يبدو أن الأزمة المالية عادت لتلقى بظلالها من جديد على «شبكة قنوات الحياة»، فبعد حصول العاملين على أجزاء من مستحقاتهم المتأخرة مع دخول وكالة «دى ميديا» كوكيل إعلانى للشبكة فى شهر أغسطس الماضى، وشعورهم بانتهاء أزمة تأخر رواتبهم التى اعتادوا عليها لمدة 3 سنوات، والتى تفاقمت إلى حد اعتصامهم فى أواخر مايو الماضى، ما أدى إلى توقف بث عدد كبير من البرامج بقناتى الحياة. كشفت مصادر بالقناة ل«البوابة» أن المشكلات المادية بدأت فى العودة من جديد، خاصة أن الوكالة الإعلانية أخلت مسئوليتها عن جميع ديون القناة سواء لمدينة الإنتاج الإعلامى أو «نايل سات» وكذلك المستحقات المالية المتأخرة للعاملين، والتى سبقت تاريخ تعاقدها مع القناة، بالإضافة إلى ما أكدته مصادرنا أن القناة توجه معظم دخلها الإعلانى إلى إنتاج البرامج الجديدة، والتى يتسم أغلبها بتكلفته العالية وميزانيته الباهظة، حيث دخلت القناة خلال الشهرين الماضيين فى إنتاج عدد من البرامج الضخمة مثل «ضربة حظ» للفنانة رزان مغربى، وكذلك الموسم الرابع من «تياترو مصر» بالإضافة إلى برنامج كوميدى «نجم الكوميديا» وبرنامجى «فحص شامل، وانتهبوا أيها السادة»، وجميع هذه البرامج تتعدى تكلفتها الإنتاجية 150 مليون جنيه. وأشارت المصادر إلى أن القناة ستتجه الفترة المقبلة إلى إنتاج 3 برامج فورمات جديدة بتكلفة إنتاجية عالية، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة المالية بالقناة، وكشفت مصادر بالقناة أن هذه الأزمة المالية هى ما اضطرت عددا كبيرا من العاملين إلى الهروب عنها، منهم عدد من المذيعين والذى كان آخرهم الإعلامى شريف بركات، الذى أعلن الأسبوع الماضى عن انتهاء عمله بقناة «الحياة» بعد ارتباطه بها لمدة تجاوزت ال5 سنوات قدم خلالها عددًا من البرامج، يعتبر من أبرزها برنامجا «الحياة الآن» و«عين على البرلمان»، دون توضيح أسباب رحيله، ودون أن يعلن عن ارتباطه بقناة جديدة، فيما كشف مصدر بالقناة أن «بركات» رفض تجديد عقده مع القناة بسبب تراكم مستحقاته المالية المتأخرة، حيث عرضت عليه الإدارة تجديد العقد مع دفع جزء صغير من مستحقاته المتأخرة، وهو ما رفضه بركات مفضلًا إنهاء التعاقد وعدم تجديده. تجدر الإشارة إلى أن شريف بركات هو المذيع السادس الذى يرحل عن القناة بسبب امتناع القناة عن سداد مستحقاته، حيث سبقه عدد من الإعلاميين منهم الإعلامية دعاء فاروق التى رحلت عن القناة العام الماضى، بعد رحلة عمل بها استمرت 8 سنوات، وأكدت دعاء فاروق أن مستحقاتها المتأخرة لدى القناة كانت وصلت إلى 7 شهور، ولم تتقاض عند رحيلها سوى نصفها فقط، بالإضافة إلى أن القناة امتنعت عن إعطائها مكافأة عن فترة عملها بالقناة، وكذلك الإعلامية إيمان عزالدين والتى كشفت ل«البوابة» أنها حتى الآن لم تتقاض أى أجر «جنيه واحد» طوال الستة أشهر التى عملت بها بقناة الحياة خلال تقديمها برنامج «مفتاح الحياة» العام الماضى، مضيفة أنها كانت تنفق على البرنامج وعلى فريق العمل من نفقاتها الخاصة، وكذلك الإعلامية دينا فاروق والتى كانت الأزمة المالية أحد أهم أسباب رحيلها عن شبكة الحياة، وسبقهم الإعلامى معتز الدمرداش الذى وصلت أزمته مع القناة إلى حد التقاضى، وكذلك الإعلامية نوران سلام التى سلكت نفس طريق الدمرداش ولجأت للقضاء بعد أن فشلت فى الحصول على مستحقاتها بالطرق الودية.