دماء المصريين تهدر، وأشلاؤهم تتناثر وتحترق، وأرواح تزهق على "قضبان الموت"، فلا تكاد تمر أيام دون أن تلتهم القطارات أرواح الأبرياء، سواء من خلال انقلاب القطار أو دهسه للسيارات والأتوبيسات دون أن يحرك المسئولون عن السكة الحديد بمصر، ساكنًا، لعلاج السلبيات، ويكتفون بمعاقبة عامل المزلقان، الغريب في الأمر أنه رغم تكرار الكوارث لا نتعلم من أخطائنا ودائمًا نقف بانتظار الكارثة وهناك العديد من المزلقانات المرشحة للكوارث وعلى سبيل المثال لا الحصر، تعد مزلقانات بني سويف مرشحة بقوة لحصد أرواح الأبرياء. وتقسم المزلقانات مدينة بني سويف، إلى شطرين شرقي وغربي، وتصل إلى 97 مزلقانًا على مستوى المحافظة لم يتم تطوير سوى 4 مزلقانات منها منذ أواخر عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وهى مزلقان الواسطى والدائري والشاملة وتزمنت الشرقية، أما باقى المزلقانات فمازالت كما هى دون تطوير. يقع في قلب مدينة بني سويف5 مزلقانات، وتشهد هذه المزلقانات مرور أكثر من 60 قطارًا من القاهرة إلى أسوان والعكس، فيما يعبر هذه المزلقانات آلاف السيارات يوميًا قادمة من غرب المدينة لشرقها والعكس، فضلا عن عبور المشاة والدراجات البخارية والكارو من خلالها، وتصاب المدينة بالشلل المروري التام خاصة عند غلق هذا المزلقانات، ويعد مزلقان ميدان المديرية أكثرها تسببًا في هذا الاختناق، فعند وقوف القطار أمام رصيف محطة بني سويف تغلق عرباته المزلقان. أما مزلقان عزمي، الموجود أمام جامعة بني سويف، فعند غلقه يصل طابور السيارات المنتظرة لأكثر من2 كم على جانبي المزلقان فهي منطقة حيوية، فبخلاف الجامعة والمعاهد الأزهرية فيها العديد من المستشفيات والإدارات والمصالح الحكومية. أما مزلقان الغمراوي، فبمثابة قنبلة موقوتة، حيث توجد شرق المزلقان منطقة سوق الجبالي وكذلك منطقة الغمراوي الشعبية فضلا عن وجود المئات من سيارات الكارو التي تعبره لتحميل البضائع، فعند غلقه يحدث تكدس يصل أيضًا لمئات الأمتار. يحمل الأهالى المحيطون بمزلقان السكة الحديد بمدينة الواسطى شمال بني سويف، أرواحهم على كتفهم، بسبب الإهمال الشديد، مما يجعله مرشحًا لتكرار حادث قطار أسيوط الذى وقع فى العام الماضي، أو كارثة على غرار حادث دهشور، الذى وقع أول أمس، حيث ينتظر مزلقان الواسطى، دوره فقط فى الماسأة، وحصر القتلى والجرحى، فأهالى الواسطى ينتظرون الموت مع كل صافرة قطار، ورغم ذلك لم يفكر رئيس مدينة الواسطى، أن يخرج من مكتبه، ويمر على مزلقان الواسطى وقت الذروة، قبل أن تقع الكارثة. ويقع مزلقان الواسطى على بعد أمتار من مكتب رئيس المدينة، وتبدأ المشكلة بالمرور العكسي لاتجاه المزلقان، وموقف افوة معطل، مما يضطر الأهالي لعبور الطريق فى الاتجاه المعاكس، ويرفع رئيس مدينة الواسطى شعار النوم فى العسل، فمزلقان الواسطى حتى الآن تحرسه العناية الإلهية، فالإهمال ظاهر وبوضوح، ويأتى يوم الثلاثاء من كل أسبوع ليرسل برسالة تحذيرية إلى كل مسئول، فالثلاثاء هو سوق الخضار، والفوضى والازدحام يظهران أكثر. وتزداد الخطورة فى وجود العديد من المدارس في الجانب الغربي وعلى بعد مسافة بسيطة من المزلقان. ويضطر المواطنون، خاصة التلاميذ والموظفين، إلى النزول يوميًا من بيوتهم مبكرًا، للذهاب إلى أعمالهم أو مدارسهم أو جامعاتهم، خوفًا من التأخير لنفس السبب، فالمدينة لا توجد بها كباري لعبور السيارات والمشاة سوى كوبري مزلقان حارث وكوبري المشاة المجاور فضلًا عن كوبري آخر وهو كوبري مزلقان محيي الدين المتواجد في أطراف المدينة من ناحية الجنوب، والذي يقتصر على خدمة السيارات القادمة من الطرق الزراعية للصحراوية والعكس.