"هذا دمي يسيل، يخطّ فوق العشب وردة وطائرًا ومستحيلْ، وأنت تنظرين.. تجلسين فوق عرشك الجميل، عيناك ترحلان في تاريخيَ الطويل، سحابتان ترقصان في الجبال، وموعدان للشروق، وعازفان يبذُران في ترابيَ النجوم فتثمر السنون، فواكهَ الفرح". كلمات رائقة عذبة المذاق من قصيدة "في ظل عينيك"، للشاعر الكبير محمد إبراهيم أبوسنة، والذي اختتم الملتقى الدولي للشعر العربي دورته الرابعة بإعلان فوزه بجائزة الملتقى، الذي استمر لأربعة أيام بالمجلس الأعلى للثقافة. فيما أكدت لجنة الجائزة أن الأسباب القوية التي كانت وراء منح أبو سنة جائزة الملتقى في دورته الرابعة أنه أحد المجددين في شعر التفعيلة، وقصيدته فتحت الباب للحداثة في الشعر المصري. "أهذه بداية الطريق؟ أهذه نهاية الطريق؟ أكانت الورود تبدأ اشتعالها وأنت تبسمين للجداول الزرقاء كيلا يميتها الظمأ؟ أكانت الطيور في أعشاشها تهيئ النشيد للصباح وأنت تسألينني عن اتجاه الريح؟" محمد إبراهيم أبوسنة ولد عام 1937 بمركز الصف بمحافظة الجيزة، وتخرج في كلية الدراسات العربية عام 1964، عمل محررًا بالهيئة العامة للاستعلامات، ومشرفًا على البرامج الإبداعية والنقدية بإذاعة القاهرة، كما عمل مديرًا عامًا لإذاعة البرنامج الثقافي، وعضو بلجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، ولجان النصوص الغنائية بالإذاعة، واتحاد الكتاب المصريين. شارك أبو سنة في العديد من المؤتمرات والمهرجانات الدولية والعربية، كما قدم عبر الإذاعة المصرية برنامجه "ألوان من الشعر". "أكان قلبُك المرح تحيطه الأمواج والحصون وأنت تلمحين في عينيّ موعدًا مع الجنون؟ أكنت تقتلين الوقت بالدعابة البيضاء؟ أم كنت تقتلينني وينتهي اللقاء؟ لو تدركين وحشتي والليل لا يتركني وهذه الأقدام.. تغوص في مرارة الأيام معلق أنا على مفارق الطرُق معلق أنا من العنق أداور السياف كيلا يحز هذي الرأس أناشد السياف أن يحزَّ هذي الرأس" صدر ل"أبوسنة" عدد من الدواوين الشعرية منها، قلبي وغازلة الثوب الأزرق 1965، حديقة الشتاء 1969، الصراخ في الآبار القديمة 1974، أجراس المساء 1975، تأملات في المدن الحجرية 1979، البحر موعدنا 1982، الأعمال الشعرية 1985، مرايا النهار البعيدة 1987، رماد الأسئلة الخضراء 1990، رقصات نيلية 1993، ورد الفصول الأخيرة 1997، حمزة العرب "مسرحية شعرية" 1971، حصار القلعة "مسرحية شعرية" 1984. كما صدر له العديد من المؤلفات منها "دراسات في الشعر العربي، فلسفة المثل الشعبي، تجارب نقدية وقضايا أدبية، أصوات وأصداء، تأملات نقدية في الحديقة الشعرية، قصائد لا تموت. وحصل أبوسنة على جائزة الدولة التشجيعية في الشعر، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1984، وجائزة كفافيس 1990 وجائزة "أندلسية" 1997، وجائزة محمد حسن فقي 1998.