في إدارة الجانب المدني والفكري من إستراتيجية تحقيق أهداف الولاياتالأمريكية بدون تدخل عسكري "الفوضى الخلاقة", وذلك من خلال الربط بين ما يعرف بالمنظمات غير الحكومية و الأجندة الأمريكية .. ولم يعد يخفى دور هذه المنظمات التي تتخذ من مراكز الدراسات الخاصة وحقوق الإنسان واجهة لنشاطاتها, فقد بذل "سوروس" جهوداً كبيرة في هدم البلدان الاشتراكية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ابتداء من دعم حركة تضامن البولندية ومرورا بالثورات في أوكرانيا وجورجيا وروسياالبيضاء. أما فيما يخص بيتر أكرمان فقد نشرت " مجلة الأهرام العربي " دراسة موثقة عن بيتر اكرمان ومنظمته الأمريكية بيت الحرية "فريدوم هاوس". أعدها الباحث أسامة الدليل الذي يقول : إن أكرمان نسخة كربون من سوروس من حيث انفصامه السياسي الظاهر, فهو يهودي متعصب من جهة كما يدعي من جهة أخرى انه ليبرالي.. ومن حيث اهتمامه وعلاقاته مع المنظمات المشبوهة التي تتخذ من الديمقراطية وحقوق الإنسان ومراكز الدراسات الخاصة واجهة لها .. كما نعرف انه عضو في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية وعضو المجلس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن "أحد أذرعة المخابرات البريطانية" ويعمل أكرمان مع فريق يهودي برئاسة نائبته شازكا بايرل الموظفة في البنك الدولي والتي تقوم بين الحين والآخر بنشر مقالات في صحيفتي الحياة والنهار العربيتين. كما أنه يجيد استخدام "الغوغاء" المأجورين كما حدث في الساحة الحمراء في موسكو وفي كييف وتصويرهم كجمهور مدني. ولمزيد من الإطلاع إليك هذا الرابط http://arabi.ahram.org.eg/Arabi/ahram/2006/6/17/COVR1.HTM حتى نلتقي في الحلقة القادمة " جين شارب في التحرير"