قدَّم المخرج الشاب مصطفى عبدالسلام، في وقائع الليلة الثالثة لمهرجان نقابة الموسيقى المسرحي الأول، عرضًا من تأليفه وإخراجه، كما أسهم في تصميم رقصاته حمل اسم "الخيار"، وذلك في إطار إشراف نقابة المهن التمثيلية ممثلة في نقيبها د. أشرف زكي ومجلس إدارته. أقيمت فعاليات مهرجان النقابة المسرحي الأول على مسرح النهار الخاص بنقابة المهن التمثيلية، وضمّ المهرجان حوالي عشرة عروض مسرحية تتنافس فيما بينها على جوائز أحسن عرض وأحسن إخراج وملابس وديكور. وحمل عرض "الخيار" روحًا مختلفة عما اعتدنا رؤيته، سواءً على مسارح الدولة أو حتى المسرح التجاري في السنوات الأخيرة. حيث جاء بطابع "ميوزيكال" لم يكن من السهل تقديمه، خاصة في ظل الإمكانيات المحدودة التي تَعامل معها المخرج وفرقته، وكذلك في ظل وجود مجموعة كبيرة من الفنانين الهُواة غير المحترفين الذين وقف بعضهم على خشبة المسرح للمرة الأولى على الإطلاق في هذا العرض. إلا أن موهبة المخرج وإيمانه بما يَفعل بثّت الحماس في نفوس جميع أفراد الفرقة التي فاق عددها سبعة وعشرين فردًا، وهو رقم مَهول إذا قُورن بالعروض الأخرى، وكذلك في إمكانية إحكام السيطرة على جميع العناصر دون خلل. صمَّمت رقصات المسرحية الفنانة مي إبراهيم التي تعاملت مع الرقصات باعتبارها خطًّا دراميًّا لا يقل أهمية عن الحوار أو رسم الشخصيات، فبرعت في إيصال الحالة للجمهور دون مجهود. ضمَّ العرض أيضًا عددًا من الفنانين الشباب، مثل محمود الجابري وكريم عبدالجواد ذوَي المسيرة المهنية في السينما والتليفزيون، والكوميديان المتميز مجدي البحيري، وكذلك الوجوه الجديدة "مروة جمال وكريم كيكو وميشو واوزو وبندق ومحمود مدحت ومختار سعيد ونيرفانا هشام ومحمود غزولي وشذى عمارى وكامبا وعبدالرحمن إبراهيم"، وجميعهم ظهروا كمحترفين على خشبة المسرح، سواء في التمثيل أو في تقديم الاستعراضات، إلى جانب عدد كبير من الأطفال مثل محمد الحكيم وحلا الحكيم ويونس غزولي ومحمد عبدالعزيز ومحمد أيمن وجنى ممدوح ومحمد خالد. وصمَّمت الملابس دينا الحسيني في شكل كلاسيكي أوروبي عكس روحًا مختلفة وأعطى بعدًا جديدًا للقصة. الغرض يمثل عودة قوية لمسرح الموسيقى أو "الميوزيكال" اتضح من خلال مجهود جبار يُحسب لفريق التمثيل والإخراج والملابس، إلى جانب القيادة المتميزة والرؤية الطموح لمُخرج العرض.